7.04.2016

اضاءة في السفسطة

اضاءة في السفسطة

 السفسطة كلمة يونانية تعني " الحكمة المموهة " يعني شبهة والشبهة اسمها كذا لأنه تشبه الحق وليست بحق، السفسطة أنواع ولكونها تعيش بين ظهرانينا وأحيانا تتكلم بلسان يرتل بعض الآيات في غير موضعا ويتحدث بلغة دينية من غير مناط لا بد من تناولها، لا بد من إحياء الخلايا النقدية النائمة في الذهن البشري ولذا أحببت أن أتحدث كإضاءة في موضوع السفسطة مع بعض الأمثلة، قال ابن تيمية:
"
السفسطة أنواع:
1 -
السوفسطائية المتجاهلة اللا أدريّة الذين يقولون: لا نعلم هل الحقائق ثابتة أو منتفية، وهل يمكن العلم أو لا يمكن.
2 -
قول أهل التكذيب والجحود والنفي الذين يجزمون بنفي الحقائق والعلم بها.
3 -
الذين يجعلون الحقائق تتبع العقائد، فمن اعتقد ثبوت الشيء كان في حقه ثابتا، ومن نفاه كان في حقه منفيا، ولا يجعلون للحقائق أمرا هي عليه في أنفسها.
4 -
قول من يقول: الحقائق موجودة لكن لا سبيل الى العلم بها."
(الصفدية، احمد بن تيمية، تحقيق محمد رشاد سالم، الجزء الاول والثاني، الناشر دار الهدي النبوي مصر - المنصورة، توزيع دار الفضيلة الرياض - السعودية، الطبعة الأولى 1421 هـ، 2000 م. ص 98 بتصرف يسير في التقديم والتأخير فحسب)

لا تعرف السفسطة عن فرقة بعينها إنما هي مصطلح على منهج يسلك المغالطات ونقض الضروريات بالنظريات، ومن الأمثلة على حجج السفسطة:
1 -
قوم متشككون، تأتيهم بالأدلة والبراهين فيقولون لا ندري لربما هذا صواب ولربما خطأ لأنهم يشكون في وجود طريق لمعرفة الحقائق، ولا أدرية انتشرت فترة في اليونان وفي أنجلترا وغيرها، يقولون لا ندري هل هناك رب أم لا وهكذا.
2 -
قول البعض لا يمكن معرفة حقيقة الأشياء! وهناك جملة تنتشر على كثير من الألسن " لا يوجد حقيقة في الوجود إلا الموت " وهذا من الأنواع الثانية من السفسطة.
3 -
صنف يجعل الحقائق تبع للمعتقد، وهذا موجود في بعض من ينتسب للفقه، يقول لك قال فلان حرام وقال فلان حلال!! فتقول ما الصواب يقول لك الإثنان صواب! وهما في نفس المسألة في ذات الزمن!!
4 -
هناك قسم يقول لك تمام هناك حق وهناك معرفة لكن لا يمكن الوصول اليها، كمن يسلم أن العلوم الشرعية حق لكن يصغر نفسه وغيره من معرفة الحقائق الشرعية.
كل هذه سفسطة.
لماذا الحديث عن السفسطة في هذا الوقت؟
لأنها ببساطة منتشرة! همها إقناع السامع فحسب، صورها تختلف من شكل لآخر والأصل واحد " حكمة مموهة "!!
في هذا العصر تنتشر الدوغماتية ايضا " التفكير المغلق " كل شيء حدث فهو صواب! باختصار " ليس في الإمكان أفضل مما كان "!! وفي كل فشل يستخرج نصرا موهوما مستعينا بالسفسطة، والهدف في الحقيقة التعامي عن الوقائع والفرار من المسؤولية التي تمليها النتائج، هناك باختصار من أراحوا عقولهم!
وبالتالي فلابد من دراسة العلوم العقلية وإحياء الفكر النقدي، حتى نحاول الخروج من غياهب " الإمعة
"!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق