21 فبراير 2015
المشروع الإسلامي
قبل الثورة الإيرانية 1979، لو قال أحدهم إن
المشروع الإسلامي يصادم المشروع العلماني، لحسب كثيرون أنهم يفهمون عن أي مشروع
يتحدث، إنه (الإسلام) الذي يشمل أمة المليار، ولما حدثت الثورة فرح بها كثر من
دعاة (المشروع الإسلامي) وكتب عبد الله عزام في كتابه (السرطان الأحمر) أن راية الإسلام
رفعت خفاقة في إيران.
ثم اكتشفوا أنها شيعية (بتعبير الشقاقي في كتابه الوحيد: الخميني الحل الإسلامي والبديل)!.
فصار المفهوم من المشروع الإسلامي شيء أضيق من المفهوم الأول.
هل يقصدون مشروعا سنيا؟ علما أننا لو نظرنا في كتب الحركيين الأوائل البنا مثلا، الذي كان على اتصال مع محب الدين الخطيب ولم يكن يتبنى طرحه في مسألة الشيعة، بل كان الغالب على تفكيره قاعدة (رشيد رضا): نجتمع على ما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.
كذلك النبهاني لم نجده يتصور مشروعه مستثنيا للإمامية (المسلمون لا يختلفون في الأصول الاعتقادية).
الدولة الإسلامية، الحاكمية، الشريعة، دار الإسلام.
مصطلحات لطالما استعملت لكن هل كان مفهومها واحدا، عندما وجدوا ان ما حدث في ايران ليس هو المشروع المرتقب؟!
جهيمان العتيبي يقتحم الكعبة ويعلن خروج المهدي، لكن ليس هذا هو المشروع المرتقب.
اذن صار عندنا مفهومان خارجان عن مفهوم المشروع الإسلامي (الشيعة / جهيمان).
ما هو اذن المشروع؟
تأتي احداث افغانستان وتراجع (عبد الله عزام) عن اعتقاده بأن ايران رفعت راية الإسلام جاءت لتحمل بذور معنى للمشروع المقصود! مشروع سني لكن بشيء شبيه بطرح البنا الموروث عن رضا، (مكتب الخدمات جماعة الجماعات) هذه كان يرددها عزام، ويريد أن يجعلها كبذرة انطلاق لـ(دولة إسلامية) وهو مشروع قتالي.
لكنه يصادم مشروعين (الإخوان وهو منهم) و(السلفيين في بلدانهم) اذ ان عزام جعل لمشروعه صفة الفرضية العينية، وكان يقول ابن التبليغ الذي هاجر اليه افضل من اي كان في بلده!
هذا سيجعله محل انتقاد مثلا سفر الحوالي نقد كتابه (الدفاع) بأن هذا تفريغ للساحات الدعوية، والراشد من الإخوان له طرح شبيه.
ونعرف النهاية للواقع الذي بنى عليه عزام أحلامه (قتال داخلي - ومقتل مسعود الذي مدحه في وصيته - لدرجة صارت افغانستان مضرب مثل للحرب الاهلية).
فما هو المشروع؟ طبعا لا يمكن أن نفصل أحداث مصر السابقة عن هذا المفهوم (شكري مصطفى - الجماعات التي نهجت القتال).
لكن اين المشروع؟
حتى لا تغرقنا التفاصيل نجد أن التيارات الإسلامية انقسمت الى تيارين رئيسيين: والاسماء في الدلالة عليهما فضفاضة:
1- تيار مقاتل 2- تيار إصلاحي.
الأول تجد تعبيرات كثيرة عنه: اصولي، متطرف، الثاني: وسطي، معتدل.
وهذا مجرد وصف عام والا فالدقة قليلة في هذه التسميات.
احداث مصر جاءت بـ (مشروع إسلامي)! لم يتبين بالضبط ما هو خطه الاستراتيجي تماما، بقدر ما جاء (توافقيا) يريد ارضاء كل التيارات، لكن دون صدام مع (إسلاميين آخرين قدر الامكان) نعرف ان انتخابات التشريعي في فلسطين حملت حماس الى الحكم، دون بيان اي منهج واضح مقصود باستثناء خطاب (الممانعة) الذي يشترك مع خطابات (حزب الله / الشيعي) لكن بلد كمصر هل سيرفع به هذا الشعار؟ يصعب ذلك فما هو المشروع الإسلامي؟
استطيع ان احدد ثلاث اركان لخطابات محمد مرسي في فترة حكمه (لو استثنينا التفاصيل المشتركة بينه وبين غيره):
1- التركيز على شرعيته كمدني منتخب وكإنجاز ثوري.
2- وجود مآمرة، وأناس فاسدين في الدولة كمخلفات للماضي.
3- ارسال رسائل تطمين للعالم أنهم ليسوا متطرفين ولا يشكلون خطرا على مصالح الدول الكبرى.
كل هذا طبعا بمزيج من البسملة وبعض الايات ونحو هذا لكن كل هذا لا يبين ما هو المشروع الإسلامي؟!
* لو استثنينا صور صلاته وبكاءه فيها والايات (والصور الادبية والفنية) وخطابات الاتهامات بالفساد والمامرة ورسائل التطمين، ومدح الثورة والثوار، اين تجد المشروع؟ بنظري لو حذفنا هذه لحذفنا عمليا المشروع ذاته!
سقوط نظام حكمه (بقطع النظر عن تقييمه)، والطريقة التي تبعته من تصوير الامر بسقوط مقدسات أو قضية ايمانية تهم كل مسلم في العالم، ومن تحريض بلغة دينية على ما قد يسمى (ثورة مضادة = وهي بحد ذاتها اشكالية اذا اعتبروا انهم امتداد للثورة فهل هي إسلامية من مشروعهم ام مشروعهم تم احتواؤه فيها).
سقوط هذا المشروع (الاصلاحي) سلط الضوء بل ودعم اطروحات التيار القتالي، وهو ما عرف بـ (الدولة).
وهي على عكس التيار الاصلاحي تماما في الطرح خطابها (عدائي) للجميع! اما التيار الاصلاحي فهو (توافقي) مع الجميع.
هذا كخط عام مع وجود استثناءات معلومة.
لو نظرنا الى خطاب (الدولة) الاعلامي، لوجدت ثلاث اركان له:
1- ذكر الفجائع العامة في المسلمين.
2- التخوين والمآمرات على الإسلام
3- الحكم بالشرع والقتال.
ولو تابعت خطابا طويلا لهم وحذفت الاناشيد ومشاهد العنف عمليا انت تحذف المشروع نفسه!
الان الامور تشتد على هذا المشروع وقد وصل الى طريق مسدود، في وقت لم يعترف اي منهما بإسلامية مشروع الاخر! ولا حتى بفقهه الشرعي الذي يخوله ليحكم بالشرع!
ولتنظر هل بقي المفهوم من المشروع الإسلامي ما سبق الثورة الايرانية أو ما تلاها؟ انه الان مثال على (غير المفهوم)!
مصطلح لا يوجد تحته اي معنى.
مودتي.
ثم اكتشفوا أنها شيعية (بتعبير الشقاقي في كتابه الوحيد: الخميني الحل الإسلامي والبديل)!.
فصار المفهوم من المشروع الإسلامي شيء أضيق من المفهوم الأول.
هل يقصدون مشروعا سنيا؟ علما أننا لو نظرنا في كتب الحركيين الأوائل البنا مثلا، الذي كان على اتصال مع محب الدين الخطيب ولم يكن يتبنى طرحه في مسألة الشيعة، بل كان الغالب على تفكيره قاعدة (رشيد رضا): نجتمع على ما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.
كذلك النبهاني لم نجده يتصور مشروعه مستثنيا للإمامية (المسلمون لا يختلفون في الأصول الاعتقادية).
الدولة الإسلامية، الحاكمية، الشريعة، دار الإسلام.
مصطلحات لطالما استعملت لكن هل كان مفهومها واحدا، عندما وجدوا ان ما حدث في ايران ليس هو المشروع المرتقب؟!
جهيمان العتيبي يقتحم الكعبة ويعلن خروج المهدي، لكن ليس هذا هو المشروع المرتقب.
اذن صار عندنا مفهومان خارجان عن مفهوم المشروع الإسلامي (الشيعة / جهيمان).
ما هو اذن المشروع؟
تأتي احداث افغانستان وتراجع (عبد الله عزام) عن اعتقاده بأن ايران رفعت راية الإسلام جاءت لتحمل بذور معنى للمشروع المقصود! مشروع سني لكن بشيء شبيه بطرح البنا الموروث عن رضا، (مكتب الخدمات جماعة الجماعات) هذه كان يرددها عزام، ويريد أن يجعلها كبذرة انطلاق لـ(دولة إسلامية) وهو مشروع قتالي.
لكنه يصادم مشروعين (الإخوان وهو منهم) و(السلفيين في بلدانهم) اذ ان عزام جعل لمشروعه صفة الفرضية العينية، وكان يقول ابن التبليغ الذي هاجر اليه افضل من اي كان في بلده!
هذا سيجعله محل انتقاد مثلا سفر الحوالي نقد كتابه (الدفاع) بأن هذا تفريغ للساحات الدعوية، والراشد من الإخوان له طرح شبيه.
ونعرف النهاية للواقع الذي بنى عليه عزام أحلامه (قتال داخلي - ومقتل مسعود الذي مدحه في وصيته - لدرجة صارت افغانستان مضرب مثل للحرب الاهلية).
فما هو المشروع؟ طبعا لا يمكن أن نفصل أحداث مصر السابقة عن هذا المفهوم (شكري مصطفى - الجماعات التي نهجت القتال).
لكن اين المشروع؟
حتى لا تغرقنا التفاصيل نجد أن التيارات الإسلامية انقسمت الى تيارين رئيسيين: والاسماء في الدلالة عليهما فضفاضة:
1- تيار مقاتل 2- تيار إصلاحي.
الأول تجد تعبيرات كثيرة عنه: اصولي، متطرف، الثاني: وسطي، معتدل.
وهذا مجرد وصف عام والا فالدقة قليلة في هذه التسميات.
احداث مصر جاءت بـ (مشروع إسلامي)! لم يتبين بالضبط ما هو خطه الاستراتيجي تماما، بقدر ما جاء (توافقيا) يريد ارضاء كل التيارات، لكن دون صدام مع (إسلاميين آخرين قدر الامكان) نعرف ان انتخابات التشريعي في فلسطين حملت حماس الى الحكم، دون بيان اي منهج واضح مقصود باستثناء خطاب (الممانعة) الذي يشترك مع خطابات (حزب الله / الشيعي) لكن بلد كمصر هل سيرفع به هذا الشعار؟ يصعب ذلك فما هو المشروع الإسلامي؟
استطيع ان احدد ثلاث اركان لخطابات محمد مرسي في فترة حكمه (لو استثنينا التفاصيل المشتركة بينه وبين غيره):
1- التركيز على شرعيته كمدني منتخب وكإنجاز ثوري.
2- وجود مآمرة، وأناس فاسدين في الدولة كمخلفات للماضي.
3- ارسال رسائل تطمين للعالم أنهم ليسوا متطرفين ولا يشكلون خطرا على مصالح الدول الكبرى.
كل هذا طبعا بمزيج من البسملة وبعض الايات ونحو هذا لكن كل هذا لا يبين ما هو المشروع الإسلامي؟!
* لو استثنينا صور صلاته وبكاءه فيها والايات (والصور الادبية والفنية) وخطابات الاتهامات بالفساد والمامرة ورسائل التطمين، ومدح الثورة والثوار، اين تجد المشروع؟ بنظري لو حذفنا هذه لحذفنا عمليا المشروع ذاته!
سقوط نظام حكمه (بقطع النظر عن تقييمه)، والطريقة التي تبعته من تصوير الامر بسقوط مقدسات أو قضية ايمانية تهم كل مسلم في العالم، ومن تحريض بلغة دينية على ما قد يسمى (ثورة مضادة = وهي بحد ذاتها اشكالية اذا اعتبروا انهم امتداد للثورة فهل هي إسلامية من مشروعهم ام مشروعهم تم احتواؤه فيها).
سقوط هذا المشروع (الاصلاحي) سلط الضوء بل ودعم اطروحات التيار القتالي، وهو ما عرف بـ (الدولة).
وهي على عكس التيار الاصلاحي تماما في الطرح خطابها (عدائي) للجميع! اما التيار الاصلاحي فهو (توافقي) مع الجميع.
هذا كخط عام مع وجود استثناءات معلومة.
لو نظرنا الى خطاب (الدولة) الاعلامي، لوجدت ثلاث اركان له:
1- ذكر الفجائع العامة في المسلمين.
2- التخوين والمآمرات على الإسلام
3- الحكم بالشرع والقتال.
ولو تابعت خطابا طويلا لهم وحذفت الاناشيد ومشاهد العنف عمليا انت تحذف المشروع نفسه!
الان الامور تشتد على هذا المشروع وقد وصل الى طريق مسدود، في وقت لم يعترف اي منهما بإسلامية مشروع الاخر! ولا حتى بفقهه الشرعي الذي يخوله ليحكم بالشرع!
ولتنظر هل بقي المفهوم من المشروع الإسلامي ما سبق الثورة الايرانية أو ما تلاها؟ انه الان مثال على (غير المفهوم)!
مصطلح لا يوجد تحته اي معنى.
مودتي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق