8.15.2017

حتى لا يصير الفقه أضحوكة..

 26 يوليوز 2017

حتى لا يصير الفقه أضحوكة..

1

في كل مرة يخرج بعض الناس بفتاوى قريبة من طلبة العلم، بعيدة عن عامة الناس وتندهش أسماع العامة لمثلها، هذه الفتاوى يجري التسويغ لها بحجج عديدة، ويتحزب حولها عدد من الأشخاص، وينتقل النقاش إلى الاجتهاد والتقليد، والتمذهب ونحو ذلك، ويضحي الفقه ألعوبة بيد العديد من الناس، ويتندر بهم من تندر..
ومن الأبجديات الأصولية أن رأي الفقيه ليس حجة بنفسه، والمذاهب يحج لها، لا يحتج بها، وأن العلم الشرعي هو ما تقوم به الحجة على المرء، وكلما كان أقدر على معرفة الأدلة والصحيح والراجح من الأقوال كان واجبه الاجتهاد في معرفة ذلك، والتقليد مرهون بالعجز عن المعرفة، والمرء يحتاط لدنياه فكيف بدينه.
ولو أن كل قول قيل به يومًا صار معمولًا به لأضحى الفقه أضحوكة العقلاء، ومن العجب أن بعض كلمات الأئمة تم قلب معناها تمامًا عند كثيرين، فقد تكاثر عنهم ذم تتبع الزلات، ويعنون به النهي عن تتبع الرخص في المذاهب، بتتبع الأقوال الضعيفة وإشهارها والعمل بها، ولا يعنون بهذا تتبع الأخطاء لبيانها والرد عليها.
ولاختلاف الناس صنف الناس في الميزان الذي توزن به الأقوال، فوضعت كتب (أصول الفقه)، لنقاش المنهجيات المتبعة في فهم النصوص الشرعية، ليضحي النقاش في الأصول وصحتها واطرادها، وكشف تناقض بعضها بدل البقاء في فروعها التي لا تكاد تنقضي، ولو بقي كل واحد يقول هذا قولي أتبع به فلانًا من الأئمة، أو حتى من الصحابة، دون آلة تميز الصحيح من الضعيف لم يبق هناك من طريق لترجيح قول على آخر، ولأضحى السيف والسلطان آلة الترجيح فأي إزراء على الفقه أكبر من هذا.
وقد حدث خلاف قديم في النبيذ الذي اشتد (الذي قد يسكر شاربه)، كالمصنوع من الشعير هل هو محرم أم لا، فتجد إمامًا مثل أبي حنيفة قال بأن المحرم هو السكر به، لا عين النبيذ فيكون مباحًا إلا آخر كأس يسكر به!، ولك أن تتخيل عالمًا شرعيًا اليوم يحمل في يده زجاجة (بيرة) ويدور بها، أو يدخل بارًا ويطلب كأسًا ويمسك عن آخر حتى لا يسكر فيقع في المحظور!، وهو يقول حجتي الإمام الأعظم!، وقد تكاثرت الردود على هذا القول، وقال الأئمة دعوا الأسماء في الجدال، وصنفوا في الرد على هذا القول المصنفات، ككتاب (الأشربة) لأحمد بن حنبل، وبينوا أن كل مسكر خمر، وما أسكر كثيره فقليله حرام، وأن الخمر ما خامر العقل، وليس حكرًا على المصنوع من العنب.
ولك في كتب الفقه الكثير من أمثال هذا، فهذا أبو طلحة لا يرى أن الثلج يفطر في رمضان، مع أنه ماء قد تجمد، ووقع الخلاف بين العلماء في مسائل كثيرة، فالإمام الشافعي لا يرى حرمة أن يتزوج الإنسان من ابنته إن كانت من الزنا، فهل يضحي قوله حجة!، ثم إن العلماء اختلفوا كثيرًا في علة ربا الفضل في الأصناف الست، وهل يقاس على الذهب والفضة النقود الورقية أم لا، فلك أن تتخيل لو تم إسقاط الزكاة بها، وإجازة جريان الربا فيها ونحو هذا.

2


ومن العقوبات القدرية التي لحقت بصنف من الناس تشددوا في عددٍ من المسائل، ونبذوا كتب الفقه وراء ظهورهم، أن ينالهم كثير من الأذى بمن يزري عليهم بأقوال في كتب الفقه، ويتضاحك ملء فمه عليهم، في كل مرة يخرج لهم واحدٌ بمسألة من هنا وأخرى من هناك، على أن خطأ قوم لا يعفي آخرين من الخطأ، وإن التتبع لأقوال التساهل في كتب الفقه، لو جاز لجاز تتبع أقوال التشدد أيضًا، ليجد أقوالًا بتكفير من أهدى بيضة في عيد النيروز، وقولًا بتكفير من صلى عامدًا دون طهور.
وتجد بعضهم يميلون عن أقوال في المذاهب كالتي تجعل علة القتال الكفر لا المحاربة حتى لا يقعوا في حرج سياسي، أو تتشدد في أمثال بيع المعاطاة حتى لا يضيقوا على أنفسهم ولاء أتباعهم من التجار، ثم يطيرون إلى أقوال تحدث جلبة وشهرة، وبعض المنشغلين بهذا وأمثاله، تكاد تلمح أنهم يدورون حول فلك بعينه، كواحد يجمع رخص المذاهب في مواضيع النساء من التجمل، والتعطر، ونحو هذا، فيخيل إليك أنه يعمل في صالة عرضٍ للأزياء ونحو هذا!، وإن تعجب فعجب فعل من يعيب على غيره عدم التمذهب، ثم هو ينسى كلامه كله في المعازف!، فالمذاهب الأربعة حينها عابت التقليد!.
وكم من فقيه في الفروع جاهل في الأصول، فكم من جهمي انتسب إلى مذهب، في وقت كان رفاقه يتشددون على من خالف مذهبهم في مسألة، سرقت بعض المذاهب إلى عقائد لم تخطر على بال أئمتها!، ولا زال الزمان يعيد دورته، فتجد منهم من يتحذلق طويلًا في مسألة فرعية، ويشدد النكير على غيره، وقد يكون كلامه فيها شاذًا مخالفًا للعقل والنقل، وإلى جانبه مبتدع ضال يلين له القول، ويبادله المدائح، كيف لا إذ كان على مذهبه!.
فرفقًا بالفقه إن كنتم حريصين عليه أصلًا، وأمر الفقه شديد، حتى قيل في مجد الدين ابن تيمية: ألين له الفقه كما ألين لداود الحديد، فالفقه ليس محض أقوال تجمعها، فكم من مسألة يتوقف فيها الفقيه ليرى الراجح من الأقوال عارضًا إياها على قوانين الأصول المقررة، ليمر بعدها على قواعد الفقه، ناظرًا حال من يفتيه ما بين قدرة وعجز، ما بين حال ومآل، ما بين استفسار عن حق، وما بين تسويغ لباطل بكلمة حق!.
وقد قال بعض السلف: الدين كالشمع، أشكله كيفما شئت لولا خوف الله، ويعني في نظر العامة، فالعامي إن قيل له فلان أفتى بكذا، قد يحسبه صوابًا بمجرد اسمه، وكم أوسع كثير من الفقهاء الخرق على الراقع، حتى ندب ابن القيم الحال قائلًا:
عجّت فروج الناس ثم حقوقهم *** لله بالبكرات والآصال
كم تستحل بكل حكم باطل *** لا يرتضيه ربنا المتعالي

نقد فودة

 2 ماي 2017

نقد فودة

1

" لا يوجد شيء في ذات الله طارئ "
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 221.)
وهو كما سبق إعادة صياغة لأرسطو الذي شاخ بعبارة جارودي، لكن أرسطو بحكم كونه فيلسوفا قال الله لا يتغير فيه شيء (لا يتحرك) ولما وصل للأشياء فهي متحركة متغيرة، وكيف يصدق أن يكون من لا يتغير عالما بالمتغير؟ 
من هنا نفى علم الله بغيره فهو يعلم نفسه فقط.
ولنأخذ الحل القائل بالعلم الأزلي الله يعلم أزلا أن محمد صلى الله عليه واله وسلم سيكون نبيا ويبعث للجميع.
جاء الوقت المعين وبعث فهل يعلم أن محمدا الآن مبعوث وهو حي يرزق؟ 
إن كان نعم فهذا تغير فقد كان يعلم أنه سوف يبعث.
الآن هو حي فهو يعلم أنه موجود.
ثم توفي فهذا يعني أنه يعلم أنه تم بعثه ويعلم أن أمته بعده يحملون رسالته.
لاحظ هذا تغير: سيوجد.. موجود.. كان موجودا..
هذا لا يستقيم مع نفي التغير مطلقا عنه.
ولذا قال ابن سينا لا يعلم الجزئيات.
وكفره الغزالي بذلك ومع ذلك سلم ان الاول لا يتغير!! واتفق مع ابن سينا على هذا!.
وهذا شأن الجدل لا البرهنة والاتساق.
لناخذ مسألة السماع.
الله يعلم انك ستدعوه، وانت الان دعوته.. ثم انتهى دعاؤك.
فهل سمعك وانت تدعوه الان؟ 
ام سيسمعك ازلا قبل ان تتكلم دوما حتى لا يتغير؟ 
فهل سيعلم انك الان سكت عن دعائه ام يظل سامعا للدعاء ازلا!.
فرق بين الارتجالية.. والاتساق الذي قال به ارسطو 

2

" لم يرد في كتاب ولا سنة أن لله تعالى صفات طارئة "
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 229.)
دعك من السنة فنعرف مبلغ استدلالك بها، في القرآن (ثم استوى على العرش).
لماذا قال (ثم) إن كان مستويا أزلا (بقطع النظر عن أي تاويل لهم لكلمة استوى) 
لكن في محكم ما بعد الطبيعة لأرسطو: الأول لا يتحرك.
إذن: جاء ربك = جاء أي أحد غيره ملك او اليوم الاخر أي شيء المهم لا يتحرك.
كل يوم هو في شأن = أي حاجة المهم لا يتحرك.

3

" كيف يجيز العقلاء ﻷنفسهم أن يقولوا إن بعض صفات الله لها أسباب مقرونة بها، ثم يقولون إن هذه الأسباب هي بعض أفعال العباد كالإيمان والكفر، فإيمان زيد يصير سببا في وجود صفة لله تعالى، وكفره يصير سببا لحدوث صفة لله تعالى، هذا محض عبث، وخيال سخيف لا يقول به إلا نحو هؤلاء "
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 229.)
تسخيف يدل على عقل خفيف، يقول بان صفة العبد تحدث صفة في الله عندهم!.
الذي يسمع هذا قد لا يدرك معناه، لتقريب كلامه: تخيل انا اخاطبك مثلا بشيء فيحدث فيك أذن إضافية أو أربعة أقدام! أو يحدث لك أجنحة!.
لا يقصد فودة هذا، بل أن أخاطبك فتسمعني عنده بهذا حدثت لك صفة!! إنك سمعتني!.
فاذا كفر العبد وغضب الله عليه او امن فرضي عنه او دعاه فسمعه او عمل فراه فهذه لازمها عنده حدوث صفة!.
ولازم كلامه.
ان الله لا يسمع احدا حين يدعوه لان العبد لا يؤثر في الله!.
وقد كان هذا باب عبادة الوسائط أصلا، فان كان الاله لا يراك الان ولا يسمعك الان ولا يرضى عن طاعتك حتى يحافظ على وضعية (اللا متحرك).
فستدعو من يسمعك ويراك ويرضى لطاعتك ويغضب لمعصيتك.

4

تشنيع فودة محض خطابة لاستمالة الجمع الذي يؤمل فيه تعصبا له.
فودة ينفي الزمان قبل العالم، اذن كيف سيقول بان الله قبل العالم؟
ان كان تقدم الله على العالم زمانيا فهذا زمان قبل العالم.
ان لم يكن تقدمه زمانيا بل تقدم منطقي كما يقول ابن سينا ونحوه فالعالم اذن ازلي!.
وقد الزمهم ابن رشد من قبل بان العالم غير محدث لان المحدث هو المسبوق بالعدم والزمن نشا مع العالم اذن لا يوصف بانه محدث لانه غير مسبوق ولا يوصف بانع مسبوق الا بوجود زمن.
هوكنج الزم من نفى الزمن قبل العالم بعد السؤال عن اله قبل العالم فقال بان السؤال قبل العالم محض مغالطة لان قبل نفسها ظرف زمن وانت تنفيه.
وبدل ان يجيب على هذا يشنع على خصومه فحسب.
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 239.)


5

فودة يقول لك سيرد على الملحدين!.
الاله الذي يبتكره فودة هو محض اختراع ذهني، كما نقول 0، وهذا وان كان ضروريا للحساب الا ان أي عاقل لا يتوهم صفرا لا داخل العالم ولا خارجه يستحق العبادة!.
يقول لك يمتنع ان نتصور ولو ادنى تصورا للشيء او الكائن هذا، حسن كيف يستدل عليه؟
بالعالم المحسوس (الزماني).
ويقول هو لا زماني بمعنى انه غير موجود في اي لحظة ولا في كل اللحظات.
لكننا نحن كائنات زمانية.
لنجاريه..
هذا الزماني (الانسان) يستدل بالزماني (العالم) على شيء يفترض انه لا زماني ولا تنطبق عليه قوانين المحسوسات اصلا!.
فكيف يقيم هذا الاستدلال راسا!.
اه لا يتصوره ولا بادنى شيء، فلماذا يعيب على من تصوره؟ لمحض انه يريده =0.
ان حديثه يجري باطنيا داخل نفسه عن شيء يفكر فيه ويراه ضروريا لمذهبه وطائفته دون ان يجد اي مسوغ لكونه خارجيا.
فمفاهيم البشر حتى عن الكمال هي مركبة من المحسوس.
فقط تم تجريدها كمفاهيم عن طريق الدماغ.
كيف سيفترض وجود مجردات عن الحس خارج الذهن وكيف سيقيم اي علاقة استدلال وهو لا يتصورها اصلا ويعمل في اطار غيرها الزمانيات المحسوسات المتغيرات.
انه يبتكر ويبدع بذهنه الخلاق ذلك الاله لا العكس.
ومن هنا كان أشد الملحدين يقيم نقده كله على هذا النوع من الاديان.
من نيتشه الذي اعلن وفاة هذا الاله الذي كان يتصوره الاكويني.
الى فرويد الذي اعتبر هؤلاء يحملون نوعا من الذهان العصبي يجعلهم يفكرون في المقام الاول داخليا لا خارجيا فالعالم شيء ثانوي عندهم.
الى داروين الذي اعتبر الدين محض تجريد ذهني عبر مسيرة الانسان الطويلة وافترض انه كان سيجد ما يعزز كلامه وهو يجد ارسطو يتحكم في عقيدة فودة ويتركب داخلها بشكل هجين مع ايات واحاديث كواجهة.
الى ماركس الذي قال بان الموضوع مجرد انتاج بشري.
وغيرهم الكثير.
ويقال بعدها افحمنا الملحدين!.

6

" الوارد في الشرائع كلها: أن الله خلق العالم من لا شيء "
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 251.)
👇
"إن الكتب الإلهية ليس فيها تصريح بإثبات أن هذا العالم محدث "
(المطالب العالية من العلم الإلهي، وهو المسمى بلسان اليونانيين (باثلوجيا)، وفي لسان المسلمين (علم الكلام)، محمد بن عمر الرازي (الملقب بـ: فخر الدين)، تحقيق: أحمد حجازي السقا، دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1407 هـ - 1987 م، ج 4، ص 29.)

7

يعلق على مقولة: " كان ولا مكان وهو الآن على ما كان "
" ليس حديثاً إلا أن معناها صحيح "
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 265.)
هذه الجملة أيضاً تدور في فلك (محرك لا يتحرك) وهو الآن على ما كان، لا يتغير أي شيء، وهو يظل على حاله ولذا صحح معناها فودة، حسن لا يتغير فيه أي شيء، كيف وجد العالم أصلاً.
هذه الأرسطية الهجينة، يأخذ من أرسطو فكرة المحرك الذي لا يتحرك، ولكنه يقول بحدوث العالم.
فشيء متوقع أن لا تتركب الأمور معه، إلا بتلفيق، وصيغة هجينة.
لماذا لا يغير العبارة قليلا أصلا ويعدل تناقضه الصارخ وتخبطاته في الجمع بين غير المتغير وصدور العالم (بطريقة غير مفهومة) عنه ليكون محدثا، مع ان الاول لم يحدث فيه شيء ولا الثاني ليقول:
كان ولم يخلق العالم وهو الان على ما كان؟
فينفي وجود العالم أصلا!.
بدل الحلول الاعتباطية للحفاظ على كلام أرسطو بأن الأول لا يتحرك.
أو كان العالم قديما مع الأول وهو الآن على ما كان كما قال به ابن سينا.
لكنه مذهب هجين ارتجالي.
أو يخالف قول أرسطو نفسه كان! وينحاز لما قرره أئمة أهل السنة.

8

" من قال إن إطلاق (الرزاق) حقيقة يشترط فيه وجود الرزق والمرزوق بالفعل بالضرورة، فإنه قطعاً لا يقول: إن إطلاق هذا الاسم على الله تعالى أزلاً إطلاق حقيقي، بل ينبغي أن يكون مجازياً بأحد الاعتبارات التي أشرنا إليها.
وهذا لا يعود بالنقص على الإله، لأن أهل السنة اتفقوا على أن الإله لا يستمد كماله من مخلوقاته أبداً."
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 281.)
فودة الآن يبرر القول بأن اسم الرزاق يطلق على الله مجازاً قبل أن يوجد رزق ومرزوق! ويقول هذا ليس فيه نقص أبدا!.
لا أبداً: ما ضابط المجاز؟ أي مطلع على مباحثه يعلم أنه جواز نفيه، تقول مثلاً الفارس هذا أسد. هذا مجاز 
يصح أن تقول ليس أسداً كونه ليس أسداً حقيقة.
فلما يقال الرزاق مجاز، يعني يصح القول: ليس رزاقاً!، ونفس الشيء (الخالق) قبل وجود الخلق مجاز، يعني لم يكن خالقاً، السميع، لم يكن سميعا لم يكن بصيراً ثم صار على وجه الحقيقة سميعا بصيراً خالقاً رزاقاً!.
فأين وهو الآن على ما كان! قبل صفحات!!
لم يكن يكن رازقاً ثم صار رازقاً، لم يكن خالقا صار خالقاً.
في حد تحرك بالموضوع! 

9

" لا يجوز مطلقا القول بأن الله يشبه خلقه ولو بجهة من الجهات "
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 341.)
هذا الكلام قديم والإشكالات الواردة عليه شهيرة، منها ما أورده يحيى بن عدي:
اذا كان الله لا يشبه خلقه بأدنى شبه البتة، فالمخلوق لا يشبه الله بأدنى شبه، فأي مزية في هذا لواحد على الآخر!.
اذا كان لا يشبهه بوجه من الوجوه والمخلوق لا يشبهه، فقد تشابها في انهما لا يشبهان غيرهما! فمن نفى مطلق الشبه عاد على نفيه هذا بالابطال فهما سيتشابهان في عدم الشبه!.
 اذا كان لا يشبه غيره باي وجه فهذا دفعه لاخر نتائجه يصل الى ان لا يشبه المخلوق في انه موجود.. ليضحي عدما حتى لا يشبه المخلوقات في وجوده!

10

" الجزء ما تصور ولو وهما أن ينفصل عن الكل"
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 345.)
وهو ينزهه عن هذا الجزء، فيقال بأن الواحد يتصور الإنسان تجزيئه إلى نصفين والنصف إلى أعشار والعشر إلى أصغر منه ولو وهما، وهكذا فعلى هذا يلزمه تنزيهه عن أن يكون واحدا.

11 بؤس الفودوية!

لتتخيل حال فودة وأتباعه، إنهم ينزهون شيخهم عن العند والمجالسة والمناظرة والمحادثة والمراجعة والاتصال والانفصال  😊.
لما طلبت مناظرته قالوا من أنت لتناظره؟!! لقد جئت شيئا إدا!
أليس متكلما يدافع عن العقائد بزعمهم أمام الملحدين، ولا أدري من ذا الملحد الذي معه شهادة العالمية من الأزهر الشريف ويكون له 100 مصنف في العلوم الشرعية و لا أعلم النصاب الذي يفترض أن يبلغه المرء ليناظر شيخهم.
أليس يفترض أنه مستعد أن يناظر النصارى واليهود والملحدين والدهريين؟!
عفوا ما مواصفات الملحد وما هي السي في التي يجب ان يحملها لكي يناظره فودة؟
إذا كان لا يناظر من يحمل شهادة شرعية (وهذا جدلا) هل سيناظر ملحدا لا علاقة له بالشرع؟
لنعرف أن مسألتهم أبعد ما يكون عن مناظرة الملحدين إلخ هذا الكلام الذي يتعاطاه أتباعه.
ينزهون فودة عن الشبيه مع انه يجوز ولو وهما  😂.

12 حشوية.

يعاب في أي حوار أن يتحول إلى تدريس، ولما يتكلم الخصم بكلام إنشائي دون حجة سليمة يقال إنه يحشو كلامه، أي يكثر من عباراته دون معنى ودون حاجة لها ويعتبر أنه بذلك رد عليك.
وخلال نقدي لفودة انتصب عدد من أنصاره ليلعبوا دور المدافع عنه وبتتبع ردودهم إلى ذي اللحظة تجد:
أحدهم لا يفهم علاقة المنطق بنظرية المعرفة، فيكون ردي على شيء من باب نظرية المعرفة فيرد علي بالمنطق!.
وهذا نقلة تفضح معرفة فاعلها، فاذا كانت نظرية معرفية عندي تنفي وجود قبليات قبل الحس وان كل المعرفة البشرية تاتي بعد الحس بما فيها المنطق نفسه.
فينازعك انسان بان هذا غير صحيح لان المنطق يقول... الخ هذا سقط مقامه في مناظرة لانه لا يفهم اصلا الموضوع!.
ان يستشهد بان قوله قول اكثرية في رده والاكثرية ليست حجة عند الاشعري نفسه ولا عند من ينقد فودة فهذا اسمه حشو.
 احدهم يتحدث عن القوة بالمفهوم الارسطي ولما نحقق له معناه ويتم ذكر الخلاف معه يقفز الى غير ذلك.
 لما يكون مجمل الردود عبارة عن اعادة صياغة لكلام فودة نفسه، او رمي الخصم بالتشغيب والجهل ونحو هذا هذا كله حشو.
 لما يفترض ان غيره يرفض مناظرته خوفا منه.. لكن ان يرفض شيخه مناظرة فذا حقه.
كل هذا يبين اننا امام هواة، وصبية في هذه البحوث، قوم لم يحكموا مسالة فلسفية واحدة فيقفز كل حين من باب لباب دون فهم للمذكور.
فان كان لتسمية الحشوية قوم يستحقونها، فما هي إلا لهم ولأمثالهم.

13

من الحشو الفارغ الذي يمارسه فودة في شرحه على الطحاوية أنك تجده مثلا ينقل عن 20 او 30 مرجعا في مواضع عن بعض الاشعرية ليدلل على ان اهل السنة فهموا مسالة ما بطريقة تختلف عن ابن تيمية.
هذا اسمه حشو فارغ فالنزاع في صحة ما ذهبوا اليه لا التشكيك في انهم ذهبوا اليه اصلا!.
فضلا عن مصادرة عن المطلوب، وعلى صعيد الفقه مثلا من يخالف الشافعي في جزئية مثلا لا يمكن ان تستدل عليه باقوال الشافعية لتثبت انه حق!.
هذا الف باء.

14

قال بان العادة تفيد القطع والعلم الأكيد.
فيقال له فقد جرت العادة أن لا تحمل امرأة إلا من رجل.
فلما جاءت مريم بولد هذا عندك خالف القطعي والعلم الأكيد.
فإن قيل لكن الصبي تكلم فيقال فيه أمران:
خبر الصبي واحد ظني.
كلامه نفسه محتمل خالف القطعي!.
ويقول لك رددنا على اليهود.
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 376.)


15

فودة يقول بأن الاقتران العادي يفيد القطع والعلم الأكيد.
فيقال: المعجزة التي هي عندكم خرق للعادة إذن واحدة من اثنتين:
1- ظنية: وتعارض العادة القطعية فتقدم عليها العادة.
2-قطعية: فتعارض قطعي مع قطعي فوجب التوقف!.
ويقول لك رددنا على المشركين.

16

" لضعف مذهب الفلاسفة والقدرية، فإن فرقة القدرية اندثرت وعدمت حتى لم يعد أحد من العقلاء يقول بأقوالها."
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 380.)
يعني بقاء مقالة يدل على قوتها بهذه الحجة، واندثارها دليل ضعفها.
فهل هذه إلا حجة من قال اندثرت تعاليم التوحيد حتى بعث النبي صلى الله عليه واله وسلم، وقالوا له كلامك أساطير الأولين؟.
أو قول فرعون بأن له سلطانا فهذا دليل على ان كلامه قوي.

17

قال:
"
الله تعالى عالم الآن أن الطوفان حصل وقت حصوله على سبيل المثال، وقبل حصوله، فعلمه جل وعلا متعلق بأنه سيحصل وقت حصوله."
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار 
الذخائر، بيروت، ج 1، ص 403.)
نرجع للمحرك الذي لا يتحرك اي لا يتغير، موضوع العلم يشكل جدا على أصل أرسطو وهنا يحاول فودة الجمع بين العلم بالجزئيات وعدم أي تغير في الأول.
الحل الذي يطرحه ان الله يعلم أزلا بالمثال التالي:
"
سيحدث طوفان وبعد الطوفان يتم إعمار البلد".
لكن الطوفان غير موجود بعد، فسيكون علمه أن الطوفان لم يخلق أصلا بعد.
حصل الطوفان الان هل الله يعلم أنه حادث موجود في الواقع؟ لاحظ الاول يعلم انه معدوم الثاني انه موجود.
ان كان نعم سيتغير علمه من سيحدث الى حدث ولن يظل مسقبلا فكون الشيء في المستقبل يعني انه غير موجود في الواقع.
انتهى الطوفان وتم تعمير البلد.
الله موجود بعد الطوفان فعلمه أن الطوفان انقضى.
معنى هذا انه تغير علمه وصار يعلم انه انقضى وجاء الناس واعمروا البلد.
لو اخذنا صيغة فودة يتجاهل فودة ان الله موجود بعد الطوفان وان هناك احداث كانت مستقبلية انقضت وصارت ماضي مع انه نفسه يفرق بين التسلسل الماضي والمستقبل، ومن هنا نشا سؤال لاهوتي هل يستطيع الله تغيير الماضي في القرون الوسطى يعني حصل شيء معين وانقضى هذا الشيء هل يدخل تحت القدرة تغيير الماضي ليقول الاكويني مستحيل لا يدخل تحت القدرة فهو ليس موجودا اصلا ولن يوجد بل وجوده بقي في العلم فقط.
لو نلاحظ ان وجود الشيء موضوعيا يغير ترتيب الاشياء اصلا في العلم.
مثلا هو يعلم انه سيحدث طوفان بعد عاصفتين.
حتى الان لا يوجد اي عواصف.
حدثت الاولى سيعلم ان بعد الثاني طوفان.
والاولى صارت في المنقضي المعدم بعد وجوده.
حدثت الثانية صارت منقضية.
لاحظ قبل وقوع الطوفان كان هناك عاصفتان الان ولا اي عاصفة اين ذهب العلم بانه يحدث بعدهما؟ بالعلم بانهما انقضتا.
كتقريب للفكرة تخيل نفسك تراقب مكوكا فضائيا تعلم انه سينطلق بعد 10.
لكن العد فيه تنازلي حتى مع علمك بانه سينطلق بعد عشرة الى ان وجوده يقترب ليتحقق في الواقع.
هذا تغير او حركة بتعبير ارسطو.
ولا يمكن ان تثبت العلم بالجزئي دون التغير هذا ان اثبت ان الله موجود والعاصفة موجودة ثم الطوفان موجود.
التغير حاصل لان الله موجود بعد انقضاء الطوفان كما كان قبله ويجب ان يعلم ان الطوفان سيحدث مستقبلا.
او حدث وانقضى.
ولذا كان ارسطو متسقا مع نفسه فلما قال لا يتحرك.
نفى علمه بغيره اصلا حتى الشيء الدائم لان غيره يتحرك والحركة تفرض ماضيا منقضيا ومستقبلا لم يحدث.
اما القول بان الماضي والمستقبل والحاضر واحد عند الله.
فهذا يعني وجود الاشياء وعدمها واحد عنده أيضا.
وبالتالي فتحقق الشيء خارج ذاته او انه محض علم واحد!.
وهذا يعود الى نفي علمه بالجزئي.

18

" اتفاق المسلمين على أن كل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً "
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 432.)
هل وقع على هذا اتفاق؟
قال القرطبي في تفسيره:
" ان قوما يرون أن الأنبياء صلوات الله عليهم فيهم مرسلون وفيهم غير مرسلين. وغيرهم يذهب إلى أنه لا يجوز أن يقال نبي حتى يكون مرسلا. والدليل على صحة هذا قوله تعالى: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي فأوجب للنبي - صلى الله عليه وسلم - الرسالة. "
فأنت ترى أنه ينقل خلافاً في المسألة فهناك من رأى أن النبي لا يكون نبيا إلا إن يكون مرسلاً.
ونقل عن القاضي عياض:
"في كتاب الشفا قال: والصحيح والذي عليه الجم الغفير أن كل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا "
فلاحظ قوله (والصحيح) الذي عليه الجم الغفير.. ولم يقل المسألة مجمع عليها إنما فيها قول الجم الغفير.
وبقي من يرجح القول الآخر حتى عصور متأخرة، فقال محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان:
" ما اشتهر على ألسنة أهل العلم من أن النبي هو من أوحي إليه وحي، ولم يؤمر بتبليغه، وأن الرسول هو النبي الذي أوحي إليه، وأمر بتبليغ ما أوحي إليه غير صحيح "
بل ينقل فودة عن السنوسي " مذهب الاكثرين أن كل رسول نبي، ولا العكس " (ج1، 438.)
وبصرف النظر عن تحقيق القول الصحيح في المسألة، فهل هي محل اتفاق بين المسلمين كما زعم فودة؟!
بل العجب لا ينقضي وهو نفسه ينقل عن الماوردي ما صورته في المنشور (ج1،ص 443.):


19

" الحنابلة... منهم منزهون وعلى رأسهم... الإمام ابن عقيل."
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 24.)
هذا الإمام المنزه ماذا يقول في الأشعري؟
وعادته في الفنون أن لا يذكر نفسه فيقول قال حنبلي ويعني نفسه، قال بعضهم ويقصد نفسه، وفي كتابه الفنون العديد من انتقادات للأشعري.
(الفنون، ابن عقيل، دار المشرق - بيروت، 1970، تحقيق: جورج المقدسي، ج 1، ص 179.)


20

" نقول إن الإنسان عالم، والله عالم، فهل علم الله كعلم الإنسان؟ لا، ومع الاشتراك في الاسم إلا أنه لا يوجد أدنى اشتراك في المسمى وحقيقة العلم "
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 548.)
فلم إذن كل تلك الضجة مع المعتزلة لإثبات أنه عالم بعلم! إن كان الأمر محض مشترك لفظي؟
ثم إن المشترك اللفظي فقط يظهر في اللغة العربية، كون الاسم توقيفي، لكن إن قمت بترجمته إلى لغة أخرى فإما ستقوله باللغة العربية وهذا يعني أن الأجنبي لن يفهم شيئا منه.
أو ستترجمه إلى ما يعنيه في تلك اللغة وهنا راعيت المعنى!.
ثم إن كان الاسم محض مشترك لفظي فالخلاف في أي شيء تحته لا معنى له البتة!
فلم تنكر على من نفى علم الله بالجزئيات وتقول بل يعلم الكليات إن لم يكن للفظ العلم أي معنى تتصوره في حديثك عن الله؟
إن لم يكن لصفاته أي معنى تتصوره فالله عندك حيلة لفظية فحسب!
بمعنى إن المؤمن به يختلف عن غير المؤمن به بأنه فقط يتكلم بألفاظ لا يعلم معناها مثل الله.
فهذا حال من سيجادل الملحدين!

21

" يوجد أشخاص بكم لا يصدر منهم حرف وصوت، ومع هذا فهم متكلمون، ويحدثون أنفسهم، فالأبكم متكلم في الحقيقة، ولكن عنده مشكلة عضوية."
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 554.)
الأبكم متكلم في الحقيقة! ومع ذلك يصح أن تقول عنه غير متكلم! فما هو المجاز ان لم يكن هنا مجاز؟
ويأتيك من يشنع على ابن تيمية بأنه نفى المجاز.. وينسى قولهم في الكلام النفسي!.
ولما نذرت مريم للرحمن صوما فلم تكلم يومها إنسيا.. حنثت لأنها متكلمة حقيقة! ألم تشر إليه.
ومن خطر في نفسه طلاق زوجته فقد تكلم بالطلاق حقيقة.
هذا يهدم الفقه واللغة.
نأتي لماذا ينفون الكلام من الحرف والصوت عن الله؟
تذكرون حكاية المحرك الذي لا يتحرك.. استحضروها.
الآن (بسم الله ) لاحظ لكي تقولها سيسبق الباء السين، والسين الميم، يعني هذا تغير وحركة ولذا نفوه عن الأول.
يحتج هنا بالأبكم، لكن الأبكم هذا يسمع ويرى ويلمس وبالتالي إن لم يكن يسمع لن يفهم كلامك.
فحديثه النفسي قائم على لغة مكونة من حروف.
يقول في نفسه: سأذهب الى محمد.
هل هذا المقصود عندهم بالكلام النفسي؟ 
لا ففودة مثاله مجرد خطابة.
لان الاحرف موجودة ومرورها في الذهن متتالية وهذا حركة حسب ارسطو.
قالو المعنى! اليس الكلام معان متعددة امر ونهي واستخبار واخبار؟
ليضمنوا عدم الحركة قالوا كل هذه معنى واحد قائم بالنفس.
اما القران والتوراة والانجيل فهذه مخلوقة.
وهي دالة على معنى واحد قائم بالنفس!.
المهم أوعى يتحرك 

22

امتعض فودة من تأويل كلام الطحاوي في بداية شرحه من الخصوم (الحشوية الخ ) ثم وصل الى حديث الطحاوي عن كلام الله.. وشرح فودة كلامه بما يتفق مع قول ارسطو (المحرك الذي لا يتحرك) فصار الطحاوي يقصد بالكلام الكلام النفسي!.
لنر نص الطحاوي:
(
القران كلام الله منه بدا بلا كيفية قولا، وأنزله على رسوله وحيا.)
بكثير من الحذلقة يضحي القران لفظي ومعنوي، والمعنى القديم هو وحده غير المخلوق وفجأة!
1 - (
منه بدا)! 😂.
بدا يعني لم يكن من قبل باديا فقد كان نفسيا حسب شرحه، والبدو هذا تغير (حركة).
فقال فودة:
"
ظهوره هو المحدث".
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 568.)
فالذي ظهر محدث.
2 - (قولا )
يقول فودة مضطرا: " الكلام لما بدا من الله تعالى بدا منه قولا لا معنى فقط " (ج1، ص 579 )
3 - (أنزله) حركة حسب أرسطو.
قال الطحاوي بعد ذا:
(
كلام الله بالحقيقة، وليس بمخلوق 😂.
تعليق فودة " ﻷنه بدا وظهر فليس حادثا " (ج1، ص 587.) 
وتعليق نصف صفحة أي كلام ومضى سريعا لغيره!.
ويعيب على غيره تأويل الطحاوي وكلام الطحاوي واضح انه يقصد ان القران المنزل الذي بدا غير مخلوق.
وليس القديم الذي بلا حروف ولا اصوات وفيه اجتماع الخبر والامر والنهي والاستخبار بان كلها معنى واحد.
الامر يذكرني بحكاية الاقانيم كلها واحد.
فالامر والنهي والخبر والاستفهام كلها معنى واحد.

23

يشرح قول الطحاوي: (الرؤية حق لأهل الجنة) 
لنر شرحه الذي لا يؤول فيه كلام الطحاوي.
قال:
"
الرؤية عبارة عن إدراك، والإدراك بمعناه الأعم يطلق على العلم، فيقال العلم إدراك، ولا يشترط لحصول هذا الإدراك، الذي هو الرؤية، أن يكون هناك مقابلة ولا توسط أشعة ولا أن تكون عيناك مفتوحتين، كما لا يشترط في العلم."
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 601.)
ولا حاجة للعين أصلا ولا الدماغ ولا الجسد! عفوا ابن سينا كفره الغزالي لانه نفى البعث الجسماني!.
فيجب ان يبعث بعين لكن لا يستعملها  😊.
هذا تأويل أو ليس بتأويل؟
يعني كل الضجة المفتعلة مع المعتزلة في موضوع الرؤية حتى يقال هي العلم!.
هل يوجد من يقول لن نعلم بالله وهو يبعثنا ويحاسبنا يوم القيامة حتى يعلمه المؤمنون بالأخص!
والذين في النار الن يعلموا ان لهم ربا!.
حتى يقال العلم للمؤمنين في الجنة.
الشرح الكبير!
ذكرني بكلمة للطوسي يصف فيها شرح الرازي لاشارات ابن سينا: هذا قدح وليس بشرح.

24

يسرد فودة أحاديث رؤية الله يوم القيامة.
ويشرح حديث الرؤية (لا تضامون في رؤيته) 
فيقول:
"
لا يضام أحد في رؤية الله، لأنه ليس في جهة "
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 626.)
هذا معنى الحديث عنده، ولكن بعد صفحة واحدة فقط ينقل حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا وفيه:
"
فتضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا لا، قال: فإنكم لا تضارون في رؤيته إلا كما تضارون في ذلك "
(ج1، ص 627.)
ولم يفطن أن هذا ينقض ما شرحه فمضى ولم يعلق.
فان كانوا لا يضامون ولا يضارون في القمر أيضا فمعنى هذا انه ليس في جهة هو الاخر! على شرحه فقد علل عدم ذلك بنفي الجهة.
والا فالحديث لا دلالة فيه اصلا على نفي الجهة.
ويقال شرح!

25

" الرؤية أضرب منها: ما يشترط له جهة، ومنها ما لا يشترط فيه ذلك، فهناك رؤية بمواجهة، ورؤية بدون مواجهة، كما ألمحنا من قبل، فالواقعة في الحلم لا تكون بمواجهة "!
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 605.)
الصراحة حلوة مفيش كلام.
الرؤية التي يقصدها هي الرؤيا! اها ااا 
مثل أن تكون نائما وتحلم بشيء وقد لا يكون له أي وجود في الواقع.
تشوف سوبر مان مثلا جاء ﻷخذك إلى كوكب غير مكتشف  😊.
شيء متوقع من إنسان يكون ما يراه في الواقع = 0.

26 تعليق سريع على قول فودة أن العادة تفيد العلم القطعي والأكيد..

لأني رأيت أحد أنصاره يتحذلق في الموضوع.
أولا لما نفت الأشعرية تأثير الأشياء ببعضها، نفوا مطلق التأثير، هم في الواقع نفوا الأسباب لماذا؟
لأن رؤيتك لكون النار تحرق، لو لم يكن للنار أي تأثير يمكن التحقق منه يعني تأثيرها = 0، فإنها لو تكررت ألف مرة ما أفادت أي علاقة سببية بينها وبين الحرق!.
مثلاً تخيل أنك تخرج من بيتك كل يوم قبل شروق الشمس، ثم تشرق الشمس في الطريق، على مدى عام كامل.
هل هذا يفيد علاقة مهما كانت بين خروجك من بيتك وخروج الشمس؟ حتما لا!.
فما الذي أفادته هذه العادة؟ 
لو أن البشر كلهم تعودوا على شيء لا يعني أنه سبب في شيء آخر، ومن هنا فالعادة المجردة لا تفيد أي شيء لا ظن ولا قطع أصلا بمجردها.
فلما يقال بأن هناك اقتران عادي يفيد القطع يقولون نقصد الماضي!
والمستقبل بأي شيء تطلبون فيه الأسباب؟
لمجرد أن في الماضي حصل شيء فهم يراهنون أن يحصل هذا الشيء لمجرد أنهم تعودوا عليه!.
تخيل الحكاية كمن تعود على شراب معين، ثم لما دخل الصحراء كان يفترض في ذهنه أنه سيجد شرابه الذي تعود عليه!
ويقول لك إبستملوجيا محلقة..

27

فودة يقول الاشعرية لم يعطلوا الاسباب مطلقا!
لا ابدا، احنا فاهمين غلط.
"من اعتقد أن الأسباب العادية كالنار والسكين والأكل والشرب تؤثر في مسبباتها كالحرق والقطع والشبع والري بطبعها وذاتها فهو كافر بالإجماع، أو بقوة خلقها الله فيها ففي كفره قولان، والأصح أنه ليس بكافر بل فاسق مبتدع "!
(حاشية البيجوري على جوهرة التوحيد، حققه وعلق عليه: علي جمعة، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى: 1422 هـ - 2002 م، ص 168)

28

قال في مقالة من خالفه في رؤية العباد لربهم:
"
المجسمة.... قالوا: هي عين حقيقة الرؤية الحاصلة في الدنيا من واحد لآخر، فوقعوا في التشبيه "
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 671.)
يعني المجسمة قالوا رؤيتنا في الآخرة مثل رؤيتنا في الدنيا.
فودة يعتبر هذا تشبيها.. عفوا إنه تشبيه لعبد بعبد فالرؤية هنا وصف للعبد المخلوق.
بعبارته وصف لجسم أصلا.. فما الإشكال أن يشبهوا جسما بجسم؟!
ولما رد الغزالي على ابن سينا في البعث الروحاني أثبت البعث الجسماني فهو مجسم.
ولكنك ستقول العبد جسم لا إشكال في هذا.
نفس الشيء نتحدث هنا عن رؤية العبد!
لكنه يريد أن نثبت رؤية مختلفة حتى لا نقع في التشبيه وتصير رؤيتهم ليس كمثلها شيء!.
أليس في هذا رفع للعبد لمستوى صفات ربك فتضحي رؤيته تشبه رؤية الإله نفسه بجامع أنها لا تشبه شيئا غيرها!.
ويصل الأمر إلى تنزيه العبد عن الرؤية بجوارح وأعضاء ومواجهة ومقابلة واتصال وانفصال.
بماذا تختلف صفة العبد هذه حينها عن رؤية ربك لمخلوقاته؟
ويقال بعد ذا تشبيه!!

29

قال الطحاوي:
(
تأويل كل معنى يضاف إلى الربوبية بترك التأويل ولزوم التسليم، وعليه دين المسلمين )
ماذا سيشرخها (من الشرخ) فودة:
" إن العلماء المحققين اختلفوا بين طريقتي التأويل و التفويض، ولم يقفوا على قول واحد كما يوهم ظاهر كلامه."
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 675.)
عبارته صريحة وليست موهمة بذلك كما زعم، يقول حتى التأويل يكون بترك التأويل.. ويصف ذا بدين المسلمين من أين جاء بأن هناك قولين وعبارته فقط موهمة.. وبعدها يقول لك أولوا الطحاوي!

30

" العلماء عندما يقولون: إن التأويل هو صرف النص عن ظاهره لدليل، لا يريدون بالظاهر الظاهر بالدليل، بل الظهور العرفي المتبادر بحسب عادة البشر "
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 678.)
هل يقول هذا من درس شيئا من أصول الفقه؟!
على هذا فكلما جدت عادة، وتعارف الناس على معنى محدث للفظ فإن حملة الشريعة يؤولون حتى القطعيات!.
فلما ظهر بعض الجهلة وقالوا (ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) كان أهل الشريعة يؤولونها لصرف ظاهر ما فهم هؤلاء!.
على هذا كل الشريعة مؤولة فما من آية إلا وأخطا إنسان بمعناها، وصار كل رد من علماء الشرع عليهم تأويلا!.
فهل هذا هو التأويل أم إنه الأخذ بالمعنى البعيد لدليل، والظاهر هو الأصل وهو المعنى القريب في اللغة.

31

يعلق على قول ابن المبارك: "نعرف ربنا فوق سبع سماوات على العرش استوى بائن من خلقه "
فيقول سعيد:
"
إننا نسأل ما الدليل على إطلاق لفظ بائن الوارد في عبارة ابن المبارك على الله تعالى، ونحن نعرف أنه لم ترد هذه اللفظة في كتاب ولا سنة، فورود نحو هذا اللفظ يسقط الاحتجاج بكلامه، ﻷنه لا حجة إلا لكلام المعصوم "
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 699.)
معرفتش الصراحة  😂.
لازم يكون اللفظ في الكتاب والسنة يا جماعة ولا حجة إلا لكلام المعصوم.

32

قال في الاسراء والمعراج:
"
المنام عبارة عن رؤيا يلقيها الله في نفس النائم، ولو كان كذلك لما استنكره أهل قريش."
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ج 1، ص 735.)
يقال لو كانت هذه الحجة صحيحة فيرد عليه:
لو كان أحمد مفوضا لما أنكر على من توقف في القول بخلق القران.
لو كان احمد يثبت الكلام النفسي ويقول بان القران اللفظي مخلوق لما انكر اصلا على اللفظية.
لو كان احمد يقول بان القديم هو النفسي لما امتحنه المعتزلة وكلامهم ينصب في اللفظي.
لو كانت الرؤية بمعنى العلم لما نسب إلى المعتزلة إنكارها، ولما تم الرد عليهم في ذلك.
لو كان قول الجهمية حق بانه ليس الله في السماء لما انكر احد عليهم ذلك.
ولو كان الاشعري في وقته اماما لما صنف الابانة تقربا للحنابلة (كما يوجه الأمر الكوثري).

33

لاحظ تعليله! ﻷنه قد يتلفظ ويكون كافرا!
ما تعريف الشرط؟ هو ما يتوقف وجود الشيء على وجوده، ولا يلزم من وجوده وجود ذلك الشيء، ولكن يلزم من عدمه عدم ذلك الشيء.
مثلا الوضوء شرط للصلاة، قد يكون الإنسان متوضئا، وهو لا يصلي الآن، ولكن لكي تصح صلاته يجب أن يكون على وضوء.
هذه أبجديات يعرفها أي مطالع للأصول.
فلا يقال الوضوء ليس شرطا لانه قد يتوضأ ولا يصلي!!
فلما يقول فودة التلفظ ليس شرطا للإيمان لأنه قد يكون كافرا ماذا يقال هنا؟!
نفس الشيء في إجراء الأحكام الظاهرة عليه قد يتلفظ بالشهادة ثم يزيد عليها ادعاء نبوة مثلا.
فكونها شرطا لا يعني انه كاف لوحده للاسلام والايمان حتى تكتمل باقي الشروط!.
وبعدها يقال اصولي ومتكلم!
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ص 953.)

 

34

" الدول والحكومات المعاصرة بلا شك ولا ريب، فإنها كلها لا تحكم بما أنزل الله تعالى، بمعنى أنها لم تلتزم على نفسها الحكم بالشريعة الإسلامية، وإن أخذت منها أحكاما في عدة جوانب، كالأحكام الشخصية، والبيوع وغيرها، ولكنها خلطت بها أحكاما لم تؤخذ منها، بل أتت من قوانين غربية، أو من عند أنفسها، وإنما الخلاف السابق (يعني في الخروج على من جار) كان فيمن حكم بالإسلام، والتزم به إلا أنه ظلم، وأما من غير وبدل شرائع الدين فأمره بين، وهذا هو المندرج قطعا تحت قول الرسول عليه السلام: إلا أن تروا كفرا بواحا "
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ص 1050، 1051.)
هذا النص سأتركه بلا تعليق إنما ليتذكره أي واحد يحاول جر النقاش العقدي إلى مزايدة سياسية، ويرمي التهم فقط لابن تيمية والوهابية في هذا الجانب مخاطبا ود حاكم ضدهم.
فمن زايد فيه لوجود من قال بمثله بين محبي ابن تيمية، فها أنت ترى حروفه، ويمكن مراجعة موضعه.

35

" جمهور المتكلمين يقولون الإنسان هو جسم وهو هذه البنية المحسوسة، قال الرازي: واعلم أن هذا القول عندنا باطل "
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ص 1086.)
لم يقل فودة أن هذا هو قول الأشعري نفسه الذي أبطله الرازي:
اعلم أنه لم يختلف قول شيخنا أبي الحسن رضي الله عنه في حقيقة الإنسان، وحدّه: أنه هذه الجملة المبنية بهذا الضرب من البنية المركبة بهذا النوع من التركيب!
(مجرد مقالات الشيخ ابي الحسن الأشعري، إملاء: محمد بن الحسن بن فورَك، تحقيق: دانيال جيماريه، دار المشرق، بيروت - لبنان، 1987، ص 146.)
طيب، ما هو الإنسان؟ أسهب وأطنب إلى أن وصل إلى قولين وصف الأول منهما بأنه قول المحققين:
"الأول (وهم المحققون) منهم من قال:
الإنسان عبارة عن هذا الجوهر المخصوص، وهذا البدن، وعلى هذا التقدير فالإنسان غير موجود في داخل العالم ولا خارجه، وغير متصل في داخل العالم ولا خارجه، وغير متصل بالعالم ولا منفصل عنه، ولكنه متعلق بالبدن تعلق التدبير والتصرف كما أن إله لا تعلق له بالعالم إلا على سبيل التصرف والتدبير." (شرح الطحاوية ص 1091.)
لاحظ تشبيهه للجوهر بالإله!
لكن لحظة يجيبكم النظار فيقول:
"
اعلم أن جماعة من الجهال، يظنون أنه لما كان الروح موجوداً ليس بمتحيز، ولا حال بمتحيز، وجب أن يكون مثلاً للإله، أو جزءا للإله، وذلك جهل فاحش وغلط قبيح.
وتحقيقه "
ركز على تحقيقه:
"
تحقيقه ما ذكرنا من أن المساواة في السلوب لو أوجبت المماثلة لوجب القول باستواء كل المختلفات، وأن كل ماهيتين مختلفتين، فلا بد أن يشتركا في سلب كل ما عداهما " (الشرح ص 1097.)
يعني هناك اشتراك أو تشابه لكن ليس مماثلة!. علماً أنه هو الذي شبهه بالإله وقال كما أن الإله له تعلق بالعالم إلخ.
المهم الإنسان لا هو في العالم ولا خارج العالم، يذكرني بقول العامة = ما يعرف وين الله حاطه!.
وهذا تنزيه منهم له عن (الأين).
وفودة هنا ينتصر لهذا القول لكن دون أن يظهر نفسه كثيراً، فيحيل إلى الرازي، ويصف القول بأنه قول أهل التحقيق فحسب.

36

"مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية.. قال الشيخ الطوسي... نص العلامة جعفر السبحاني "
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ص 1134.)
يا عيني على الأدب، العلامة السبحاني، الشيخ الطوسي.
أما ابن تيمية فمجسم مشبه وسب وشتم..
يا مؤدب انت..

37

الأشعرية تقول بأن الله يخلق أفعال العباد خيرها وشرها، يعلق فودة:
" لا يلزم من ذلك أن يكون الله تعالى شريراً، لأن الشرير هو الذي يتصف بالشر، لا من يوجده "
(الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، سعيد فودة، دار الذخائر، بيروت، ص 1211.)
هل يلزم هذا على مذهب الأشعرية أم لا؟ 
يقول فودة بأن الله هو الذي أوجد الشر لا أنه فعله!.
ولكن ما قاله المعتزلة لازم عليهم، لماذا، تذكرون حكاية المحرك الذي لا يتحرك، فالأول لا يتحرك، إذن لا فعل له يقوم به، فما معنى الخلق عنده؟ يعني إذا أراد أن يخلق الله الشر هل فعل الخلق شيء آخر مختلف عن الشيء المخلوق؟ 
على نفي الحركة لا معنى للتفريق بين الفعل والمفعول!، ومن هنا يقول الأشعري:
"خلق الشيء هو الشيء المخلوق"
(مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري، محمد بن الحسن بن فورك، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة – مصر، الطبعة الأولى: 1425 هـ - 2005 م، ص 67.)
فيضحي لا فرق بين الخلق وفعل الشر على هذا،ولذا فر الأشعري ومن تابعه من الإلزام هذا بتعطيل التحسين والتقبيح العقلي، فإن قيل لهم أن هناك شراً من خلقه؟ 
قالوا الشر والخير لا يعرفه العقل فقط نعرفه بالشرع ليفروا من إلزام المعتزلة.

38



ها قد انقضى التعليق على شيء من الاضرابات النفسية في لمز شيخ الإسلام ابن تيمية، بالاختباء خلف متن الطحاوية، ذلك الذي جمع فيه مؤلفه فودة، المتردية والنطيحة والموقوذة.
وتحلق حوله جمع عن طلب العلم أغراب، وغالطوا أنفسهم حين قيل لهم طلاب، ولا زال بعضهم يقول لا تسخر من الكتب العلمية، في حين أن ما علقت عليه مجرد نسخة ردية، من مخلفات الترجمة الأرسطية.
ولم نسمع منهم إلا النواح والصراخ، فلم تجد على اعتراض من مجيب، وأقصى ما همسوا به قولهم هذا تشغيب!.
ورمي التهم المجرد حال مفلس أحاطت به المصائب، شاهد على مسعاه بنصب دليل أنه خائب، فلا تتبجحوا على أحد بأنكم عالمون بالخفايا، رادون على أهل الجحود والرزايا، فاتركوا خطب الفرسان، نسأل الله فك أسر السبايا!.