7.04.2016

عن الإلحاد

لا يصح اعتبار الطرح الذي ينصر الإلحاد طرحا مريضا، ومهووسا فقط! بل يجب النظر للإشكاليات المطروحة بطابع فلسفية تستدعي البحث والإجابة، وكم من مسالة نقدية يطرحها ملحدون تمس المنظومات التي تدافع عن الإيمان، مثلا:
اعتبار الاله خارج إطار الزمان والمكان، هذه متى سلمها المؤمن يرد عليه كيف يمكن للبشري وهو كائن محصور بالزمان والمكان ان يبحث في شيء خارج قدرته، أي خارج إطار الزمان والمكان؟
ان كان الكتاب المقدس مفهوما فهو يخاطبنا بلغتنا بإطار الزمان والمكان، اذن كيف سنفهم ما هو خارج هذا الإطار؟ هذه الاشكاليات ترد على من يسلم بالكلام السابق.
ان كان مفهومنا للسببية خاضعا لإطار الزمان والمكان، فكيف يمكن سحبه الى خارج هذا العالم؟ 
فكرة الكمال فكرة نسبية فلا نتخيل كاملا الا هناك ما هو اكمل منه، فهل الموضوع مجرد ذهني وما هو الذي يجعله حتمية استدلال خارجي .
ان قيل بان الانسان يولد مهندسا للإيمان (باعتبار التاريخ) فهل يصح التاريخ لإثبات حقيقة؟ وهل الحاجة بحد ذاتها دليل كما قال بعضهم الحاجة الى الشرب دليل على وجود الماء؟ ماذا لو كان هناك حاجة ذاتية دون وجود موضوعي ..
ان كان هناك لكل شيء سبب وحصل هذا الكون بسبب فما سبب السبب هذا؟ هل يتوقف التسلسل ام يستمر، ان قيل يتوقف فلماذا لم يتوقف عن 1، لماذا تستمر الى 2 ثم توقفه عن 3 .
هذه الاشكاليات لا يمكن الإجابة عنها بحجج خطابية، بل يجب ان يجاب عنها بشكل واضح ومنسق وفلسفي .
كذلك ما الذي يحدد ان سببك الذي تقوله هو السبب الحقيقي دون الذي يطرحه غيرك من الاديان الاخرى التي تقول ببطلانها .
هذه الأسئلة محورية جدا في الإجابة .
ثم هل الاصل في المعرفة هو المثال او الوعي او التفكير ام الجزئي المعين، المحسوس، هذا سيحدد تسلسلك .
هل العقل يدرك الحقائق، وهل يدرك الرب ولو جزئيا؟ ان كان لا فكيف تطالب بإثباته، وان كان نعم فما ادلة ذلك؟
لا ارى من مجال لاستسخاف هذه الأسئلة وهي تضرب في صميم الاجابات وكما قال بعضهم: دراسة الإلحاد تصقل الإيمان الحقيقي، فكم من جواب يستبعد عندما ترى انه لا يحل الاشكال .
مودتي .
2
لما نبحث في موضوع وملف كالإلحاد أعتقد أن واحدا من الأمور الضرورية استبعاد الأدلة الأضعف والإشكالات التي تأتي بطريقة اعتباطية مثلا: لماذا لم تؤمن؟ لوجود أطفال معاقين !
فلنبحث في الاشكاليات التي طرحها كبار الملحدين بطريقة سوية:
مثلا طرح فرويد: باعتباره الاله تصورا ذهنيا يبتكره الانسان كحاجة، او توهم في كتابه (مستقبل وهم) .
طرح نيتشه: عندما يرى أن من سلم بأن الله روح (مجرد بسيط مطلق لا مكان له ذهني) بأنه خطى الخطوة الكبرى نحو الجحود .
طرح داروين: عندما تسلم بالتطور، أي إن أفكار الإنسان تتطور، وطريقة استدلاله تتطور، فمن التهوس الأول بالأشباح إلى تعدد الآلهة إلى إله واحد كما في كتابه ( أصل الإنسان ) .
كذلك ماركس طرح إشكاليات حقيقية وهي أن المتدينين يعتبرون كل ما خالف آراءهم باطلا، وكل ما وافقها هو الدين الحق، وفي الواقع ما طرحهم إلا تصورات مثالية تخفي مصالح تحتها كما في عدة كتب له .
فتجنشتاين يعتبر الحديث عن الله غير ذي معنى لعدم إمكان التحقق منه (عن فلسفات عصرنا لدوريتي) .
عن هوكنج عندما يطرح ان الانسان يعيش في الزمان والمكان، ولا يقدر على البحث عن اي شيء خارج هذا العالم كون الزمان والمكان محصور فيه (موجز تاريخ الزمن ) .
عن فوكو حينما يقول بتحطم العقل الكوني، وعدم وجود اجابات عامة ومطلقة في هذا العصر، كما كان همه وصرح به (مقالات فوكو) .
هؤلاء الذين نريد نقاشهم الحقيقي في صلب الموضوع، لا خطب انشائية مع رجل على يوتيوب أول أمس أعلن كفره ! لأنه يريد حياة جنسية خالية من تعقيد !
وواحد سلفي أول أمس اكتشف معضلة الشر صباحا !
وواحد مش عارف شو .. ناقش هؤلاء، إن أردت بحق بحث الملف بعمق وإفادة .
3

واحدة من النقاط التي يجب وعيها قبل مناقشة ملف الإلحاد، ان الملحد غالبا ما عاش في بيئة متدينة ويعرف مقالات المتدينين ! بخلاف أكثر المتدينين الذين عاشوا في بيئة مؤمنة ويسمعون عن الإلحاد سماعا ويقطعون تخيلهم للموضوع بالاستعاذة .
*
لينين كان منهمكا في الدراسة الدينية .
*
والد ماركس كان من اسرة حاخامات كذلك امه .
*
ستالين كان حلم والدته ان يصبح قسيسا وتعلم 3 سنوات في معهد ديني .
*
نيتشه كان والده راعيا لكنيسه .
*
تروتسكي كان يدرس بشكل مطول في اللاهوت .
*
وغيرهم الكثير ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق