3.15.2017

هناك مثلان أشهر من نار على علم

 

9 نونبر 2016

هناك مثلان أشهر من نار على علم


 يمكن أن تسمعهما عند أول نقد لك في حياتك لأي منظومة: " أن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام "، والثاني الذي يأتي كطقم مع الأول:" لا تكن كالذباب لا يقع إلا على الأذى "..
 
أولًا: المثل الأول صاحب الشمعة والظلام، يقال فيه هل الباطل مجرد ظلام؟ يعني أتفهم أن يكون هذا تشبيها، لكن أن يؤخذ بحرفية فهذا خبل، لأن الظلام هو عدم النور فحسب... يعني المبطل لو سكت يمكن أن نقول الظلام أمامه النور بحرفية في جانب الكلام لا في جانب ما يبطنه، لكن الباطل يتكلم ويؤلف وينتج، هو شيء موجود وليس مجرد عدم، مثال بسيط: زجاجة فيها خمر، هل ستقول لا تخرج الخمر حتى تضع بدلًا منها شيئًا غيرها من السوائل كالماء؟ حتمًا لا، إذن الموضوع ليس بصورة موجود أمام معدوم، بل موجود يصارع موجودًا.. مخزن فيه أدوات مهترئة هل سيقال أبق الأدوات هذه وأحضر فوقها غيرها..
 
هذا المثل يمكن أن يحور إلى جملة شعرية أخرى:" لا تبن مجدًا على جماجم الآخرين"، هل نحن في مسابقة غنائية؟ هذا لا أفهم هل المخطئ في مسألة 1+1 = 2، ستقول لا يا أخي لا تخطئه، لا تبن مجدًا ما هذه الصور الفنية المهترئة في هذه المواضيع!؟ ثم ما المشكل في قصة المجد والجماجم؟! فليكن، إن أصر على الأمثلة الاعتباطية هذه، كيف يكون التحرير، وكيف تكون الفتوح، وكيف تكون الثورات؟ شيء طبيعي أن يزول شيء لحساب غيره.
 
ثانيًا: الذباب لا يقع إلا على الأذى: ببسهولة الذباب يقع على الأذى وغير الأذى بالمناسبة، يمكن أن يأتي لأفخم المأكولات ويقع عليها، ولا أعرف هل قائله كان يعمل جارسونا في مطعم الذباب حتى يعرف ما الذي يقع عليه الذباب، ممكن أن يقع على أي شيء من الأطعمة، ثم الموضوع نسبي، فما تعتبره أنت أذى قد يعتبره هو أشهى أطعمته فالمثل لا علاقة لأهله بالنقد والقضية لكن قائله فقط يريد أن يشبه ناقده بالذباب هذه هي الحكاية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق