7.04.2016

مجموعة منشورات عن داعش/ السبي/ التترس

29 نومبر 2015

مجموعة منشورات عن داعش

بالنسبة لداعش 1..

اليوم تحدث معي أحدهم يسألني عن اللحية.. وقال أنه يعرفني، بعث صورته... تأملت في تلك الملامح لم أعرفه تماما.. خيل إلي أنها مرتفعات فلسطين الشمالية..
مازحته أنت تسأل عني أم عن لحيتي..
تذكرت فجأة، نعم جمعتنا السجون وفرقنا الإفراج،
ما أخبارك وكيف أنت! قال ما لك تنتقد الجميع؟
قلت مازحا: حرية التعبير.
قال لا هذه ألغيناها!
حتى الآن صاحبكم لا يستوعب!
ماذا تعمل؟ قال أنا خارج فلسطين.. أين؟ عند الحسيني القرشي!
اها! عملت في ذهني معزوفة تشبه معزوفة النكت!.
طبعا وبعد نغمة طويلة من البرباجندا قاطعته قائلا انت تعرف انني احفظ ما تقوله.. اريد ان اسألك عدة أسئلة..
كيف تعيش.. قال من ظل سيفي، يا عم دعني من صور البلاغة هل لك معاش؟ قال نعم.
بالنسبة للسبي هل حصل بحق؟
نعم.
وتسبون المعارضين ام اديانا معينة؟! قال الايزديين
وكيف تم التعامل معهن بيع شراء؟
نعم..
لكن هناك شهادات باغتصاب اريد اجابة صريحة منك؟
قال في الحق بعض الاخوة أساءوا التعامل معهن!
والان هل يوجد سوق نخاسة؟
قال لا حاليا اغلبهن هربن.
طال حديث طويل عن الأكراد وكوباني.
فقال:إننا في حلف مع تركيا في هذا.
اذن تقاتلون بدماء المتطوعين بالوكالة عن تركيا.
قال لا بل تقاطع مصالح..
طبعا اقر ببيع النفط لتركيا.
هل يوجد مراجعة داخلية عندكم.. نقد داخلي هل لك نقد على سياستكم؟
قال بعض الاخطاء الفردية لا اريد ذكرها فتحل بالحكمة!
هل راجعتم احدا عن محرقة كوباني.
قال كانت متعبة لنا وللاكراد.
قلت اذن عندكم كله نصر لا معيار للهزيمة كبعض الاحزاب..
قال لا تقارنا بالاحزاب فنحن دولة سياسة دولة!
ثم اعترض على صورة في الصفحة تظهر فيها فتاة. زميلة لنا في الجامعة..
قلت حارق دمك صورة فتاة وانت في السبي!
يتبع ان شاء المولى

بالنسبة لداعش..2

هذا الشاب كغيره من الشباب، كان ملفه الأمني مسهلًا لخروجه لا معيقًا بنظري، أي أن الدولة التي هو فيها ستتخلص من عبء متابعته ومراقبته، والمشاكل التي قد تحدث منه، فيجد أن الأمر تسهل معه للسفر إلى تركيا، وعقله المليء بالإعجاز العلمي، والقصص الخارقة تحجبه أن يتشكك في التسهيل هذا!
تركيا باعتبارها تخوض صراعًا مع الأكراد فهذا وأمثاله يمثلون مرتزقة دون كبير مال للحرب بالوكالة في مناطق تستعملها كحديقة خلفية، تخوض بهم صراعًا مع الأكراد، تخوض بهم صراعا يشكل ثقلا لها في حل الأزمة السورية.
بطبيعة الحال الارتجالية هي سيدة الموقف، إنهم فعلوا موضوع السبي مع الأيزديين الذين كانت مناطقهم تمثل قفارا، وأحياء فقيرة كما يظهر، إنهم يسبون الفقراء عمليًا ويعملون بالوكالة لحساب الأغنياء.
العنصر منهم يعيش في حالة فناء ولاهوتية، لا مراجعة لا مساءلة، والأيدلوجية عنده تعمل وفق إلزامات كلامية مع فصائل وأحزاب متعددة.
لقد ساهمت في هذه الحالة كل الخطابات من نوع احترام الدعاة والعلماء، وتصديق كل كلمة يقولونها حتى ولو كان الهراء ينادي عليها بالهراء!
يخوضون صراعا في مناطق لم يسبق لهم أن عرفوا تحديدا هوية أهلها وسكانها، ويحسبون أن الرهبة منهم تشكل شعبية لهم! ولم يفطنوا لنموذج أفغانستان الذي رأينا فيه من يطبل للأمريكان أول ما جاءوا وهرعوا إلى الشفرات ليجزوا لحاهم!
إنهم يعيشون قصة أسطورية، بل الكلام الفصيح التأصيلي يحجب عنهم كل موازين القوى العصرية لتضحي سوريا والأردن وفلسطين ولبنان بلاد الشام!والروم والفرس، إنهم ينظرون إلى عالم اليوم من أطلس بدائي جدًا، وهو وإن كان مفيدا في دراسة الأحكام الشرعية إلا أن الفناء فيه غياب كامل عن الواقع المختلف عن تلك التقسيمات القديمة.
هذه الحالة لا أقدر على تبرئة خطاب منها، فالكل ساهم بنسبة من وطني إلى قومي إلى إسلامي، إنهم حطام المدارس التي تصنع آلات، حطام المسجد التي تخرج أبواقا، القنوات التي تخرج جيلا مهووسًا بالمؤامرة بدل تحليل الواقع بموازينه وتجاربه السابقة.
حطام الأحزاب التي سبق أن انضووا تحتها وأشغلتهم بهراء!
كان في حواره يريد أن يسجل نقاطا بأنني أقرأ لماركس ولينين، قال لا ترضى عنا فأنت ترضى عن هؤلاء!
قلت: لعنهم الله، أفرحت الآن، لست ماركسيا، لكن هناك كافر ذكي عبقري، ومسلم غبي!
قال صحيح.. نعم هو صحيح، لكنه لم يفهم للحظات أنني أودع إنسانًا جمعتنا المحنة يوما، لتفرقنا الأيام، بعدها!
إنني أنظر إلى مصيره كيف سيسحق، ومآله على المسلمين إلى أين..
ودعته، وتذكرت يوم أن عانقني يوم أن أطلق سراحي، لكنني لن أقدر اليوم على عناقه، إنني خصمه الآن، وهذا ما أيقنه..
انتهى حوارنا ببلوك.. فلا مجال للتواصل، الوقائع قاسية، لا تلطفها عبارات العاطفة، فحدة المنطق صريحة لا تراعي أحدا!
............

بالنسبة للسبي..

كثيرون من ينظرون الى تحليل الواقع نظرة فناء صوفي.. لا توجد وقائع بل هم يفنون مثل أفلاطون في عالم المثل والكليات.. يضحي الواقع غائبات تماما.
وللإغراق بقانون الهوية الأرسطي يتعاملون مع الحقائق على أنها أزلية واحدة لا جديد يحدث في العالم!
فيضحي السبي بنظرهم حقيقة واحدة في كل العصور.. وشيء طبيعي أن يتفق تقييمه عندهم على أنه واحد، فواحد ينفيه ويبالغ في التأويل متجاوزا حقائق التاريخ.. وواحد يثبته متجاهلا حقائق الواقع.
لكن ماذا لو كان الأمر مختلفا بحيث يثبته في التاريخ بل كقيمة معيارية قد تمنع من بقائها عند اختلاف الزمن! تبعا للتغيرات الواقعية.
في القرون السالفة كان نمط الأفكار والتقنية الصناعية بما تفرزه من حربية واتصلات بدائية تمنع عن اعتبار العبيد طبقة ذات بال.. إنهم يجدون أن من الإحسان إليهم عدم إطلاقهم أحيانا في ظل صعوبة الاكتفاء لوحده في المجتمع.
هدى شعراوي حتى مرحلة متأخرة تذكر الإماء اللاتي يبكين ان اطلق سراحهن! ماذا سيعملن؟ أين سيبتن؟ كان الأمر أشبه بإلقائهن إلى المجهول.
كان من قمة الإحسان إلى الأمة جعل عتقها مهرها ويزوجها لنفسه.. موفرا عليها الاستغلال في المجتمع.. ورميها في وحشية الاعتماد على نفس في مجتمع غريب عنها يعتمد القبيلة الكبيرة للوجود الحقيقي فيه.
لم يكن تحرير طبقة العبيد ولا اقول أفرادهم أمرا واقعيا لظروف المجتمع الموضوعية.. على ان الشريعة سعت لتحرير الأفراد بالندب والإيجاب تارة، والمصلحة أخرى.
مع ان الأمر بقي في سبي نساء وأطفال العدو كنتيجة منطقية لخسارتهم.. بتذويبهم في المجتمع، بعد أن فقدوا مقاتلتهم، إنها عملية تفكيك لمفهوم العصبة للعدو.. وتحويلها من كتلة إلى أفراد موزعين.
كانت تطرح على أنها حق للمقاتلين ومنه يقولون لو زنى بسرية 'جارية يتسرى بها' قبل ان يقسمها الإمام لا حد عليه لشبهة الشركة في السبي أي له حق في ذلك.
كذلك الأمر بالنسبة للغنائم.. لا تقطع يده بالغل قبل القسمة لشبهة الشركة في الملك.
لكن العصر اختلف حتى في مفهوم الغنيمة، وكمثال حاضر لو غنمت السرية عتادا تقنيا جديدا على المسلمين.. يحتاج دراسة الدولة فهذا هل يقال تعلق به حق الغانمين فيعطون قيمة تعوضهم، قد يقال هذا لكن لن يباع ولن يعطونه هم بالشركة بل الأمر للدولة
وقد يمتنع اعتباره غنيمة خاصة بل فيه حق عام للمسلمين للمصلحة الحتمية فيه.
بالنسبة لتفكيك عصبة العدو عن طريق السبي هذا لم يعد واقعيا بل إن التقنية بالاتصالات والسلاح المتطور وإمكانية التدخل الخارجي عن طريقهم منعت هذا الأمر كحل. واستعيض بدلا منه بالاستفادة المصلحية من الأسرى كمثال تاريخي إعادة بناء ستالينجراد بأيدي الأسرى الألمان الذين قاتلوا فيها.
الهوية الوطنية صارت بديلا عن القبيلة التي يجب تفكيكها للعدو.. فحتى لو فككت قبيلة فإن قوميتها أو وطنيتها تمنع هذا التفكيك ويمكن أن يشكلوا أخطارا داخلية حقيقية لم تكن ذات بال في السابق.
إن الاتفاقات العصرية اليوم فيما يتعلق بالأسرى تعبر عن موازين قوى جديدة أكثر من تعبيرها عن قيم معيارية جديدة.. إنها مصلحة حتمية بالتعامل مع الأسرى بطريقة جيدة.. وعدم فتح أحقاد قومية تتعلق بالنساء والأطفال.
الأمر يطرح باحتواء وتفكيك لكن بطريقة مختلفة تتعلق بالنتيجة لهذا..
إن وجود التقدم الاقتصادي بما فيه من حاجة لأيدي عاملة سمح عالميا بتفكيك طبقة العبيد كطبقة متميزة في المجتمع ليطرح بعدها مشكلة طبقة الأيدي العاملة والرأسمالية حتى على مستوى العالم، إن الأحكام الشرعية عندما يتم توظيفها بطريقة التوظيف لمصلحة الرأسمالية تضحي حربا بالوكالة بأشنع ما تفرزه يوما ما.
فبدل تحرير شعوب وأقوام تعاني من البؤس في المعيشة ونهب خيرات بلادها وتفعيل مفاهيم نصرة المظلوم حتى لو كان كافرا بتحوير وطنيتهم وقوميتهم لنقاط اشتراك في الكفاح ضد مستغل الجميع؛ يضحي الأمر إحياء لثارات قومية بجرح غائر يصعب اندماله.
كمثال عصري ذلك الأيزديون.. فقد تم سبيهم في العراق من قبل ما يسمى دولة إسلامية التي لم تقدر على ضبط حدودها الموهومة والمنع من فرار أكثرهن لتضحي كل واحدة منهن مسعر حرب يجوب العالم شارحا قصتها والاعتداء عليها.
وان كان بعض المحدثين يصحح حديث بسر بن أرطأة بأن الأيدي لا تقطع في الغزو.. وينقل ابن قدامة الإجماع الأول عليه ويقره ابن القيم حتى لا يفر إلى العدو ويضر المسلمين فكيف بمن يجيش النفوس على قتالهم!؟ ويحول قضاياهم إلى قضايا دفع اعتداء بدل تشكيك الخصم بعدالة قضيته.. فضلا عن معلومات مجانية قد يتم نقلها تشكل ثقلا في الحرب الحديثة.
إنها وفرد رجالا يريدون الثأر لنسائهم وأبنائهم في حرب كان يمكن تجنبها..
التقنية العصرية والاتصالات تعني أنك تغامر بأعراض المسلمين وأنت تعبث بأعراض غيرك!
في وقت أنت أحوج ما يكون لتحييد الحرب عن أي جانب يمسك.. كما يقولون اليوم بان السلاح النووي أسرع طريق للانتحار لا تدمير الخصم.. فإن تفعيل بعض الصور القديمة لا تعني غير ذلك أيضا.
وإذا كان تعارض الواجب مع محرم أشد منه يصيره حراما فكيف بما ليس واجبا كتخيير الإمام بما فيه
مصلحة في موضوع الأسرى.. وحتى لو تم إخراج السبي باعتباره غنيمة تشكل حقا للمقاتلين قديما فإن الغنيمة التي فيها ضرر عام لا يجوز قسمتها كقسمة مخلفات إشعاعية تقتل من تعامل معها فكيف ان تم نقلها! لبلاد المسلمين.
فإن من قواعد الفقه الضرر الخاص يحتمل لدفع الضرر العام..
مودتي.
.......

داعش.. التترس.. اقامة الحدود.. السبي!

إذا كانت داعش اليوم تعتمد تأصيلات التترس أي جواز قتل مسلمين دفعا لضرر أكبر عن المسلمين بل لا تلتزم بشرط الدفع في موضوع التترس الذي قيده به الفقهاء.
بل امتد الأمر عندهم إلى موضوع ربطه بالمصلحة اي الطلب وهذا ما لا يجوز لأن مفاده جواز قتل مسلم للمصلحة! وكأن دمه محرم سدا للذيعة ليس محرما لذاته.
وهذا الخلط الفظيع موجود في تأصيلات غيرهم من المعاصرين أيضا ممن يتحدثون اليوم عن الغلو! وكأنهم ما شاركوا فيه.. بل ما عب الداعشيون إلا من جرانهم!
وهذا وإن ربطه الفقهاء بنساء العدو وأطفالهم.. لكنهم لا يجيزونه في المسلمين!
كما بسطه الماوردي في الأحكام السلطانية.
مع ذلك فهم يقتلون مسلما بناء على هذا التأصيل لمصلحة ثم لا يستوعبون ترك قطع يد سارق لمصلحة قد تكون أكبر! فيد السارق أشد إحكاما في نظرهم من دم مسلم!
والأعجب من كل هذا إجازتهم التترس لمصلحة ثم لا يرون منع السبي لضرر فضلا عن مصلحة!
إننا أمام تلفيق ارتجالي.. خلط في الأحكام الشرعية.. وجنون في الأخلاقية الحربية، وغباء لا مثيل له!
وإن قيل قديما أحقد من جمل.
فأراه اليوم أغبى من داعشي!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق