7.04.2016

الفلسفة

30 دسمبر 2014

الفلسفة

الفلسفة كانت معينا لا ينضب لبدع كثيرة، ولكن دراستها ايضا كشفت عن كثير من البدع وردتها لاصلها الاول، ولذا كان ابن تيمية حريصا على تتبع جذور الافكار المخالفة لما يقرره لا يكتفي بوصفها بالبدعة فقط!
وذلك ان الذين تاثروا بالفلسفة ورددوا كلام أساطينها في نصرة بدعهم قد فعل كثير من اتباعهم ذلك لكن دون ان يشعروا بأن ما يقولنه هو كلام فلاسفة! بل الطريف ايضا ان تجد منهم من يحرم الانشغال بالفلسفة دون ادراك منه بأن كثيرا من مقالاته انما هي مقتبسة عن فلاسفة!
بل الاطرف ان بعض تلك المقالات صارت تروى على انها احاديث، مثلا لا تقوم بالله الحوادث مقتبسة عن ارسطو (في كتابه ما بعد الطبيعي): الاول محرك لا يتحرك، ثم صارت تروى (كان ولا مكان وهو الان على ما كان) على انها حديث!
فكانت مهمة ابن تيمية شاقة وصعبة:
اذ كان يرد عليهم بان الحديث موضوع ثم يحلل الجملة الكلامية لاصلها الماخوذة عنه (ليتضح انه قول بشر غير بديهي) اي قابل للقبول والرد، ثم يشرع في نقاشه باستفاضة، ويذكر الاحتمالات والاعتراضات الواردة عليه، ثم ينصر معاني النصوص الشرعية!

ليأتي الرد عجيبا بان هذا من علم الكلام المذموم! وتجد السبكي وهو قد ورث مسالة (المحرك الاول لا يتحرك) أو بعبارة المتكلمية (لا تقوم بالله الحوادث) عن الاشعرية الذين ورثوها عن المعتزلة الذين اخذوها عن ارسطو!
يقول في قصيدة رد فيها على ابن تيمية:
وﻟﻴﺲ للناس ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻼم ﻫﺪى ً... ﺑﻞ ﺑﺪﻋﺔ وﺿﻼل ﻓﻲ ﺗﻄﻠﺒﻪ!!
وكأن ما ينصره هو ليس من الكلام! وقد رد عليه السرمري في قصيدة جيدة سماها (الحمية الإسلامية في الانتصار لابن تيمية)!
وذكر ان الكلام المذموم هو المخالف لمعاني النصوص لا الموافق لها.
وليس هذا النقد من السبكي وحده فتجد الذهبي ايضا ينقده (لعلم الكلام)! في (زغل العلم)!
والى العصر تجد مثلا الالباني يعيب على ابن تيمية الانشغال بالفلسفة والكلام!
دون فهم لفائدة عظمى من دراستها تلك التي وعاها ابن تيمية.
على اي حال: كما ان الفلسفة قد تنصر بدعا، فدراستها تكشف عن اصول البدع.
مودتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق