27 ماي 2015
ما بعد سلفية
لم أنشط لنقد كتاب ما بعد السلفية عند قراءته
بالتفصيل إنما علقت تعليقات مرتجلة على صفحتي، ولكن بين الفترة والأخرى أرى
اقتباسات من بعض الإخوة مفخمة لبعض ما جاء في الكتاب من مواضع بنيت على مغالطات.
ومن تلك الاقتباسات ما مفاده: اننا يجب ان نقر اننا جميعا أعاجم ولذا فلا بد من العودة لفهم السلف وتحرير دلالاته.
ومن تلك الاقتباسات ما مفاده: اننا يجب ان نقر اننا جميعا أعاجم ولذا فلا بد من العودة لفهم السلف وتحرير دلالاته.
وهذه فيها مجموعة مغالطات:
1- يجب أن نقر أننا جميعنا أعاجم؟! لماذا، لأننا لا نفهم كثيرا من كلام العرب، ولوجود اللحن وتفشي العامية ونحو هذا.
لكن هل هذا كله يجعلنا أعاجم كأبناء فارس مثلا ممن لا يعرف العربية؟
هذا من موروثات المنطق الأرسطي، فيمكن أن تقول إن العربي مثلا (انه الذي يفهم اللغة العربية الأصيلة ولا يلحن في خطابه) ولما لم يكن الناس كذلك اذن؟ هم اعاجم.
هذا له مثال في مسائل الاجتهاد والتقليد، المجتهد هو الذي يملك الالة ويقدر على تحرير المسائل وتمت في شروط المجتهد.
اذن ومن فقد كل هذا فهو عامي مقلد لا يرجع بنفسه للاستدلال بالنصوص.
وهذا من موروثات المنطق الارسطي (اما أو)، والصحيح ان هذا كالصور المتوقفة لا المتحركة، اذ في الواقع هناك مجتهد في مسألة ومسائل دون الاجتهاد المطلق، وهذا لا يلحق بالعامي. وهذه المسألة عرفت بتجزيء الاجتهاد.
وهي التي نصرها ابن تيمية اتساقا مع منهجه العام، الرافض للعباءة الأرسطية.
كذلك الأمر بالنسبة للغة العربية هناك درجات ترفع اصحابها عن الأعجمية وان كان هناك قصور عن العربية التامة.
2- الزام: لازم الباطل باطل كما هو معلوم، وان كان لا ينسب اللازم الى منطوق القائل.
فيلزم على اننا اعاجم: ان الحجة لا تقام علينا اليوم باللغة العربية (فبيان الرسل بلغة اقوامها)، فمستحل المحرم من الأعاجم جاهل ان خاطبته بالعربية فهو معذور! (وهذا يظهر بطلان هذا القول).
3- ان تجعل الرجوع الى السلف سببه اعجمية اللسان باطل ومغالطة، فلو قدر ان عربية المرء كسيبويه لما جاز له ان يفتي بمحض اللغة! اذ عليه الرجوع الى النصوص نفسها ليرى عامها ومطلقها ومقيدها وناسخها ومنسوخها وعرف ذلك العهد وما فهموه منها، لتحديد المقصد منها.
وفهم السلف له ترجيحاته الكثيرة (الخارجة عن مجرد اللغة) ككونهم عاصروا التنزيل وأسبابه، وشاهدوا النبي صلى الله عليه واله وسلم فكم من حديث يحتمل الاقرار أو الانكار يبينه الصحابي بمعرفته بقرائن الحال.
فالرجوع الى فهمهم رجوع الى عرف المخاطب ومشاهد القرائن المحددة لمقصده.
مودتي
1- يجب أن نقر أننا جميعنا أعاجم؟! لماذا، لأننا لا نفهم كثيرا من كلام العرب، ولوجود اللحن وتفشي العامية ونحو هذا.
لكن هل هذا كله يجعلنا أعاجم كأبناء فارس مثلا ممن لا يعرف العربية؟
هذا من موروثات المنطق الأرسطي، فيمكن أن تقول إن العربي مثلا (انه الذي يفهم اللغة العربية الأصيلة ولا يلحن في خطابه) ولما لم يكن الناس كذلك اذن؟ هم اعاجم.
هذا له مثال في مسائل الاجتهاد والتقليد، المجتهد هو الذي يملك الالة ويقدر على تحرير المسائل وتمت في شروط المجتهد.
اذن ومن فقد كل هذا فهو عامي مقلد لا يرجع بنفسه للاستدلال بالنصوص.
وهذا من موروثات المنطق الارسطي (اما أو)، والصحيح ان هذا كالصور المتوقفة لا المتحركة، اذ في الواقع هناك مجتهد في مسألة ومسائل دون الاجتهاد المطلق، وهذا لا يلحق بالعامي. وهذه المسألة عرفت بتجزيء الاجتهاد.
وهي التي نصرها ابن تيمية اتساقا مع منهجه العام، الرافض للعباءة الأرسطية.
كذلك الأمر بالنسبة للغة العربية هناك درجات ترفع اصحابها عن الأعجمية وان كان هناك قصور عن العربية التامة.
2- الزام: لازم الباطل باطل كما هو معلوم، وان كان لا ينسب اللازم الى منطوق القائل.
فيلزم على اننا اعاجم: ان الحجة لا تقام علينا اليوم باللغة العربية (فبيان الرسل بلغة اقوامها)، فمستحل المحرم من الأعاجم جاهل ان خاطبته بالعربية فهو معذور! (وهذا يظهر بطلان هذا القول).
3- ان تجعل الرجوع الى السلف سببه اعجمية اللسان باطل ومغالطة، فلو قدر ان عربية المرء كسيبويه لما جاز له ان يفتي بمحض اللغة! اذ عليه الرجوع الى النصوص نفسها ليرى عامها ومطلقها ومقيدها وناسخها ومنسوخها وعرف ذلك العهد وما فهموه منها، لتحديد المقصد منها.
وفهم السلف له ترجيحاته الكثيرة (الخارجة عن مجرد اللغة) ككونهم عاصروا التنزيل وأسبابه، وشاهدوا النبي صلى الله عليه واله وسلم فكم من حديث يحتمل الاقرار أو الانكار يبينه الصحابي بمعرفته بقرائن الحال.
فالرجوع الى فهمهم رجوع الى عرف المخاطب ومشاهد القرائن المحددة لمقصده.
مودتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق