7.04.2016

ديالكتيك

ديالكتيك

بعض الإخوة سألني عن المقصد من التشبيه للمنهج الديلكتيكي (بالصور المتحركة) والكلاسيكي (الارسطوطاليسي) بالصور الثابتة.
والنقد الوارد عليهما، وبما اني نقدت مقولة: (كلنا اعاجم لاننا لسنا كالعرب الاوائل) سأجعلها مثالا لبيان هذا:
1- المنهج الكلاسيكي: يعتمد 1- مبدأ الهوية 2- عدم التناقض 3- الثالث المرفوع.
ولنطبقها هنا: العربي الصميم من هو؟ هو ذلك الذي يتكلم بلسان عربي بدون لحن، و لا يكون (عربيا أعجميا = اي يقدر على الكلام بها ولا يقدر على الكلام بها، والا كان هذا تناقضا) وبما انه ليس اعجميا اذن هو عربي فلا ثالث بينهما.
نطبقها على طالبي العلوم العربية = هم يدرسون اللغة لكنهم لم يصلوا الى وصفهم بـ (العربي= الذي لا يلحن ويتكلم بلغة فصيحة) اذن هم ليسوا عربا والا وقع التناقض، فهم أعاجم (الثالث المرفوع).
لاحظ هنا صور ثابتة (عربي) (اعجمي)، وهذا يجعل طالب اللغة مثله مثل (الأعجمي حقيقة كالفارسي)، ويتجاهل الحركة فالطالب تنمو قدرته رويدا رويدا لكن هذا المنهج لن يصفه بالعربي حتى ينطبق عليه حد العربي وتصير هويته محددة بصورة جامدة.
2- المنهج الدلكتيكي: حرص هيجل على منهج يحتوي الحركة وليس محصورا في صور (اما عربي أو أعجمي) وكان نقده قويا على المنهج الكلاسيكي اذ لا يشمل عملية التغير هنا، متجاهلا عملية نمو المعرفة التي تحدث عند طالب العلوم اللغوية.
ولذا فالطالب وإن كان لحنه يمنع وصفه بالعربي إلا أنه يتعلم ويزداد عربية، فهو عربي لكنه ليس عربيا في ذات الوقت! وهذا منطق هيجل لإدخال الحركة (بمعناها الفلسفي الذي يعني التغير).
وهذا عليه نقد اساسي انه ورث مفهوم الهوية (عربي) (اعجمي) عن المنهج الأول ثم لما اراد ادخال الحركة جمع بينهما.

3- منهج ابن تيمية: يصوغ ابن تيمية نظريته من تفتيت المنهج الأول وتحديدا في الهوية اي الحد، اذ يرى ان المنهج الكلاسيكي جرد الهوية ثم اراد اخضاع الواقع الخارجي للقالب الذهني الذي فيه كليات ليست موجودة في الخارج.
فالمعرفة هنا تتجزأ، في الواقع وطالب العلوم اللغوية عربي في ما علمه من اللغة، وطلبه يستلزم أن يصير عربيا فيما يلحن فيه ولا يفهمه.
فهو ليس عربيا أعجميا في نفس الوقت، بل عربي فيما يعرفه وطلبه يستلزم نفي الأعجمية عنه فيما يلحن فيه.
(واللزوم هنا يحفظ موضوع الحركة الواقعية) والتفتيت يخرج منع الكليات الذهنية من رؤية الواقع كما هو فينطلق هنا من المعين.
ثم يلحق الطالب بالكليات عبر الشبه والأقرب فيلحق بالعرب كونه أشبه بهم لا الأعاجم الذين يجهلون العربية.
وهنا انطلاق من المعين الى الكلي لا العكس.(فهو يمنع التناقض هنا الذي وقع في الديلكتيك، ويحفظ الحركة التي وقع فيها الكلاسيكي)
مودتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق