3.16.2017

المجمدات..

 

26 يناير 2017

المجمدات..


عادة ما يفضل الناس الطازج على المجمد في طعامهم، لكن ماذا عن أدمغتهم؟ تجده قام بدراسة نالت شهادة معينة، لا أنازع بأن شهادته ستجعله يحصل على وظيفة وموقع اجتماعي أرفع، ولكن هذا لا يسوغ أبدا عملية التجمد التي يحفظ بها نفسه عند تلك المرحلة، تتركه سنوات بعد تخرجه ثم تلقاه فلا تجد أي جديد، لقد تجمد من وقت تخرجه دون أن يحدد له تاريخ انتهاء صلاحيتها!.
فكيف إن كانت دراسته من الناحية المعرفية هزيلة، هذا ليس ذنبه بشكل شخصي، فالمنظومة تنتج مثله وتسمح بهذا الضعف المستشري، قال نيتشه يوما: " الطلاب يخشون معلميهم، ومعلموهم يخشون الرأي العام " بمعنى أن احتمال أي تجديد عبر تلك المنظومة ضعيف، لكن ما يحملونه فوق أكتافك لم يعط وكالة حصرية للدراسة النظامية حتى يتجمد عند مقرراتها، وعند منتجاتها!.
 
وفي الجانب العلمي كالطب مثلا تجد المنظومة التعليمية دقيقة نسبيا كون التعليم الفاشل يبرز عند أول الحالات الطبية، لكن ماذا عن غير هذا من علوم شرعية وفلسفة ولغة واجتماع إلخ.
إنهم يقتلون مجتمعات على مدى البعيد، لا يفعلونها مع فرد ينكشف به أمرهم، وقد أحسن من قال:
وقاتل الجسم مقتول بفعلته *** وقاتل الروح لا تدري به البشر!
 
إنها كوميديا سوداء يمثل هؤلاء على مسرحها، وهم يعيدون التلفظ بما قرروه في رسالة لهم، بحث تخرج، رسالة دكتوراه، مدى حياتهم كأنهم قالوها مرة واحدة وإلى الأبد.
إنها تصنع فيهم حمية الدفاع عن الوظيفة والموقع الاجتماعي لا حمية الدفاع عن الحق والمعرفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق