3.15.2017

عن نسبة كتاب تنبيه الرجل العاقل لابن تيمية

 

8 يناير 2017

عن نسبة كتاب تنبيه الرجل العاقل لابن تيمية

كنت قد علقت على ما كتبه (دغش العجمي) في مقال له زعم بطلان نسبة كتاب (تنبيه الرجل العاقل) لابن تيمية –هنا-، واستدعى الأمر أن أعلق سريعًا مرة أخرى على شيء من كلامه، أولًا، كان يفترض به أن يقول تشكيك، بدل الجزم بأن النسبة باطلة!، وهذه الحتمية مجرد ثقة زائدة بلا برهان يسندها، بل كشف في مقاله عن نقص في أهليته لينتصب مبطلًا هذه النسبة، ومن ذلك قوله:
 " بعضها يأتي على المؤلف أكثر من ثمانين صفحة لا يذكرُ فيها ولا آيةً واحدةً فأينَ هذا مِن منهج ابن تيمية المعروف «المتميّز بالاعتماد على الكتاب "
فيقال:
 هل قرأ الأجزاء الأولى من (منهاج السنة)! أم قرأ في بيان تلبيس الجهمية، والرد على المنطقيين، وغيرها مما يماثل هذا ولا أقول يشابهه! فأي حجة هذه، وكيف من يغفل عن هذا أن يشكك في كتاب بمثل هذه الحجة الموجودة في كتب ابن تيمية الثابتة عنه، هذا يبين اندفاعا فحسب في رده، ومن استدل بمثل هذا يظهر ضعفه في مطالعة كتب ابن تيمية، وإلا ما قال هذا، فهذا يفضح عدم الاطلاع.
قال:
" أما الأحاديث فلها شأنٌ آخر فالكتاب وحده من دون الفهارس والمقدمة طبع في (6388) صفحة، لم يذكر المؤلف فيه إلا (67) حديثًا فقط!! (12)، وأحيانًا تمر عشرات الصفحات من غير إيرادِ حَدِيثٍ وَاحِدٍ!، وفي بعض المواطن تمر أكثر من ستين صفحة ليس فيها حديث واحد!! [ انظر مثلًا: (1/46-108)، (1/144-212)، (1/288-317) ] فهل هذا هو منهج شيخ الإسلام الإمام المحدّث؟!!"
 هل سيرد على كتاب في الجدل، بذكر الأسانيد!، هل هذا الرجل قرأ ردوده على المنطق الأرسطي!، هل قرأ ردوده على ابن سينا، لا يظهر من سطوره هذا، وإلا فيعلم أن ابن تيمية يتكلم بلسان الفيلسوف مع الفلاسفة، ولا يرد عليهم بصيغة هذا بدعة والدليل كذا وكذا!.
إن موضع الحجاج يستدعي إقامة حجة مسلمة من الخصم، فإن كان يدري هذا فكيف ينتصب للإبطال!
 ويتندر بموضع لحديث لم يوجد بلفظه، إنما هو مذكور بمعناه، وهذا موجود في كتب ابن تيمية، فلم التشكيك بهذا، بل يوجد أحاديث ضعفها الألباني واعتذر عن ذكر ابن تيمية لها بصيغة الجزم!، مثل حديث لو خشع هذا لخشعت جوارحه كما في كتاب الإيمان وقد حققه الألباني..
ومن أشنع الأمور التي شكك بها الكاتب قوله:
 " وعُورة موضوع الكتاب " وهذا أمر نسبي، ومن لم يرتض بالبحوث الفلسفية سيجد ابن تيمية يتحدث طلاسم في بداية المنهاج، والرد على المنطقيين، وغيرها!.
وهكذا باقي حججه، لا تنهض للالتفات الجاد لها، فضلًا عن مناقشتها.
 والكتاب لابن تيمية، يعرف هذا من ربط محتواه بمؤلفات ابن تيمية الأخرى، وفيه جوانب لا يظهر أن غيره يقدر على الربط فيها بتماسك فلسفي مع باقي تراث ابن تيمية الفلسفي، خصوصا أن كتبه لم تكن منتشرة، فضلا عن هضم محتواها كمجموع.
ولذا أنا أتفق مع المحققين في نسبة هذا الكتاب لابن تيمية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق