7.04.2016

استعظام الفرية على المذاهب الفقهية

4 ماي 2016

استعظام الفرية على المذاهب الفقهية


هناك حجج فظيعة تستعمل لهدم التراث الفقهي عموما، وتحويله إلى ساحة يرعى فيها من يشاء بلا كلفة، بحجة الانتصار للحديث! ومن تلك الحجج:
1 –
إن الله لن يسألك عن المذهب بل سيسألك عن ربك ورسولك.. وهذا يوظف بطريقة تهدم حتى السنة! فلقائل ان يقول ان الله لن يسالك عن البخاري ومسلم ولا ابن معين قال ماذا، ولن يسالك عن فلان أهو مدلس أم لا، أم ثقة أم لا ولك أن تتخيل ماذا سيؤدي هذا! فإن قيل لا ولكن هذا لتعيين السنة ونصرتها، ويقال الفقه ما وجد إلا لفهم ما ورد لتحقيقه، فان قيل ولكنهم يختلفون يقال والنقاد يختلفون فهذا يجرح وذلك يعدل! ولولا الفهم ماذا سيكون!؟ وتبقى كلمة أحمد في الشافعي عميقة: ان فاتك حديث في علو أدركته في نزول ولكن ان فاتك عقل هذا لا احسبك تدركه.
2 –
نحن لا نقلد والمقلد كالبهيمة! يقال هذه حيدة، فنحن لا نسأل عن وصف المقلد بل حكم التقليد وبينهما فرق كبير، فالصلاة على جنب تشبه النائم، ولكن ما حكمها؟ تجب للعاجز عن غيرها! فلا تغالطوا وتخلطوا هذا بذاك! وحالكم كمن يتندر بهذه المسألة ويقول انظروا المصلي على جنب كأنه ما صلى ولا قام ولا ركع ولا سجد! كجذع شجرة مبتور!
ويقال هل يكلف الناس كلهم الاجتهاد! والعجب أن المتبجح بهذا يستجدي الدموع وهو يصف أهوال الناس من بعد عن القران والسنة، ثم يقول دعوتنا لا تقوم على التقليد! أي إن الرجل الذي كان نصرانيا بالامس صار معكم اليوم، فلنقل جدلا أن شيخك كالشافعي فهذا ما حاله؟ أم لا تشمله الدعوة، ام صار مجتهدا بقوله لا اله الا الله؟ ومن من العقلاء جعل شرط الاجتهاد فقط ان ينطق بالشهادتين أو يردد بعدها بفهم السلف!
3 –
التندر بما حصل من المتعصبين للمذاهب! فهذا يقابل بالمتعصبين لغير المذاهب! ولتقارن رحمك الله بينهما، فلا يقال عن مجتهد إنه معصوم، ولكن في أسوأ الأحوال سيتعصب المقلد لخطأ للمجتهد، أما فتح التخليط فلا تنضبط الأخطاء، أم كان جهيمان العتيبي من مقلدة المذاهب؟ علما انه كان طالبا عند الالباني، فخطأ جعل صاحبه يستبيح القتال في الحرم وخطأ جعل صاحبه ينفر عن غيره، أو يحتد في مقالة وشتان ما بينهما! ولم تسكتون عن أمثال هذه الأخطاء وتمسكون فقط كلمة من متعصب لمذهب؟ للتحذير من شان التقليد ولا تقابلون ذلك بفظائع من خرجوا عن التقليد إلى اقوال بلا زمام ولا خطام، علما ان في اتباع المذاهب ما لا وزن لكم دونهم! فابن حجر العسقلاني امام الحديث شافعي المذهب، وابن تيمية حنبلي المذهب وان خالف في مسائل فلا يخرج عن كل المذاهب ويقول لا وزن لها، أو مبتدعة كما قال من قال منكم.
4 –
ويا عجبي ممن أضحى يمتحن الناس بآرائهم في مشايخه، وبلغ به الجهل ان يفرح برجل ينتسب الى دعوة الالباني أو الوادعي، لكنه يشمئز ان قيل له انا حنبلي أو شافعي!
5 –
يقال ان كان في اللغة مدارس فتجد نحويا بصريا واخر كوفيا، فهل من عاقل يقول هذه مبتدعة وينسف اللغة جميعا! بحجة تعصب نحوي لشيخه، فكيف بقانون الشريعة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق