20 مارس 2014
عن جماعة التبليغ
1
سألني بعض الإخوة ممن لا يسعني إلا إجابتهم عن رأيي
في جماعة التبليغ، فكتبت هذا المقال على استعجال تحقيقا لنصاب الجواب على أن أتبعه
بمقالات أخرى إن شاء الله، فأقول:
جماعة التبليغ أو رجال الدعوة أو الأحباب كما يسمون
في بعض البلدان، وكنت قد سألت أحدهم عن سبب نهيه لحديث عهد منهم عن قوله: يا إخوان
وأمره بإبدالها بلفظة أحباب فقال لي حتى لا نحسب على جماعة الإخوان إن قلنا يا إخوان!
فلعله هذا هو سبب تسميتهم بالأحباب.
لا تجدهم يسمون أنفسهم باسم معين، وإن كانوا
يتميزون عن غيرهم في تصرفاهم وأقوالهم بل حتى لهجاتهم، ولا تظفر لهم بمؤلف يشرح
منهجهم بمعناه العام حتى يدرس وينقد وهم يعتمدون على طريقتهم الشفهية والعملية
أكثر من النظري والتعليمي، وبذا يسهل على كثير منهم نفي أي نقد يوجه إليهم! فلو
قال له قائل شيخكم فلان صوفي غال نفى هذا وإن أثبت له بعد عناء قال لك هو لا
يمثلنا! ويقدر أن يقول لك شيخنا هذا متصوف إن وجد عندك للتصوف ميول وقد وجدت أمثلة
على هذا.
وهذا سر تملصهم من كثير من الردود عليهم والدراسات
عنهم.
ولذا فطريقة منهجها في غالبه شفهي وعملي من الصعب
أن تنقدهم نظريا فحسب بل يجب استقراء ما يقولونه وما يفعلونه حتى تتصورهم جيدا،
ويكون نقدك واقعيا.
لهم نظام (وهم يتجنبون هذه الكلمة وما تصرف منها)
ويسمونه بالـ (ترتيب) وله أسماء مأخوذة عن كلمات عربية إسلامية كـ (بيان) و (خروج)،
ولهم اعتماد على كتب كـ (حياة الصحابة) لشيخ منهم (الكاندهلوي) ويقرؤون من (رياض
الصالحين) للنووي، ويذكر عنهم أنهم يدرسون كتابا اسمه (تبليغي نصاب) في غير
البلدان العربية.
منهجهم في تصوري غير مبني في الغالب على هذه الكتب
وإن وجد تأثير لهذه الكتب فيهم فهو تأثير ضئيل بل لعل أغلبه مرتبط بتبرير مواقفهم
والدعاية العامة (الدعوة)، فمثلا لماذا تلبسون العمائم يسوق حديثا ذكره النووي بأن
النبي صلى الله عليه واله وسلم دخل مكة وعليه عمامة أرخى طرفيها وهكذا، وإلا فالطريقة
العملية التي يسلكونها أصلا لا تؤهلهم لفهم ما يتم قراءته فتجد منهم من أفنى عمره
في (الدعوة) وزار أكثر من 30 دولة ولك أن تتخيل كم مرة قرأ في رياض الصالحين في
تلك الفترة لكنه لا يجيد العربية! فلا يعرف الفرق بين الفاعل والمفعول أو لا يعرف
معاني حروف الجر وهكذا فهذا يتعذر أن يؤثر فيه ما يقرا قدر أن يؤثر هو فيما يقرأ
فيصير ما يقوله معبرا عنه هو وهكذا.
وكمثال على هذا أذكر أنني قبل سنوات قابلت واحدا
منهم يقول إن الله نص على (ترتيب) الدعوة في القرآن! قلت له أين؟ قال: قال تعالى
(قل سيروا في الأرض) هذه هي (الجولة) قبل صلاة المغرب! ثم الآية التي بعدها (هذا
بيان للناس) وهذا (بيان) المشايخ يقصد درسهم فهم يسمونه بهذا! فانظر كيف أول
القرآن فهذا حاكم القران إلى رأيه ولم يتحاكم هو إليه!
ولذا فلك أن تقدر ذهنا أنك لو قلت لهم: إن كتاب حياة الصحابة مليء بالضعيف والموضوع فصدقوك - جدلا - فاعتمدوا كتابا كله أخبار صحيحة، بأن هذا لن يكون له كبير أثر ما دامت أكثر آرائهم الشفهية تدور بينهم وما دامت طريقتهم العملية كما هي اليوم عقبة أمام التعليم فهي الغالب على نظامهم الخطابي.
أما طريقتهم العملية فكما يظهر ممن عاشرناهم منهم لا يلتفتون أبدا إلى التعليم الشرعي وقد يظهرون الاحترام لمن له شهادة علمية في العلوم من باب (تأليف) قلبه لينضم إليهم، عمليا يصبح الرجل عنوانا لضم آخرين وهكذا فيقولون معنا الشيخ فلان وهو من الجامعة الفلانية وهذه حجة (سلطة المعرفة) معروفة في المغالطات المنطقية.
على أن لقب (شيخ) عندهم مثل لقب (عمي) أو (خالي) في بعض اللهجات المحلية تقال لأي كان بقصد الاحترام، لكنها عندهم في غالبها تقصد المنتسب إليهم ولو كان ابن يوم.
الجمهور الذي يخاطبونه غير متعلم في غالبه، ولذا لهم تأثير فيه خصوصا أن كثيرا منهم له سوابق في الحياة العامة ما قبل انخراطه في (جماعة التبليغ) أو (الدعوة) وهذا الخلط في الأسماء سأتكلم عنه مفردا ان شاء الله، فالجماعة هي (الدعوة) والدعوة عندهم هي نفسها المقصودة في القران! وهذا الإسقاط التاريخي سيأتي الحديث عنه.
على أن كثيرا منهم يسمون تلك الفترة السابقة بـ (الجاهلية) ويقول لك بعبارتهم (كنا أيام الجاهلية حالنا أحوال!) لدرجة أنك قد تتخيل أنه كان زعيما مرموقا في قريش يضطهد المسلمين، أو بالمعايير العصرية كأنه مسؤول بدرجة أو بأخرى عن ضرب اليابان بالقنابل الذرية!
ولذا فلك أن تقدر ذهنا أنك لو قلت لهم: إن كتاب حياة الصحابة مليء بالضعيف والموضوع فصدقوك - جدلا - فاعتمدوا كتابا كله أخبار صحيحة، بأن هذا لن يكون له كبير أثر ما دامت أكثر آرائهم الشفهية تدور بينهم وما دامت طريقتهم العملية كما هي اليوم عقبة أمام التعليم فهي الغالب على نظامهم الخطابي.
أما طريقتهم العملية فكما يظهر ممن عاشرناهم منهم لا يلتفتون أبدا إلى التعليم الشرعي وقد يظهرون الاحترام لمن له شهادة علمية في العلوم من باب (تأليف) قلبه لينضم إليهم، عمليا يصبح الرجل عنوانا لضم آخرين وهكذا فيقولون معنا الشيخ فلان وهو من الجامعة الفلانية وهذه حجة (سلطة المعرفة) معروفة في المغالطات المنطقية.
على أن لقب (شيخ) عندهم مثل لقب (عمي) أو (خالي) في بعض اللهجات المحلية تقال لأي كان بقصد الاحترام، لكنها عندهم في غالبها تقصد المنتسب إليهم ولو كان ابن يوم.
الجمهور الذي يخاطبونه غير متعلم في غالبه، ولذا لهم تأثير فيه خصوصا أن كثيرا منهم له سوابق في الحياة العامة ما قبل انخراطه في (جماعة التبليغ) أو (الدعوة) وهذا الخلط في الأسماء سأتكلم عنه مفردا ان شاء الله، فالجماعة هي (الدعوة) والدعوة عندهم هي نفسها المقصودة في القران! وهذا الإسقاط التاريخي سيأتي الحديث عنه.
على أن كثيرا منهم يسمون تلك الفترة السابقة بـ (الجاهلية) ويقول لك بعبارتهم (كنا أيام الجاهلية حالنا أحوال!) لدرجة أنك قد تتخيل أنه كان زعيما مرموقا في قريش يضطهد المسلمين، أو بالمعايير العصرية كأنه مسؤول بدرجة أو بأخرى عن ضرب اليابان بالقنابل الذرية!
بل إنني وجدت فيهم من يتفاخر بأيامه السابقة ثم
يختم حديثه بحديث (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام) كأنه فهم أن الخيرية
الأولى مرتبطة بأخلاق الجاهلية! فهتلر مثلا لو أسلم لكان كخالد! وهكذا بفهم أجنبي
عن الحديث.
وهذه تسترعي دراسة نفسية لها ما بعدها في نظام الخطاب الذي يحكم عقولهم وسأتحدث عنه لاحقا ان شاء الله.
وهذه تسترعي دراسة نفسية لها ما بعدها في نظام الخطاب الذي يحكم عقولهم وسأتحدث عنه لاحقا ان شاء الله.
يتبع
2
استكمالا لما قلته في جماعة التبلغ:
يظهر لمستقرئ أحوالهم أن (ترتيبهم) ركز على (الدعوة) ولكن ما هي الدعوة التي يقصدون وكيف يصل الواحد منهم إلى تلك المنزلة؟
إنهم يدعون الناس بكلمات وعظية لا ميزان فيها للتصحيح والتضعيف، وهذه نتيجة متوقعة للدور الدعوي عندهم، فهو يدعو الناس كونه (خرج) معهم، وقدرته (البيانية) بحسب فترات (خروجه) لا بمقدار علمي ولا نظري بل عندهم الناس ثلاثة أقسام: (قدماء) وهم المؤسسون لدعوتهم التي يسمون العمل فيها (جهد الدين) وجدد وهم السواد الأعظم من المنتمين لـ (جهد الدين)، والجمهور وهم المدعوون، والمدعو عندهم كل من لم (يخرج) معهم بقطع النظر عن جهده هو!
ولك أن تقدر ذهنيا أنهم لو التقوا بمحمد بن إسماعيل البخاري لدعوه إلى الخروج معهم! بدل أسفاره في جمع الحديث!
تنتشر بينهم أقوال مسجوعة يتناقلونها شفهيا تلخص قوانينهم وتجدهم يتحاكمون إليها تحاكم العالم إلى النصوص الشرعية!
منها ما له تعلق بهذه المسألة وهو قولهم: "جهدنا جهد أقدام لا أقلام"!
ولك أن تتخيل نسبة الجهل المتفشي فيهم كونهم جعلوا القدم بديلا عن القلم!
فهذا الرجل الذي يرى أن وظيفته القدم والتي تعارض القلم بنظره! يدعو بعد فترة بسيطة، منهم من دعا الناس من أول ثلاثة أيام!
وغالب كلامه سيكون شرحا لمشاعره وعواطفه الدينية وعددا من النصوص التي سمعها من هنا وهناك ينقلها بلغته البسيطة على قدر فهمه وعلى قدر ضبطه وفهم وضبط من نقل إليه!
إنه ينتقل بتصوره السابق على (الخروج) إلى الدعوة بعد تفعيل عاطفته الدينية ولكن التصورات الأولى لا تزال كما هي.
وتجد تواطؤهم شديدا على عدم التعرض لأربعة محاذير: الفقهيات، الحزبيات، السياسيات، أمراض الأمة.
فالبيان وهو اسم درسهم لا يتعرض لأي من هذه الأمور، وأنت ترى أنها عناوين فضفاضة قد يدخل فيها حق وقد يدخل فيها باطل.
على أي حال فالمتكلم سيحدثهم عن قدرة الله وعجائب خلقه بطريقته التي لا يهم فيها لحنه من إعرابه، المهم أن يكون (صادقا من قلبه) فيما يقول.
وقد سمعت أحد المبينين منهم يقول: (لا تنغروا بكلامي وبساطته فإن الله هو الذي انطقني ووفقني ويتكلم على لساني)! هناك اعتقادات شبه جبرية تنتشر بينهم في موضوع البيان هذا، والمهم أن يؤثر في الناس فالتأثير هو المطلوب بقطع النظر عن (علميته) أو نقيضها.
فهذا الذي يؤثر بهذه الطريقة سيتسبب بخروج غيره ممن كان هو مثله، ويتكرر الدور!
ولك أن تتصور كم من المختلفين عقديا يسعهم النفوذ إلى داخل (البيان) إن أثبتوا جدارتهم بـ (الخروج) عدة مرات.
ولذا تجد (البيان) مرتعا خصبا للضعيف والموضوع، والشطح والعجائب! وكل هذا بهدف واحد هو التأثير في الناس.
أما العقائد فهم قليلو الانشغال بها، ولذا كان أغلب حديثهم فيما يسمى بتوحيد الربوبية، وهذا له أثره على فهم النصوص كذا السلوك العملي.
ولذا تكاد (دعوتهم) تتلخص بإعادة الناس إلى المساجد وفق (طريقتهم)، والتأثير العاطفي في أكثر من يخاطبونه، كما ونظام خطابهم (يسكت) عن عدد من الأسس المعرفية منها ما له صلة بالعقائد، مما يسمح لكثير من الأيدلوجيات من النفوذ إليها.
يظهر لمستقرئ أحوالهم أن (ترتيبهم) ركز على (الدعوة) ولكن ما هي الدعوة التي يقصدون وكيف يصل الواحد منهم إلى تلك المنزلة؟
إنهم يدعون الناس بكلمات وعظية لا ميزان فيها للتصحيح والتضعيف، وهذه نتيجة متوقعة للدور الدعوي عندهم، فهو يدعو الناس كونه (خرج) معهم، وقدرته (البيانية) بحسب فترات (خروجه) لا بمقدار علمي ولا نظري بل عندهم الناس ثلاثة أقسام: (قدماء) وهم المؤسسون لدعوتهم التي يسمون العمل فيها (جهد الدين) وجدد وهم السواد الأعظم من المنتمين لـ (جهد الدين)، والجمهور وهم المدعوون، والمدعو عندهم كل من لم (يخرج) معهم بقطع النظر عن جهده هو!
ولك أن تقدر ذهنيا أنهم لو التقوا بمحمد بن إسماعيل البخاري لدعوه إلى الخروج معهم! بدل أسفاره في جمع الحديث!
تنتشر بينهم أقوال مسجوعة يتناقلونها شفهيا تلخص قوانينهم وتجدهم يتحاكمون إليها تحاكم العالم إلى النصوص الشرعية!
منها ما له تعلق بهذه المسألة وهو قولهم: "جهدنا جهد أقدام لا أقلام"!
ولك أن تتخيل نسبة الجهل المتفشي فيهم كونهم جعلوا القدم بديلا عن القلم!
فهذا الرجل الذي يرى أن وظيفته القدم والتي تعارض القلم بنظره! يدعو بعد فترة بسيطة، منهم من دعا الناس من أول ثلاثة أيام!
وغالب كلامه سيكون شرحا لمشاعره وعواطفه الدينية وعددا من النصوص التي سمعها من هنا وهناك ينقلها بلغته البسيطة على قدر فهمه وعلى قدر ضبطه وفهم وضبط من نقل إليه!
إنه ينتقل بتصوره السابق على (الخروج) إلى الدعوة بعد تفعيل عاطفته الدينية ولكن التصورات الأولى لا تزال كما هي.
وتجد تواطؤهم شديدا على عدم التعرض لأربعة محاذير: الفقهيات، الحزبيات، السياسيات، أمراض الأمة.
فالبيان وهو اسم درسهم لا يتعرض لأي من هذه الأمور، وأنت ترى أنها عناوين فضفاضة قد يدخل فيها حق وقد يدخل فيها باطل.
على أي حال فالمتكلم سيحدثهم عن قدرة الله وعجائب خلقه بطريقته التي لا يهم فيها لحنه من إعرابه، المهم أن يكون (صادقا من قلبه) فيما يقول.
وقد سمعت أحد المبينين منهم يقول: (لا تنغروا بكلامي وبساطته فإن الله هو الذي انطقني ووفقني ويتكلم على لساني)! هناك اعتقادات شبه جبرية تنتشر بينهم في موضوع البيان هذا، والمهم أن يؤثر في الناس فالتأثير هو المطلوب بقطع النظر عن (علميته) أو نقيضها.
فهذا الذي يؤثر بهذه الطريقة سيتسبب بخروج غيره ممن كان هو مثله، ويتكرر الدور!
ولك أن تتصور كم من المختلفين عقديا يسعهم النفوذ إلى داخل (البيان) إن أثبتوا جدارتهم بـ (الخروج) عدة مرات.
ولذا تجد (البيان) مرتعا خصبا للضعيف والموضوع، والشطح والعجائب! وكل هذا بهدف واحد هو التأثير في الناس.
أما العقائد فهم قليلو الانشغال بها، ولذا كان أغلب حديثهم فيما يسمى بتوحيد الربوبية، وهذا له أثره على فهم النصوص كذا السلوك العملي.
ولذا تكاد (دعوتهم) تتلخص بإعادة الناس إلى المساجد وفق (طريقتهم)، والتأثير العاطفي في أكثر من يخاطبونه، كما ونظام خطابهم (يسكت) عن عدد من الأسس المعرفية منها ما له صلة بالعقائد، مما يسمح لكثير من الأيدلوجيات من النفوذ إليها.
يتبع إن شاء الله.
3
استكمالا لما كتبته عن جماعة التبليغ:
والملاحظ في هذه الجماعة المتميزة عن غيرها بـ (ترتيبها) وتصوراتها وسلوكها، أنها غيرت معان عديدة لكلمات عربية وإسلامية، ومن الأمثلة على ذلك مصطلحهم: الخروج، وهو الذهاب معهم إلى المساجد والمشي في الطرقات، وهو عندهم بترتيبهم 3 أيام في الشهر و40 في السنة و4 شهور في العمر كلما تيسر.
ثم يستدلون لذلك بكل آية فيها مدح للهجرة، والخروج في سبيل الله!
وهذا تغيير لهذه الكلمات الشرعية عن معانيها فيما يعرف بالإسقاط التاريخي!
فالآيات التي فيها الأمر بالخروج تفيد الوجوب عند الفقهاء كفاية أو عينا باختلاف الحال، ولازم قولهم تأثيم من قعد عن طريقتهم إضافة لما فيه من تغيير وتأويل (دون دليل معتبر) لنفس الآيات والأحاديث!
فهؤلاء جعلوا ترتيبهم حجابا يمنع عنهم فهم دلالات النصوص الشرعية.
ويا ليت شعري ما يفهمون من قوله تعالى: (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة)؟ فهل العدة هنا أدوات الطبخ والفرش التي يعدونها لخروجهم؟!
وكذلك (البيان) وهو كما عرفه ابن حزم في الإحكام: كون الشيء ممكن معرفته لمن أراد علمه، فالبيان وضوح الشيء في نفسه لمن أراد معرفته فأين هذا من العي الذي يلازم تخبيطهم فيه حين يجعلون لكل من خرج معهم ولزمهم حق التبيين بأي حديث قال!
وأذكر أنني استمعت لأحد المبينين فلم أظفر إلا بحديث واحد صحيح قاله والباقي إما ضعيف أو لا أصل له! فهذا أحق بوصف التلبيس والتشبع بما لم يعط منه بوصفه بالبيان.
كما أن وصفهم لأحوالهم السابقة بـ (الجاهلية) غلط له ما بعده فالجاهلية بالألف واللام تفيد الاستغراق أي تمام الجهل في العلم والعمل! وهذا حال العرب قبل البعثة، ولما عير بعض الصحابة أخاه بشيء قال له النبي صلى الله عليه واله وسلم: «أنت امرؤ فيك جاهلية» وهذا وصف مطلق يصدق على أقل أفراده، فمعناه فيك شعبة من شعب الجاهلية وهذا يختلف عن قولهم « كنا في الجاهلية « أو « أحوالنا في الجاهلية أحوال « ومعناه إكفار نفسه سابقا! وقد يكون عاصيا لا يبلغ مرتبة الكافر فيخطئ على نفسه وعلى الشرع إذ وصف ما عنده من أصل الإيمان بالجاهلية!
وهذا له لازمه من نظرته للمجتمع بعد (خروجه) فسيراه مستنقع جاهلية (حاله أحوال)!!
وما هكذا توزن الأمور!
وهذا النظام الخطابي يجعل كثيرا منهم يسلسل القضية كالتالي:
كان في الجاهلية
والتبليغيون أخرجوه منها
والمجتمع اليوم كحاله بالأمس
إذن ينبغي لحاقهم بالتبليغيين!
وهذا له تأثيره في عقليته ونفسيته إذ يرى الكثيرون منهم أنهم في دائرة (مقدسة) لا بجوز نقدها ولا الاعتراض عليها، أمام أخرى (مدنسة)!
ولذا تجد الثقة عندهم كبيرة بما هو داخل دائرتهم بما يوازي التخوف والتشكك من كل ما هو خارج الدائرة وأعني به التخوف المعرفي.
وهذا يجعلك لا تستغرب من تصديقهم لقصصهم وحكاياتهم التي يذكرونها عن كرامات مشايخهم ونحو ذلك.
وأذكر أنني جالست أحدهم وسألته عن مشايخ الهند منهم فقال: أولئك قوم يقدرون على تغيير الظواهر الكونية!
قلت له معنى كلامك أن بيدهم خروج الشمس من المغرب وهذا معناه يقدرون على إقامة الساعة! فقال قلت لك يقدرون ولم أقل أنهم يفعلون!
وهذه الحكاية لها أمثلة كثيرة من جنسها مما هو أعظم أو أقل، الشاهد أنهم يصدقون هذا داخل دائرتهم، في حين تجد كثيرا منهم قد يشك في تضعيفك لما يحدث به! كونه يرى العالم بمنظارين واحد ناصع لفئته واخر قاتم لغيرهم!
يتبع إن شاء الله.
والملاحظ في هذه الجماعة المتميزة عن غيرها بـ (ترتيبها) وتصوراتها وسلوكها، أنها غيرت معان عديدة لكلمات عربية وإسلامية، ومن الأمثلة على ذلك مصطلحهم: الخروج، وهو الذهاب معهم إلى المساجد والمشي في الطرقات، وهو عندهم بترتيبهم 3 أيام في الشهر و40 في السنة و4 شهور في العمر كلما تيسر.
ثم يستدلون لذلك بكل آية فيها مدح للهجرة، والخروج في سبيل الله!
وهذا تغيير لهذه الكلمات الشرعية عن معانيها فيما يعرف بالإسقاط التاريخي!
فالآيات التي فيها الأمر بالخروج تفيد الوجوب عند الفقهاء كفاية أو عينا باختلاف الحال، ولازم قولهم تأثيم من قعد عن طريقتهم إضافة لما فيه من تغيير وتأويل (دون دليل معتبر) لنفس الآيات والأحاديث!
فهؤلاء جعلوا ترتيبهم حجابا يمنع عنهم فهم دلالات النصوص الشرعية.
ويا ليت شعري ما يفهمون من قوله تعالى: (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة)؟ فهل العدة هنا أدوات الطبخ والفرش التي يعدونها لخروجهم؟!
وكذلك (البيان) وهو كما عرفه ابن حزم في الإحكام: كون الشيء ممكن معرفته لمن أراد علمه، فالبيان وضوح الشيء في نفسه لمن أراد معرفته فأين هذا من العي الذي يلازم تخبيطهم فيه حين يجعلون لكل من خرج معهم ولزمهم حق التبيين بأي حديث قال!
وأذكر أنني استمعت لأحد المبينين فلم أظفر إلا بحديث واحد صحيح قاله والباقي إما ضعيف أو لا أصل له! فهذا أحق بوصف التلبيس والتشبع بما لم يعط منه بوصفه بالبيان.
كما أن وصفهم لأحوالهم السابقة بـ (الجاهلية) غلط له ما بعده فالجاهلية بالألف واللام تفيد الاستغراق أي تمام الجهل في العلم والعمل! وهذا حال العرب قبل البعثة، ولما عير بعض الصحابة أخاه بشيء قال له النبي صلى الله عليه واله وسلم: «أنت امرؤ فيك جاهلية» وهذا وصف مطلق يصدق على أقل أفراده، فمعناه فيك شعبة من شعب الجاهلية وهذا يختلف عن قولهم « كنا في الجاهلية « أو « أحوالنا في الجاهلية أحوال « ومعناه إكفار نفسه سابقا! وقد يكون عاصيا لا يبلغ مرتبة الكافر فيخطئ على نفسه وعلى الشرع إذ وصف ما عنده من أصل الإيمان بالجاهلية!
وهذا له لازمه من نظرته للمجتمع بعد (خروجه) فسيراه مستنقع جاهلية (حاله أحوال)!!
وما هكذا توزن الأمور!
وهذا النظام الخطابي يجعل كثيرا منهم يسلسل القضية كالتالي:
كان في الجاهلية
والتبليغيون أخرجوه منها
والمجتمع اليوم كحاله بالأمس
إذن ينبغي لحاقهم بالتبليغيين!
وهذا له تأثيره في عقليته ونفسيته إذ يرى الكثيرون منهم أنهم في دائرة (مقدسة) لا بجوز نقدها ولا الاعتراض عليها، أمام أخرى (مدنسة)!
ولذا تجد الثقة عندهم كبيرة بما هو داخل دائرتهم بما يوازي التخوف والتشكك من كل ما هو خارج الدائرة وأعني به التخوف المعرفي.
وهذا يجعلك لا تستغرب من تصديقهم لقصصهم وحكاياتهم التي يذكرونها عن كرامات مشايخهم ونحو ذلك.
وأذكر أنني جالست أحدهم وسألته عن مشايخ الهند منهم فقال: أولئك قوم يقدرون على تغيير الظواهر الكونية!
قلت له معنى كلامك أن بيدهم خروج الشمس من المغرب وهذا معناه يقدرون على إقامة الساعة! فقال قلت لك يقدرون ولم أقل أنهم يفعلون!
وهذه الحكاية لها أمثلة كثيرة من جنسها مما هو أعظم أو أقل، الشاهد أنهم يصدقون هذا داخل دائرتهم، في حين تجد كثيرا منهم قد يشك في تضعيفك لما يحدث به! كونه يرى العالم بمنظارين واحد ناصع لفئته واخر قاتم لغيرهم!
يتبع إن شاء الله.
4
تابع لما قلته في جماعة التبليغ:
ومن المتفشي في هذه الفئة عدم الاهتمام بالفقه، ولا حتى على وجه التقليد لمذهب، دع عنك الأصول والترجيح، غاية ما يعظمونه الوعظ والتسجيع، وكثير من مادتهم مأخوذة عن كتب التصوف للمتأخرين، كإحياء الغزالي دون علم بمصادر أقوالهم، لكني وجدت من يطالعه ويقتبس منه.
اما العقائد فجمهور من أعرفه منهم يجمعون على ترك الانشغال بدراستها، بل يصرح بعضهم بأن مباحثها سبب لقساوة القلب ونفرة الناس وهذا يؤكد أن هدفهم التأثير بقطع النظر عن صوابه.
اما معرفة الواقع فهم يعرفونه كما يعرفه المختلي في فلاة! ويعيشون عالمهم الافتراضي فيما بينهم!
ولما سبق اثره على التطويع السلطوي لافرادهم، فلا تكاد تجد مرتقيا لهرمهم الا من وافق وردد ما قالوه.
والانهماك في تطبيق (ترتيبهم) انعكس على المعرفة ورؤية الواقع كما هو ولذا تجد فيهم من يخرج أبناءه من المدرسة، ويسعى لتزويج الصغيرة وهي اقرب الى الامية! وقابلت منهم من يعظمونه باجتيازه مراحل التدريس عندهم فلا يعي الرجل ما يخرج من راسه!
وبعضهم سافر الى الباكستان ليطلب العلم بزعمهم فقابلته بعد غيبة تصل 6 سنوات فما وجدته ظفر بغير حكايات المنامات والتفاخر بالمستورات وحضور الصلوات!
اما كان له في بلده ما يغنيه انما هو تعذيب النفس بايجاد الموجود! اما العقليات فتلك حكاية ما بعد المساء!
فلا يوجد عند القوم الا ترديد ما قاله اسلافهم في التبليغ وحكايات وكرامات! والعقل عندهم مرذول!
اما في دوائرهم الضيقة فتجدهم يسخرون بالمخالف حتى ولو كان صاحبهم هو المبطل!
واذكر ان احدهم اخطا بحديث فقال له احد الجالسين من غيرهم هذا ضعيف فرد مرتجلا: سنسمنه حتى يصير ممتلئا!
وصارت حكايته مثلا يحتكمون اليه عند كل نازلة مماثلة!
وحرصت على قراءة شيء لهم فظفرت بكتاب يسمى (الملفوظات) لمحمد الياس أول من انطلق بـ (الجهد)، ولا يحضرني أنه تكلم في مسألة فقهية واحدة اللهم إنك إن كنت تصلي وجاء أحدهم يحتاج (الدعوة) فعليك أن تؤخر صلاتك لتدعوه دون تأصيل أو تفصيل لحال الداعي أو المدعو!
وهذه الإطلاقات دفعت كثيرا منهم لقياسات غريبة كقياس (الخروج) على الهجرة الواجبة مع النبي صلى عليه واله وسلم! وبعدها يأتيك من يقول منهم إنهم لا يفسقون المسلمين في ترك ترتيبهم! ولا أدري كيف يستقيم في ذهن عاقل قياسهم لخروجهم على الهجرة الواجبة وحملهم لآيات الخروج والنفير على خروجهم وبعدها لا تفسيق ولا تأثيم للمخالف!
ويصر كثير منهم أن جهدهم هو جهد الدين! ثم بعدها يقول لك (فكرنا فكر رحمة لا نقمة)! وأي نقمة أشد من وصف التارك لخروجهم بـ (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف)!
وهذا نهج باطني في تناول النصوص يفتح الباب على مصراعيه دون انضباط.
أما ما يفاخرون به من إحياء السنة فكثيرا ما يقصدون به تلك العمائم!
وقبل زمن حاورت أحدهم ممن يغلو في تعظيم لبس العمائم، وينتقص من هاجري السنة! ويقصد زيه!
فقلت له نص أحمد في مسائل ابنه عبد الله وهو مطبوع بتحقيق الشاويش أن تلك العمائم الملبوسة دون أن تلف من تحت الأعناق بأنها عمائم الشيطان! فهي لا تمسح في الوضوء إذ لا يشق نزعها.
فأرعد وأزبد وما كان منه إلا أن قال بل هي عمامة النبي صلى الله عليه واله وسلم!
والعجب بأنك تجدهم يتميزون بالقلنسوة الباكستانية والعمة الباكستانية وهي إشارة بأن الرجل منهم (قديم) شد الرحال إلى هناك، بل قابلت عددا لا بأس به في لسانه لكنة مختلفة عن بيئته عند تكبيره تعجبا أو تسبيحه، تضاهي لكنة الباكستانيين بل حتى مخارج الحرف مفخمة صناعة باكستانية! فهل السنة هي استنساخ باكستانيين عرب حتى في اللهجة! وهذا لا ينتقص من أهل باكستان لكن ما بال قوم عرب جعلوا التعجم ويكأنه سنة!
يتبع إن شاء الله...
ومن المتفشي في هذه الفئة عدم الاهتمام بالفقه، ولا حتى على وجه التقليد لمذهب، دع عنك الأصول والترجيح، غاية ما يعظمونه الوعظ والتسجيع، وكثير من مادتهم مأخوذة عن كتب التصوف للمتأخرين، كإحياء الغزالي دون علم بمصادر أقوالهم، لكني وجدت من يطالعه ويقتبس منه.
اما العقائد فجمهور من أعرفه منهم يجمعون على ترك الانشغال بدراستها، بل يصرح بعضهم بأن مباحثها سبب لقساوة القلب ونفرة الناس وهذا يؤكد أن هدفهم التأثير بقطع النظر عن صوابه.
اما معرفة الواقع فهم يعرفونه كما يعرفه المختلي في فلاة! ويعيشون عالمهم الافتراضي فيما بينهم!
ولما سبق اثره على التطويع السلطوي لافرادهم، فلا تكاد تجد مرتقيا لهرمهم الا من وافق وردد ما قالوه.
والانهماك في تطبيق (ترتيبهم) انعكس على المعرفة ورؤية الواقع كما هو ولذا تجد فيهم من يخرج أبناءه من المدرسة، ويسعى لتزويج الصغيرة وهي اقرب الى الامية! وقابلت منهم من يعظمونه باجتيازه مراحل التدريس عندهم فلا يعي الرجل ما يخرج من راسه!
وبعضهم سافر الى الباكستان ليطلب العلم بزعمهم فقابلته بعد غيبة تصل 6 سنوات فما وجدته ظفر بغير حكايات المنامات والتفاخر بالمستورات وحضور الصلوات!
اما كان له في بلده ما يغنيه انما هو تعذيب النفس بايجاد الموجود! اما العقليات فتلك حكاية ما بعد المساء!
فلا يوجد عند القوم الا ترديد ما قاله اسلافهم في التبليغ وحكايات وكرامات! والعقل عندهم مرذول!
اما في دوائرهم الضيقة فتجدهم يسخرون بالمخالف حتى ولو كان صاحبهم هو المبطل!
واذكر ان احدهم اخطا بحديث فقال له احد الجالسين من غيرهم هذا ضعيف فرد مرتجلا: سنسمنه حتى يصير ممتلئا!
وصارت حكايته مثلا يحتكمون اليه عند كل نازلة مماثلة!
وحرصت على قراءة شيء لهم فظفرت بكتاب يسمى (الملفوظات) لمحمد الياس أول من انطلق بـ (الجهد)، ولا يحضرني أنه تكلم في مسألة فقهية واحدة اللهم إنك إن كنت تصلي وجاء أحدهم يحتاج (الدعوة) فعليك أن تؤخر صلاتك لتدعوه دون تأصيل أو تفصيل لحال الداعي أو المدعو!
وهذه الإطلاقات دفعت كثيرا منهم لقياسات غريبة كقياس (الخروج) على الهجرة الواجبة مع النبي صلى عليه واله وسلم! وبعدها يأتيك من يقول منهم إنهم لا يفسقون المسلمين في ترك ترتيبهم! ولا أدري كيف يستقيم في ذهن عاقل قياسهم لخروجهم على الهجرة الواجبة وحملهم لآيات الخروج والنفير على خروجهم وبعدها لا تفسيق ولا تأثيم للمخالف!
ويصر كثير منهم أن جهدهم هو جهد الدين! ثم بعدها يقول لك (فكرنا فكر رحمة لا نقمة)! وأي نقمة أشد من وصف التارك لخروجهم بـ (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف)!
وهذا نهج باطني في تناول النصوص يفتح الباب على مصراعيه دون انضباط.
أما ما يفاخرون به من إحياء السنة فكثيرا ما يقصدون به تلك العمائم!
وقبل زمن حاورت أحدهم ممن يغلو في تعظيم لبس العمائم، وينتقص من هاجري السنة! ويقصد زيه!
فقلت له نص أحمد في مسائل ابنه عبد الله وهو مطبوع بتحقيق الشاويش أن تلك العمائم الملبوسة دون أن تلف من تحت الأعناق بأنها عمائم الشيطان! فهي لا تمسح في الوضوء إذ لا يشق نزعها.
فأرعد وأزبد وما كان منه إلا أن قال بل هي عمامة النبي صلى الله عليه واله وسلم!
والعجب بأنك تجدهم يتميزون بالقلنسوة الباكستانية والعمة الباكستانية وهي إشارة بأن الرجل منهم (قديم) شد الرحال إلى هناك، بل قابلت عددا لا بأس به في لسانه لكنة مختلفة عن بيئته عند تكبيره تعجبا أو تسبيحه، تضاهي لكنة الباكستانيين بل حتى مخارج الحرف مفخمة صناعة باكستانية! فهل السنة هي استنساخ باكستانيين عرب حتى في اللهجة! وهذا لا ينتقص من أهل باكستان لكن ما بال قوم عرب جعلوا التعجم ويكأنه سنة!
يتبع إن شاء الله...
5
تابع لما سبق أن قلته في جماعة التبليغ:
ويجرنا الحديث عنهم إلى تحليل نفسياتهم و ما تحت الوعي في أذهانهم، فكثيرا ما يكون تصور القول كفيلا برده، كتصور الجمع بين النقيضين.
فمن المتواتر عنهم أنهم يبدؤون المدعو بطريقتهم في الحديث عن جهد الدين والدعوة والالتزام والتقديم للآخرة، حتى ولو لم يعرفوا المدعو أبدا! حتى ولو كان مارا في الطريق، ولا يعرفون هل هو ذاهب إلى المسجد أم ليزور مريضا أو عنده حالة طارئة! أو حتى ليعصي.
والمدعو في افتراض مسبق عندهم إما أن يسايرنا أو (حاله أحوال يسألون له الهداية)! فإما أن يخضع لنظامهم الخطابي، أو يستخدم (القمع / الرفض) الذهني لسلوكه وكلامه.
ثم تجد عندهم (عزلة) نفسية عن التأثر بالمحيط حتى التأثر الإيجابي كالاستفادة من غيرهم فهم يتحركون داخل دائرة (أثر ولا تتأثر) وهذا الحاجز النفسي عقبة أمام أي حوار معهم.
وترتيبهم مليء بالإكراهات النفسية بشكل شبه هرمي فتجد القديم يخضع الجديد وهو ذاته يخضع لغيره.
وتتابع أعمال الجهد يمنع الجدد من التفكير في الحلقة التي يشكلونها، كما أن ارتباطهم النفسي بالـ (الأمير) يجعلهم أداة طيعة دون بحث أو تساؤل.
ومن المشاهدات التي تستحق تسليط الضوء هنا، ما حدث عندما خرج أحد (القدماء) على قرار الجماعة وقرر ان يشكل مركزا خاصا به وبدأ بالخروج دون تنسيق مع من هو أقدم منه، ورأيت عندها سلوكهم العملي في قمعه وإكراهه.
ويجرنا الحديث عنهم إلى تحليل نفسياتهم و ما تحت الوعي في أذهانهم، فكثيرا ما يكون تصور القول كفيلا برده، كتصور الجمع بين النقيضين.
فمن المتواتر عنهم أنهم يبدؤون المدعو بطريقتهم في الحديث عن جهد الدين والدعوة والالتزام والتقديم للآخرة، حتى ولو لم يعرفوا المدعو أبدا! حتى ولو كان مارا في الطريق، ولا يعرفون هل هو ذاهب إلى المسجد أم ليزور مريضا أو عنده حالة طارئة! أو حتى ليعصي.
والمدعو في افتراض مسبق عندهم إما أن يسايرنا أو (حاله أحوال يسألون له الهداية)! فإما أن يخضع لنظامهم الخطابي، أو يستخدم (القمع / الرفض) الذهني لسلوكه وكلامه.
ثم تجد عندهم (عزلة) نفسية عن التأثر بالمحيط حتى التأثر الإيجابي كالاستفادة من غيرهم فهم يتحركون داخل دائرة (أثر ولا تتأثر) وهذا الحاجز النفسي عقبة أمام أي حوار معهم.
وترتيبهم مليء بالإكراهات النفسية بشكل شبه هرمي فتجد القديم يخضع الجديد وهو ذاته يخضع لغيره.
وتتابع أعمال الجهد يمنع الجدد من التفكير في الحلقة التي يشكلونها، كما أن ارتباطهم النفسي بالـ (الأمير) يجعلهم أداة طيعة دون بحث أو تساؤل.
ومن المشاهدات التي تستحق تسليط الضوء هنا، ما حدث عندما خرج أحد (القدماء) على قرار الجماعة وقرر ان يشكل مركزا خاصا به وبدأ بالخروج دون تنسيق مع من هو أقدم منه، ورأيت عندها سلوكهم العملي في قمعه وإكراهه.
حيث كانوا ينسحبون من بيانه! ويمنعون أتباعهم من
الخروج معه بل صارت بياناتهم تتحدث عن الطاعة والذلة للامير قهرا للنفوس المتكبرة
وهذا مما سمعته وشاهدته.
وصاروا يزورونه (لدعوته)!!! يقصدون عودته!
فنحن إذن أمام عصبة لها ظاهر ولها باطن وباطنها باختصار ذوبان الفرد بمجموعهم وخضوعه لقراراتهم واي خروج بعدها عن الـ (نحن) يواجه بقمع اكراهي للتطويع.
فدعوتهم ادوات سلطوية للإخضاع أو الرفض.
ولذا يصنفون المعرفة الخارجية على انها تسرب عن دائرة السلطة وهذا هو سبب حصرهم لكتب التعليم بكتب معينة واغلب (المعرفة / ما يعدونه كذلك) انما تكون داخل اطارهم فحسب حرصا على عدم التكتل خارجهم.
وبذا يتضح سبب الخروج المختلف لأفرادهم فهم يقولون لك سلم امورك لله عند الخروج بمعنى اخر لا تختر مجموعتك للخروج بل هم يقررون والجدد يتيهون بين افواجهم وبذا لا يحصل اي تكتل داخل تكتلهم الام! ولا منازعة للإمارة والسلطة!
وصاروا يزورونه (لدعوته)!!! يقصدون عودته!
فنحن إذن أمام عصبة لها ظاهر ولها باطن وباطنها باختصار ذوبان الفرد بمجموعهم وخضوعه لقراراتهم واي خروج بعدها عن الـ (نحن) يواجه بقمع اكراهي للتطويع.
فدعوتهم ادوات سلطوية للإخضاع أو الرفض.
ولذا يصنفون المعرفة الخارجية على انها تسرب عن دائرة السلطة وهذا هو سبب حصرهم لكتب التعليم بكتب معينة واغلب (المعرفة / ما يعدونه كذلك) انما تكون داخل اطارهم فحسب حرصا على عدم التكتل خارجهم.
وبذا يتضح سبب الخروج المختلف لأفرادهم فهم يقولون لك سلم امورك لله عند الخروج بمعنى اخر لا تختر مجموعتك للخروج بل هم يقررون والجدد يتيهون بين افواجهم وبذا لا يحصل اي تكتل داخل تكتلهم الام! ولا منازعة للإمارة والسلطة!
ولذا تجد (الجدد) منهمكين في الدعوة والجهد
والترتيب وقراءة بعض الاحاديث دون تفكير كيف تأمر عليهم فلان! ولمن يتبع!
وللجماعة الأم اتصالها بالمركز الرئيسي في الهند، ويتم التواصل معهم وتلقي الاوامر من هناك تحت اسم المشورة وللمركز الفرعي مشورة خاصة لا يشارك فيها من لم يخرج اربعة شهور على الاقل.
وللجماعة الأم اتصالها بالمركز الرئيسي في الهند، ويتم التواصل معهم وتلقي الاوامر من هناك تحت اسم المشورة وللمركز الفرعي مشورة خاصة لا يشارك فيها من لم يخرج اربعة شهور على الاقل.
وفي بعض المراكز الفرعية كالذي اعرفه مبعوث هندي
يتقن لغته الاصلية ولغة البلد الفرعية يترجم ما يتلقونه.
أما عن نفوذهم فهم يقومون باستعمال ورقة التحييد
السياسي؛ فهم يقولون لأي نظام يعملون تحته عمليا نحيد لكم اكبر عدد ممكن من الناس
عن اي معارضة بل ادنى تفكير في السياسة بل حتى ترك سماع الاخبار!
لكنهم في الوقت نفسه يعمقون الطاعة المطلقة للجماعة وذلك يسمح بتطويعهم لأي قرارات مستقبلية.
ومن يخرج معهم وينتسب إليهم من الجدد لا يعرف انه مجرد حجر واحد من سلسلة (دومينو) كبيرة لغيره حق تحريكها.
تمت.
لكنهم في الوقت نفسه يعمقون الطاعة المطلقة للجماعة وذلك يسمح بتطويعهم لأي قرارات مستقبلية.
ومن يخرج معهم وينتسب إليهم من الجدد لا يعرف انه مجرد حجر واحد من سلسلة (دومينو) كبيرة لغيره حق تحريكها.
تمت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق