7.04.2016

الدعوة النجدية

24 يونيو 2015

الدعوة النجدية

قطع النظر عن أي تقييم حاليا لموقف أهل الدعوة النجدية من الدولة التركية (العثمانية) في عصرهم، لكن لا بد من تصور موقفهم تماما، قبل أي تحليل وتقييم، وسأحرص هنا على إضاءة في هذا الجانب ومرة أخرى "بعيدا عن التقييم حاليا "..
فقد رأيت بعض الإخوة يحاول أن يتأول كلام من قال من أهل الدعوة النجدية بوجوب تكفير من "أشرك" (من) الدولة التركية وقتهم، على أن (من) هنا للتبعيض فحسب، على أنها تحتمل أن تكون بيانية، وهذا الاحتمال لا يجعلنا نتوقف لنقاش هذا النص بعينه إذ النصوص منهم متوافرة كثيرة في قولهم في الدولة التركية (العثمانية) وسبق أن اقتبست قبل فترة بعيدة كلام سليمان بن سمحان في الدولة التركية بأنها (دولة كافرة)، وسأسلط الضوء على نصوص وردت في كتاب الدرر السنية فيما بلغته حتى الآن (المجلد التاسع) منها:
*
تطلعنا رسالة من حمد بن عتيق، إلى سعود (الدرر السَّنية في الأجوبة النجدية، جمع: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، الطبعة الخامسة: 1416 هـ - 1995 م، ج 9، ص 47.) على خلاف بين عبد الله وأخيه سعود على الحكم، يتهم فيه ابن عتيق سعود بالخروج على أخيه، الذي ينقم على أخيه أمورا عديدة منها ما يتعلق بالولاء والبراء ونحو هذا، وفي بعض الرسائل يتجلى موقفهم من الدولة التركية وقتها كهذه الرسالة إلى ابن عتيق فيما يتعلق باستنصار عبد الله بالدولة التركية:
* "من عبد الطيف بن عبد الرحمن، إلي الأخ المكرم: حمد بن عتيق، سلمه الله تعالي، ونصر به شرعه ودينه، وثبت إيمانه ويقينه، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.... "
عبد الله " له بيعة، وولاية شرعية في الجملة.
ثم بعد ذلك بدا لي منه: أنه كاتب الدولة الكافرة الفاجرة، واستنصرها، واستجلبها علي ديار المسلمين، فصار كما قيل:
والمستجير بعمرو عند كربته... كالمستجير من الرمضاء بالنار
فخاطبته شفاها بالإنكار والبراءة، واغلظت له بالقول: إن هذا هدم لأصول الإسلام، وقلع لقواعده، وفيه وفيه وفيه، مما لا يحضرني تفصيله الآن، فأظهر التوبة والندم، وأكثر الاستغفار؛ وكتبت علي لسانه لوالي بغداد؛ أن الله قد أغنى ويسر، وانقاد لنا من أهل نجد والبوادي، ما يحصل به المقصود، إن شاء الله تعالي، ولا حاجة لنا بعساكر الدولة ".
(الدرر السَّنية في الأجوبة النجدية، ج 8، ص 391.)
لاحظ قوله: (الدولة الكافرة الفاجرة). والكلام عن الدولة التركية وفيما يلي زيادة وضوح:
* "فمن عرف هذا الأصل الأصيل، عرف ضرر الفتن الواقعة في هذه الأزمان، بالعساكر التركية، وعرف أنها تعود على هذا الأصل الأصيل بالهدّ والهدم، والمحو بالكلية، وتقتضي ظهور الشرك والتعطيل، ورفع أعلامه الكفرية"
(الدرر السَّنية في الأجوبة النجدية، ج 8، ص 322.)
لاحظ: (ورفع أعلامه الكفرية)
* " وسئل الشيخ محمد بن عبد اللطيف، والشيخ سليمان بن سحمان، والشيخ: صالح بن عبد العزيز، والشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف، وكافة علماء العارض، عن العجمان، والدويش، ومن تبعهم، حيث خرجوا من بلدان المسلمين، يدعون: أنهم مقتدون بجعفر بن أبي طالب وأصحابه، رضي الله عنهم، حيث خرجوا من مكة مهاجرين إلى الحبشة؟
فأجابوا: هؤلاء الذين ذكرهم السائل، وهم العجمان والدويش ومن تبعهم، لا شك في كفرهم وردتهم، لأنهم انحازوا إلى أعداء الله ورسوله، وطلبوا الدخول تحت ولايتهم، واستعانوا بهم، فجمعوا بين الخروج من ديار المسلمين، واللحوق بأعداء الملة والدين، وتكفيرهم لأهل الإسلام، واستحلال دمائهم وأموالهم.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، في "الاختيارات": من جمز إلى معسكر التتر ولحق بهم، ارتد، وحل دمه وماله; فإذا كان هذا في مجرد اللحوق بالمشركين، فكيف بمن اعتقد مع ذلك أن جهادهم، وقتالهم لأهل الإسلام، دين يدان به، هذا أولى بالكفر والردة.
وأما استدلالهم بقصة جعفر وأصحابه، لما هاجروا إلى الحبشة، فباطل"
(
الدرر السَّنية في الأجوبة النجدية، ج 9، ص 209.)
فهذا سؤال (لجمع من أهل الدعوة النجدية) عمن هاجر من (بلاد المسلمين) = أي بلاد أتباع الدعوة، إلى أعداء الله ورسوله الذين يشبهون (معسكر التتر)، فمن هم هؤلاء العسكر الذين ذهبوا تحت رايتهم؟
يطلعنا جزء من الفتوى على هذا:
"إنهم يدعون أنهم رعية الأتراك، ومن الأتراك السابقين، وأنهم لم يدخلوا تحت أمر ابن سعود وطاعته، إلا مغصوبين، فهذا أيضا من أعظم الأدلة على ردتهم، وكفرهم."

(الدرر السَّنية في الأجوبة النجدية، ج 9، ص 210.)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق