9دسمبر 2013
تحطيم الايديولوجيا
من الثرثرة إعادة ترديد العديد من قواعد البحث
والأصول والمنطق، أمام أية أيدلوجيا متزمتة حد الانغلاق، لن يسعفنا كثيرا كل هذا،
قبل سنوات قرأت في رسالة دكتوراة بعنوان (الأيدلوجيا) كانت خلاصة ما قاله الباحث:
الأيدلوجيا لا يمكن تحطيمها خارجيا بل ذاتيا بإبراز تناقضاتها.
هذا الشق جيد في التعامل معها ولكن أرى مبحثا آخر لعله أهم من إبراز تناقض أية أيدلوجيا من داخلها.
إنه التحليل التاريخي في حفرياتها المكونة لفلسفتها، ستجد أمرا أكبر جدا من (الإلزام) الأيدلوجي.
تتبع الأفكار وتطورها عبر التاريخ، وتفكيكها إنها عملية فهم الأيدلوجيا جعلها قابلة للتفكيك بدل التفكير بالقضاء عليها (ككائن واحد) عن طريق التحطيم الذاتي.
فعندما تجد فكرة محورية في أيدلوجيا هي ذاتها مأخوذة عن سابقة وقد تكون مناقضة لها بتغيير عبارة أو مصطلح أو تبرير سيكون الأمر صادما لمعتنق الأيدلوجيا اللاحقة!!
مثلا إنك لن تفهم كثيرا من الخطابات المعاصرة في المنطقة دون دراسة التراث الماركسي كونه أيدلوجية معادية للرأسمالية سابقة (وهو تراث قليلا ما يلتفت إلى أهميته اليوم لانهيار الاتحاد السوفييتي)، ثورية تشي، وتأسيس الحزب في أدبيات لينين، والعداء للإمبريالية، كثير من تلك الخطابات تسللت إلى أيدلوجيات لاحقة بعبارات مختلفة.
الحزب - التقدم - رجعي - طليعة - ثوري.
كلها كلمات تم استعمالها وإن بغطاء قومي - وطني - ديني.
حتى صورة تشي جيفارا (اطلاق اللحية والشعر مع قبعة أحد الضباط) تكررت في عدة مناطق بغلاف مختلف منه ما كان دينيا.
استبدال كلمات كالبروليتاريا بالمستضعفين، والبرجوازية بالطغاة لا يختلف إن كان الإطار الخطابي واحد وآلية الأيدلوجيا مكررة.
وكما عانت الماركسية من فوضويين فكذلك عانت تلك الخطابات النابتة في تربة ما بعد الماركسية مع فارق تأثير شخصية كلينين.
كثير من تلك التحليلات اللاحقة كانت (كونية) تسعى لتفسير موقف العالم السياسي والفكري وفق نظرية، ولما نشأت على عجالة البحث عن بديل للماركسية كان طبيعيا أن تتأثر بما أرادت استبداله.
خطابات الناصرية مثلا تجدها تتردد بلغة مختلفة بل دينية إلى حد كبير و لن تستغرب أن تسمع استصراخا للنخوة العربية! في قضية دينية، وستجد فصاما قوميا وطنيا أو دينيا وطنيا أو دينيا قوميا الخ!
هذا الفصام يكشف عن سرعة تكوين الطبقة التالية من الأفكار على أرضية سابقة، ولذا تجد من يدعو للدفاع عن (بلد) أمام (الكفار)، الذي معناه وقتها (الاستعمار) باللغة القومية أو (الاحتلال) باللغة الوطنية، فلا يسأل عن مذهب أهل البلد ولا نسبة التوزيع الطائف ولو بداية، ثم يساهم نفسه في تدمير (البلد) بتصنيفها دار كفر مثلا! وقد يدخل في صراع مع (طائفة) أخرى (طبقة بالتعبير الماركسي) وهو الذي دافع عنها أولا وهي هي، إنه صراع طبقتين (ماركسيا) أوفسطاطين (دينيا) أو غير ذلك (وصحيح أن هناك فرق بين (طبقة) و (طائفة) لكنها تتوزع في المنطقين بطريقة الرموز والآلية بنفس التوزيع إلى حد كبير)، إنه صراع (السلطة)، ولعله يعمم حكمه للشعب (كالفوضويين الماركسيين) أو يحصره في الحكم (البرجوازية الحاكمة) هناك من يريد طريقا حتميا للوصول إلى الحكم (كالحرفيين الماركسيين) وهناك من يعمل بطرق متنوعة أكثر (كلينين) مع فارق الأرضية والمعرفة والنتائج إنما أعني التأثر.
إن الأمر هنا شبيه بالمنطق باستعمال الرموز (كل أ = ب، ب = ج، إذن أ = ب.
للبحث عن جذور التأثر علينا أن نلغي المغلفات الإصطلاحية وننظر للقانون المنطقي الذي تعمل وفقه، ستجد تصنيفات الماركسية ومنطق عملها متكررة بذات المنطق مع اختلاف العبارات مكان الرموز في أيدلوجيات أخرى.
هذا الشق جيد في التعامل معها ولكن أرى مبحثا آخر لعله أهم من إبراز تناقض أية أيدلوجيا من داخلها.
إنه التحليل التاريخي في حفرياتها المكونة لفلسفتها، ستجد أمرا أكبر جدا من (الإلزام) الأيدلوجي.
تتبع الأفكار وتطورها عبر التاريخ، وتفكيكها إنها عملية فهم الأيدلوجيا جعلها قابلة للتفكيك بدل التفكير بالقضاء عليها (ككائن واحد) عن طريق التحطيم الذاتي.
فعندما تجد فكرة محورية في أيدلوجيا هي ذاتها مأخوذة عن سابقة وقد تكون مناقضة لها بتغيير عبارة أو مصطلح أو تبرير سيكون الأمر صادما لمعتنق الأيدلوجيا اللاحقة!!
مثلا إنك لن تفهم كثيرا من الخطابات المعاصرة في المنطقة دون دراسة التراث الماركسي كونه أيدلوجية معادية للرأسمالية سابقة (وهو تراث قليلا ما يلتفت إلى أهميته اليوم لانهيار الاتحاد السوفييتي)، ثورية تشي، وتأسيس الحزب في أدبيات لينين، والعداء للإمبريالية، كثير من تلك الخطابات تسللت إلى أيدلوجيات لاحقة بعبارات مختلفة.
الحزب - التقدم - رجعي - طليعة - ثوري.
كلها كلمات تم استعمالها وإن بغطاء قومي - وطني - ديني.
حتى صورة تشي جيفارا (اطلاق اللحية والشعر مع قبعة أحد الضباط) تكررت في عدة مناطق بغلاف مختلف منه ما كان دينيا.
استبدال كلمات كالبروليتاريا بالمستضعفين، والبرجوازية بالطغاة لا يختلف إن كان الإطار الخطابي واحد وآلية الأيدلوجيا مكررة.
وكما عانت الماركسية من فوضويين فكذلك عانت تلك الخطابات النابتة في تربة ما بعد الماركسية مع فارق تأثير شخصية كلينين.
كثير من تلك التحليلات اللاحقة كانت (كونية) تسعى لتفسير موقف العالم السياسي والفكري وفق نظرية، ولما نشأت على عجالة البحث عن بديل للماركسية كان طبيعيا أن تتأثر بما أرادت استبداله.
خطابات الناصرية مثلا تجدها تتردد بلغة مختلفة بل دينية إلى حد كبير و لن تستغرب أن تسمع استصراخا للنخوة العربية! في قضية دينية، وستجد فصاما قوميا وطنيا أو دينيا وطنيا أو دينيا قوميا الخ!
هذا الفصام يكشف عن سرعة تكوين الطبقة التالية من الأفكار على أرضية سابقة، ولذا تجد من يدعو للدفاع عن (بلد) أمام (الكفار)، الذي معناه وقتها (الاستعمار) باللغة القومية أو (الاحتلال) باللغة الوطنية، فلا يسأل عن مذهب أهل البلد ولا نسبة التوزيع الطائف ولو بداية، ثم يساهم نفسه في تدمير (البلد) بتصنيفها دار كفر مثلا! وقد يدخل في صراع مع (طائفة) أخرى (طبقة بالتعبير الماركسي) وهو الذي دافع عنها أولا وهي هي، إنه صراع طبقتين (ماركسيا) أوفسطاطين (دينيا) أو غير ذلك (وصحيح أن هناك فرق بين (طبقة) و (طائفة) لكنها تتوزع في المنطقين بطريقة الرموز والآلية بنفس التوزيع إلى حد كبير)، إنه صراع (السلطة)، ولعله يعمم حكمه للشعب (كالفوضويين الماركسيين) أو يحصره في الحكم (البرجوازية الحاكمة) هناك من يريد طريقا حتميا للوصول إلى الحكم (كالحرفيين الماركسيين) وهناك من يعمل بطرق متنوعة أكثر (كلينين) مع فارق الأرضية والمعرفة والنتائج إنما أعني التأثر.
إن الأمر هنا شبيه بالمنطق باستعمال الرموز (كل أ = ب، ب = ج، إذن أ = ب.
للبحث عن جذور التأثر علينا أن نلغي المغلفات الإصطلاحية وننظر للقانون المنطقي الذي تعمل وفقه، ستجد تصنيفات الماركسية ومنطق عملها متكررة بذات المنطق مع اختلاف العبارات مكان الرموز في أيدلوجيات أخرى.
وليس هذا إلا مجرد تمثيل، وأعتذر للإطالة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق