7.04.2016

فلسفة الفن

12 أكتوبر 2014

فلسفة الفن


فلسفة الفن إحدى المجالات التي ينبغي فهمها والقراءة فيها، ويمكن وصف هذا الميدان عندي قبل أن أبدأ بدراسته باللامفكر فيه، وكنت أسأل نفسي ما الذي يمكن أن يضيفه لي مساق لدراسة فلسفة الفن؟ لكن ما إن شرع المحاضر بالتأريخ لفلسفة الفن عند أفلاطون وأرسطو إلى تلستوي وكلايف بل وجون ديوي وكولنج ود وهيوم وغيرهم.... حتى وجدت مجالا خصبا كان غائبا عني.
إذ كنت قبله دائرا في التفكير في المجال الذي دارت فيه كتب الفقه عامة كالمغني لابن قدامة، يبحثون في حكم الغناء وآلات اللهو وحكم إتلافها وهل يغرم المتلف أم لا، والمعازف وحكمها، وحديثا بحثت أحكام التمثيل والتصوير، مثلا: هل يجوز تمثيل دور الكفار ولبس الصليب أم لا؟! يتعرض لها القرضاوي مرخصا في كتابه (الحلال والحرام) و(فقه الغناء والموسيقى في الإسلام) ويعارضه مخالفوه ويصنفون في الرد عليه وتعود القضية إلى جذورها الأولى كلام الغزالي ومن قبله ابن حزم، وأحاديث المعازف، وحديث هشام بن عمار المروي في البخاري تحديدا، وهل يضعف الحديث بالانقطاع كما فعل ابن حزم، ويرد عليه ابن الصلاح في المقدمة، ويرد ابن حجر تضعيف هشام في (هدي الساري)، ويفصل المسألة في (فتح الباري)، ومن قبله ابن القيم في (إغاثة اللهفان) و(المدارج) وغيرها، ردود واعتراضات تدور في جزئيات فقهية تصدق على العمل الفني وغيره!
فتحريم المعازف أو تحليلها لا يدور مع العمل الفني وجود وعدما! لا يبحث هل هذه معزوفة فنية أم مجرد جعجعة! بل يستوي الأمران في ذهن الفقيه!!
فهل ترى من أحل المعازف وضع مفهوما يفصل معزوفة هاو عن معزوفات بيتهوفن مثلا؟!
والذين حرموه هل وضعوا مفهوما يفصل سقوط اسفنجة مليئة بالألوان على لوحة عن لوحة فنية عالمية؟! (بدون أرواح حتى لا يعود الأمر للجدل الفقهي)!
فالحكم على قصيدة بكونها فنا مثلا يكون بقطع النظر عن كونها جاهلية أو إسلامية!
قد يقول قائل ولكن هذا ليس مجال الفقهاء! فهذا صحيح ولكن كثيرين ينحصرون في النظر إلى هذه الزاوية بعقلية الفقيه ولذا نبهت على هذا، فالفن مسألة كبرى! تحتاج إلى بحث: ما هو؟! وهو سؤال فلسفي بامتياز.
فتحديد ما هو العمل الفني بقطع النظر عن مشروعيته أو عدم مشروعيته، عن معيار كونه محلقا أو هابطا؟! هو عمل فلسفي لا يمكن ملؤه بمجرد أحكام على فروع تصدق على العمل الفني وغيره.
وإحدى المشاكل تظهر عندما يسلّم أحدهم بأن ما يقدمه من انتسب إلى الفن بأنه عمل فني، ويبدأ بنقاشه في جزئيات فقهية أو أخلاقية، وقد لا يكون ما يتم تقديمه أصلا فنا! ونقدك الفني له قد يسقط قيمته الفنية التي يدعيها! مختصرا عليك الطريق لما بعدها.
مودتي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق