7.04.2016

فوكو/ تشومسكي

5 يونيو 2015

فوكو/ تشومسكي


شاهدت مناظرة ميشيل فوكو ونعوم تشومسكي حول [الطبيعة البشرية: العدالة ضد السلطة].
المناظرة قيمة وتستحق المشاهدة.
وكان عندي عليها عدة ملاحظات:
فوكو: عنده عقدة من التجريد القيمي والبحث الفلسفي الأخلاقي عن (العدالة مثلا) فكل عمل تجريدي منها هو عملية استعمال كلمات ومفردات نشأت في حضارة معينة هي التي صاغت أفكارها عن العالم، وبالتالي فكل تجريد لأي شيء هو في الحقيقة إعادة احتكام لسلطة المجتمع المعين.
هذا يذكرني بسفسطة ذكرها افلاطون في محاوراته، كل الاحرف الابجدية انت تعرفها وكل التعليم بالاحرف الابجدية التي انت تعرفها اذن انت تعيد وتعيد ما تعرفه فحسب ولا تتعلم أي جديد!!
هذا الانحباس داخل المجتمع يفرض البحث عن أسباب تغير المفاهيم في المجتمع، فاذا كانت كل المفاهيم والاخلاقيات من داخل المجتمع فما الذي يجعلها تتغير؟ هنا تجده يستوعب فكرة التغيير الاقتصادي، الاجتماعي، ويقلل من شأن الفرد في التاريخ مع أنه لا يهتم كثيرا بمصدر هذا التغير في المفاهيم بقدر اعتبار (المفاهيم والفلسفة) هي وسط بين الموضوعي والذاتي، على شكل شبكات عبر التاريخ، كل شبكة تركز على جانب وتجعله مفكرا فيه، وتحجب غيره وهكذا.
لكن هل صحيح تماما أن هذا (الوسط) هو غير موضوعي غير ذاتي؟ أم فيه ما هو نسبيا موضوعي وآخر ذاتي، وآخر موضوعي وعملية التوليفة بينها قد تكون أيضا مختلطة. ليست ببساطة أمرا خارجا عن الموضوع والذات البشرية.
لكنه يريد أن يؤكد على مفهوم (المجتمع في التاريخ) كما هي الفكرة الماركسية.
هذا (اللا موضوعي لا ذاتي) يجعله يقول ببساطة أنه يكافح لإسقاط السلطات، ليس لعدالة موقفه! بل لأخذ السلطة! (هنا لا فلسفة أخلاقية! إنه يريد شيئا لماذا لأنه يريده!)
بالنسبة لتشومسكي فهو يرمز على فعالية الفرد (تأثرا إجمالا بالفردية الرأسمالية) عنده كنظرية معرفة (مثالية = افكار قبلية) ويؤكد على مفاهيم إنسانية عامة باسم البشرية عامة لمكافحة الظلم وووو.
وهنا يغفل (أن الظالمين = هم بعض البشرية، فكيف يريد إنسانية عامة وبعض البشر أصلا في الخط المعادي) هذا انعكاس لموقفه المثالي.
يظهر في المناظرة = فوكو شبه لا أدري في الفلسفة الأخلاقية، ونظرته المادية للمجتمع فيها شق لا ادري حيث لا يهتم بمعرفة أسباب تغير المفاهيم في المجتمع.
أما تشومسكي = فهو مثالي في نظرته سواء في المعرفة والسياسة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق