7.04.2016

3 قصص متشابهة

14نونبر 2013

3قصص متشابهة

هناك ثلاث قصص متشابهة - بقطع النظر عن صحة وقائعها - إلا أنها تمتلك ذات العناصر عند من آمن بها، إنها تراجيديا سياسية: قصة المسيح حسب الأناجيل، وقصة مقتل عثمان عند العثمانية، وقصة مقتل الحسين عند الشيعة!
فداء للبشرية، تحمل كل الآلام، لأجل الإصلاح!
أما النصارى فرفعوا الصلبان كعلامة على ذلك الحدث المؤلم (الصلب)!
أما العثمانية كما عرفوا في التاريخ فقد أفرزوا لنا عددا من الرموز لذلك الحدث، ومن أعجب ما قرأته عنهم كان في (مقالات الكوثري) حيث حكى عن عدد كبير من المصاحف تم تلطيخها بالدماء لزعم أن ذلك مصحف عثمان الذي قتل عليه وهو يقرأه!! وقد تم إتلاف عدد من المصاحف الأثرية بهذا الفعل، بل بعضهم كان يمزق شيئا من تلك المصاحف المزعومة ليتبرك بها!!
وأما المنتسبون إلى الحسين فحدث ولا حرج من مجالس العزاء إلى التطبر إلى اللطميات.

والعجب أن تلك القصص التي تم تحميلها كل معاني الفداء والمحبة والإصلاح كانت وقودا مرات ومرات لعقائد حربية تفوق في فظائعها التراجيديا الأساسية في القصة المذكورة.
ثلاثتها (رومنتيكية) عاطفية: تبكيك، تحرضك، تدفعك، تحزنك.
لقد كانت تلك القصص هي قصة الإعلام السياسي عند المتعصبين لها، لم يبحثوا في صحة الوقائع التاريخية ولا صدق تلك القصص فقد تحولت إلى عقيدة اشتركت بـ (المظلومية التي تولد الحقد، بالعاطفة التي تغيب التفكير، بالرموز التي تشكل حسا جماعيا).
هل فكر زعماء الحرب (الصليبية) بحق بقصة بطرس والصليب الحقيقي؟ أم تحولت القصة إلى خطاب سياسي يتجاوز المساءلة والمراجعة؟
يصبح نقد الحزب نقدا لما يمثله من المظلومية وبالتالي النقد هو اشتراك مع الظالمين في ظلمهم، ويصير في العقل الباطن معنى تلك الجملة التي ذكرها المتصوفة (إما أن توافق أو تفارق)!!
من ليس معي فهو ضدي كما في (إنجيل متى)، ولا ولاء إلا ببراء بعبارة الشيعة، وأما العثمانية فلم تكن بأفضل حالا فقد نادوا بلعن من خالفهم على المنابر وتأولوا كل حديث لا يوافق هواهم.
ببساطة متى رأيت قصة رابعة تشبه هذه القصص الثلاث فلا تتوقع سلوكا ونتائج مختلفة!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق