3.15.2017

الزومبي كتبرير ثقافي لجرائم الرأسمال

 

30 شتنبر 2016

الزومبي كتبرير ثقافي لجرائم الرأسمال


ليس حديثنا هنا عن أصول أسطورة زومبي (وهم شبه أموات يتحركون) من ناحية تاريخية، بل بما تم إعادة إنتاجه من هذه الأسطورة، عبر الأفلام والتي تحتل هوليوود فيها الصدارة، وروايات رعب، وألعاب افتراضية، أعادة توظيف تلك الأسطورة في الإطار الثقافي الرأسمالي.
 
الزومبي: هم بشر ليسوا أمواتًا، بل هم في حكم الأموات، لكنهم أحياء، إنهم مثلنا، تعيد كثير من الأفلام والروايات والألعاب سبب تحولهم إلى إفراز رأسمالي: تسرب إشعاعي، تجربة على البشر، تلوث كيميائي.. إلخ.
 
إنهم إفراز الرأسمالية، ولكن تنصب الإدانة فيما يتم إعادة إنتاجه من القصة لا على الرأسمال الذي أنتجهم، بل عليهم هم، إنهم مشوهو الخلقة، يلبسون أسمالًا كتلك التي تلف أجساد الفقراء، ثم هم يأكلون الناس العاديين.
 
عادة ما يكون الأبطال في صورة المحافظ في وجهة نظره النظام الحالي (موظف، جندي، مزارع.. إلخ )، إنه بصحة جيدة، إنه يتقن استعمال السلاح الحديث، إنه بلا شفقة على تلك الكائنات ولا يحتك بها البتة خوف أن تنقل إليه العدوى.. إنهم كائنات لا يمكن التفاهم معها فقط اصطياد رؤوسهم وتصفيتهم فحسب!
 
إن تلك الروايات التي أعادت إنتاج الزومبي، كأنها تشكل تبريرًا داخل مخيلة الغربي لحادثة هوروشيما التي أنتجت لنا نسبة هائلة من مشوهي الخلقة، وتدفع إلى تبرير ذلك بأن السلاح الحديث هو في الواقع الذي يمكنه القضاء على الزومبي.
 
إن صورة الزومبي وهم يتحركون عبر الشوارع مليئة بالإيحاء للمسحوقين والمسوخ التي تطحنها عجلة الرأسمال في حالة ثورة، حالة هياج وغضب، مع أنهم عزل في الواقع لكنهم يسببون عدوى، وهذا مرفوض!، ووقتها تجد دوما الجيش الأمريكي في جانب معادٍ لتلك المسوخ، إنهم يحاربونها بجدارة بكافة الأسلحة الفتاكة.
 
مجرد إضاءة.. مودتي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق