7.04.2016

مقال قديم بعنوان: نهضة في وجه الدوغماتية السلطوية

مقال قديم بعنوان: نهضة في وجه الدوغماتية السلطوية

لقد تعرض ادوارد سعيد في كتابه الاستشراق لنقد المناهج الاستشراقية وكان احد اهم المسائل التي نقدها ان تلك المناهج لا تعبر عن جميع وجهات النظر في موضوع الشرق بقدر انها تعبر عن مدرسة لها فلسفتها وتصورها، وبذا يصنع المنهج دوغماتيا بامتياز.
فكان حتما على المفكر الحر أن يخرج عن سلطوية الدوغماتية المنهجية.
الدوغماتية التي نقدها ادوارد في الاستشراق، موجودة عند كثيرين اليوم في الشرق، في تصورات كثيرة وبنفس الادوات الاستشراقية.
لقد تشبعوا بدل ايدلوجية الاستشراق المنتقدة بأيدلوجيات كثيرة، تتوزع بين التمسح بالدين تارة أو العلم والتقدم تارة اخرى، مع اقصاء في كثير من الاحيان لاي معطيات تخالف الايدلوجية المعتمدة.
احدى المظاهر التي لازمت تلك الايدلوجيا الدوغماتية عقلية مآمراتية، كان الشيوعيون يشكلون رمزا لها وقد ورثها عنهم من ورث! يتعرض ميلوفان دجيلاس في كتابه الطبقة الجديدة لهذه العقلية معبرا عنها باختصار بقوله انهم يتعاملون مع الشعب بمنطق يقول اما معنا أو متامر علينا!!
الدوغماتية السلطوية من اشد ما يمكن تخيله عائقا في وجه اي تقدم أو نقد أو ابداع.
اذ الابداع يحتاج حرية لا اطنانا جاهزة من المسلمات التي ينبغي اعتقادها أو تخوين من خالفها.
هنا تاتي النهضة المواجهة للدوغماتية السلطوية.
انها نهضة ستشكك بالمسلمات التي تبثها تلك الدوغماتية وليس هذا فحسب بل ستواجه حملة التشكيك والاتهام والظلم الصادر عن انصار الرجعية الدوجماتية بالفكر الصريح والواضح. وستواجه الاجابات الجاهزة بأسئلة تنسفها!
هذا لا يعني انها لن تقدم اجابات بل ستكون الاجابات بعد بحث مضن همها الحقائق لا مجرد جمع الانصار.
هنا تبرز ظاهرة من مظاهر السلطوية الدوغماتية وهي الهالة التقديسية لبعض رموز الدوغماتية. وهنا النهضة تكون بتحطيم المقدس المرذول شرعا وعقلا! انها حملة تحطيم الاصنام التي تحول دون التفكير السوي.
ستواجه الرجعية بالقراءة البحثية الجادة، وستواجه جديتها الحزبية المهترئة بالكوميديا السوداء لسذاجة تلك الجدية! وسيعزز لغة الارقام بدل الشعارات المثالية الجوفاء.
ولن تستثني نتاجا للدوجماتيين من النقد الرصين.
انها النهضة التي تعلم ان نقدا واحدا سليما يكون خلفه عشرات المعارف التأسيسية.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق