7.04.2016

عن مقال العوني

13 أكتوبر 2015

عن مقال العوني


قرأت مقالا بعنوان: العبادة (بوابة التوحيد.. وبوابة التكفير).. لحاتم العوني.
ووجدت فيها مغالطات عديدة منها تعريفه العبادة بمعناها الخاص بقوله: العبادة هي تعظيمك بالحب والخوف والرجاء المتصف بشيء من خصائص الربوبية.
ليصل إلى قوله: حب النبي صلى عليه واله وسلم مهما عظم فهو زيادة في إيمان، حتى يحبه شخص لكونه الخالق... فعندها يكون حبك هذا شركا.
فعنده العبادة تعظيم الموصوف بالربوبية، وبذا يكون الشرك عنده محصورا في صرف شيء من الحب والخوف والرجاء لمن تعتقد فيه شيئا من الربوبية، وفاته أن من صرف شيئا من الربوبية لغير الله فقد أشرك سواء أحبه أم أبغضه أم سلاه!
وأنا أقرأ مقاله تذكرت أدبيات الماركسيين وهم يصفون ناقدين فترة ستالين: انتشرت فيها عبادة شخص ستالين!
لحظة كيف يعبدونه وهم أصلا ملحدون، بل كيف استجازوا هذا اللفظ!؟ ببساطة أن توضع تماثيله في كل مكان، ويرهب غضبه الجميع ويرجو رضاه الجميع، وإن تكلم فالكل يصفق، وإن تبسم فهم مبتسمون، وإن تفلسف فهو الحق الذي لا باطل خلفه! لقد فهم الماركسيون أن هذه عبادة حتى لو لم يقولوا بأن ستالين خالق الكون أو شريك له في الخلق فهم لا يعترفون بخالق أصلا!
لكن الكاتب لا يرتضي أن هذه عبادة، ويبدأ بالمغالطات، لا بد أن تكون قد صرفت شيئا من الربوبية كالتدبير والخلق حتى تعبده!
(أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) لحظة هل يقول أحد أن هواه خلقه! ورزقه! حتى يطلق عليه أنه اتخذ إلهه هواه؟
(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) قال الطبري: "أربابا من دون الله يعني: سادةً لهم من دون الله، يطيعونهم في معاصي الله، فيحلون ما أحلُّوه لهم مما قد حرَّمه الله عليهم، ويحرِّمون ما يحرِّمونه عليهم مما قد أحلَّه الله لهم ".
، فلا يعتقدون بأنهم يخلقون ويتصرفون في الكون، والآية عن النصارى وهم يعيشون اليوم بيننا، هل يقول نصراني أن البابا خالق!؟ أو شريك في الخلق!؟
ومع ذلك فاتباعهم في دينهم مطلقا بكل تحليل وتحريم كانت شركا.
ومن المغالطات ما ذكره عن النبي صلى الله عليه واله وسلم، ببساطة النبي يبلغ شرع الله ويعبد الله بما شرعه عن طريقه، فاتباع ما احله اتباع لما احل الله، وحبه لأنه مبلغ عن الله، بخلاف لو جعل غيره في مقامه، فهنا تظهر المغالطة ماذا لو جعل مكان النبي قسيسا وأحبه وخضع له واتبع ما أحله وحرم ما حرمه ألم يتخذه ربا وما أمر إلا ليعبد إلها واحدا! هنا الخلط بين اتباع امر الله عن طريق رسوله وبين اتباع من يضاد أمره.
أما أن حب النبي صلى الله عليه واله وسلم كلما زاد فهو خير فذا حق، أما أن يقال حتى يحبه لكونه الخالق فوقتها يشرك فهذا باطل فهو متى اعتقده خالقا اشرك سواء أحبه أم لا فوضع هذا كشرط للشرك بالحب باطل! وهذا لا يقبل في تقرير أبسط مسألة في الفقه فلا أدري كيف يقررها الكاتب هنا، فلا يقبل من طالب قوله قراءة الفاتحة ناقض للصلاة ان اقترنت بمبطل للوضوء!! فمتى بطل الوضوء بطلت الصلاة قرأ الفاتحة أم لا!
وهنا يشرك باعتقاده إلها أحبه أم أبغضه! لكن الضابط الصحيح أن يقال ان يحبه كحب الله! (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله) فأين هذا من ذاك؟!
ويذكر السجود (وهي نفس الحجة المذكورة في كشف الأسرار للخميني) بأن السجود لغير الله إن لم يكن على وجه اعتقاده ربًا لا يكفر، بحجة السجود لآدم، وهنا خلط إضافي فاعتقاده ربا شرك بمجرده سجد أو لم يسجد!
السجود بمجرده لم يكن عبادة، لكن لما صار عبادة لم يجز صرفه لغير الله وضابط العبادة إرادة الثواب والنجاة من العقاب الآخروي كما ذكره المعلمي في كتابه العبادة، فمن صلى صلاة المسلمين لغير القبلة إلى صنم ونوى أن يشفع له بها عند خالق الكون مثلا هل يقال لا بد من معرفة انه يعتقد أنه خالق الكون، أم الرجل وجده أقرب من الكعبة فحسب!
أو قال احدهم سأعبد الشيطان! وليس هو بإله أوقتها ينجيه ضابط العوني!
مودتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق