3.16.2017

تعليقات على كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام)

 

3 شتنبر 2016

تعليقات على كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام)

1

قال – أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم "
(
الرسالة الثانية من الإسلام، محمود محمد طه، الطبعة الثالثة، 1969، ص 10.)
 
هذا الحديث موضوع، و الصحيح هو الموقوف عن علي: "حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله"، وبينهما فرق كبير في المعنى، فالرسل تبلغ ما أرسلت به، وتبينه للأمة، بحيث لا يخفى على مجموعها، وليس في خطابها ما يجري على قوانين ابن رشد وابن سينا ومن نحا نحوهما من مخاطبة الناس على قدر عقولها، بحيث يخبرونهم بخلاف الواقع للمصلحة!، وحاول كثيرون أن يستدلوا لفلسفتهم بالحديث الموضوع بحيث يقولون: ما نقوله عنته الرسل، لكنها لم تكن لتجرؤ على قوله أمام الناس مراعاة لعقولهم، فالجنة الحسية للجمهور مثلًا، أما العلماء الراسخون فيعلمون أنه لا يوجد جنة حسية، وهذه بوابة للقرمطة والباطنية.

2

" أليس هو القائل: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا؟"
(
الرسالة الثانية من الإسلام، محمود محمد طه، الطبعة الثالثة، 1969، ص21.)
 
نعم ليس هو القائل، وأقصى ما فيه أنه مروي عن عمر ومع ذلك ففيه ضعف.

3

"لقد جعل المعصوم الدين كله في هذا المجال فقال: الدين المعاملة "
(
الرسالة الثانية من الإسلام، محمود محمد طه، الطبعة الثالثة، 1969، ص 400.)
هذا ليس بحديث.

4

" الحرية في الإسلام مطلقة، وهي حق لكل فرد بشري من حيث إنه بشري بصرف النظر عن ملته أو عنصره "
(
الرسالة الثانية من الإسلام، محمود محمد طه، الطبعة الثالثة، 1969، ص 411.)
هذا الكلام باطل، فلا يوجد نظام وفي نفس الوقت حرية مطلقة للفرد!، فكلمة نظام بحد ذاتها مناقضة للإطلاق الذي يزعمه، فذا لم تقله لا اللبرالية على انفتحاها ولا غيرها، فالإطلاق يعني عدم التحديد بأي محدد قط، يقول ول ديورانت أول شرط للحرية هو تحديدها، وكلامه صحيح، إذ الحديث عن المطلق لا يعني أي شيء لاتساعه الفظ، فإن كان س حرا مطلقا، و ج حرا مطلقًا إذن يحق للجميع فعل ما يشاؤونه! وهل هذا إلا ما جاء الدين لحربه أي الطغيان والهوى، والبغي بغير الحق! فكيف بعدها ينسب الأمر إلى الإسلام، ألم يقرأ في القرآن فعل إبراهيم مع الأصنام!؟ وهو الذي وصفه القرآن بأنه كان حنيفًا مسلمًا فأين حرية قومه المطلقة بصرف النظر عن ملتهم؟!

5

" قال المعصوم: تخلقوا بأخلاق الله "
(
الرسالة الثانية من الإسلام، محمود محمد طه، الطبعة الثالثة، 1969، ص 433.)
ذا حديث لا أصل له، ومعناه مأخوذ عن أفلاطون بقوله في المحاورات: بالتشبه بالله على قدر الطاقة، ثم انتشر هذا القول عنه فيما بعد ليكرره الكندي في رسائله وغيره فيما بعد، ثم صنع حديثًا!

6

" الحق في هذا الأمر، أن للقرآن ظاهرًا وباطنًا، فظاهره عني بظواهر الأشياء، وباطنه قام على الحقائق المركوزة وراء الظواهر، ثم اتحذ في نهجه التعليمي، الظواهر مجازًا يعبر منها العارف إلى البواطن "
(الرسالة الثانية من الإسلام، محمود محمد طه، الطبعة الثالثة، 1969، ص 74.)
هنا يتضح منهج محمود طه الباطني، وهو في أساسه يعود بجذوره إلى أفلاطون، فأفلاطون رأى أن ما نشاهده في هذه الدنيا هو مجرد أشباح، وأن الحقائق وراء هذه المحسوسات، وأن العلم والحق في غير المرئي أي وراء الظواهر.
 
واعترض على هذا كثيرًا، فما هي الحقائق لو حذفنا الظواهر المحسوسة؟ ماذا يتبقى لو حذفنا حرق النار ولونها وشكلها من النار في الواقع!؟ 
لذا كانت بعض الردود تقول إن حقيقة الشيء ما هي إلا مجموع ظواهره وليست شيئًا وراء الظواهر.
 
على أي حال، النصوص القرآنية الظاهرة محكمة، ومن قال بوجود باطن = ينقض الظاهر، فقد خرم الاستدلال بكل الأدلة الشرعية، والتحق بصنف الباطنية والقرامطة.
 
والفرق بين الباطنية وبين إشارات الصوفية، أن الصوفية قالوا بباطن محتكم للظاهر لا ينقضه، والباطنية قالوا بظاهر هو مجرد مجاز يمكن نقضه بحقيقة الباطن!

7

" ليس الاختلاف بين الإيمان والكفر اختلاف نوع، وإنما هو اختلاف مقدار، فالمؤمن علمه أكثر من الكافر.. أو قل إن المؤمن يطيع الله وهو عالم بذلك، والكافر يطيع الله وهو جاهل بذلك "
(
الرسالة الثانية من الإسلام، محمود محمد طه، الطبعة الثالثة، 1969، ص 80 – 811.)
هذا الكلام باطل، ومرده التحاكم إلى تعريف جهم بن صفوان للإيمان، بأنه معرفة، والكفر جهل!، وهذا باطل تنقضه النصوص الشرعية، منها قوله تعالى: "يعرفونه كما يعرفون أبناءهم" فأثبت لهم المعرفة ونفى عنهم الإيمان، كذلك قوله تعالى: "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين "، فهؤلاء استيقنت أنفسهم الحق ولكنهم جحدوه!

8

" كانت الشجرة التي نهي عنها هي نفسه، في الباطن، وزوجته في الظاهر، فلم يحسن التصرف في حريته فيؤثر أمر الله على أمر نفسه، وإنما اختار نفسه عن ربه، وفسق عن أمره، واتصل بزوجته، فصودرت حريته ".
(الرسالة الثانية من الإسلام، محمود محمد طه، الطبعة الثالثة، 1969، ص 88.)
هذا الكلام قرمطي، والشجرة المنهي عن أكلها ليست هي نفسه! وهذا طعن بالعدل، فمن نهى عن أكل شجرة، ثم قال قصدت نفسك! يكلف المخاطب ما لا يطاق، فيمكن أن يقول قصدت غير نفسك بحكم الباطن فهذه فيها احتمالات هائلة، ثم إن آدم لم تصادر حريته كما يقول هذا الرجل! والعجب أنه يقول إن آدم صودرت حريته بنزوله إلى الأرض، وهو نفسه القائل بأن الإسلام قال بحرية الفرد المطلقة فكيف يجتمع هذا في ذهنه!
 
بقي أن يقال يظهر في هذا التفسير شيء من النفس النصراني، بجعل الاتصال بالزوجة لوثة أو إثم! لتبرير الرهبنة، وقد وقفت في كتاب: (آذان الأنعام) على نحو هذا التفسير أيضًا بتفسير الشجرة بالجنس!، والنصوص لم تأت بهذا البتة، ولا تدل عليها الأدلة المعتبرة.

9

" أول مخلوق بشري قائم على الخط الفاصل بين الحيوانية والإنسانية، وتصورته رأس سهم التطور، فقد تصورت آدم الخليفة في الأرض "
(الرسالة الثانية من الإسلام، محمود محمد طه، الطبعة الثالثة، 1969، ص 922.)
وأنا أقرأ هذا الكلام ذكرني بسطور كتاب (آذان الأنعام )، والواقع أن هذا الكلام إساءة فهم للنصوص الشرعية، وإساءة فهم أيضًا لنظرية داروين في النشوء والارتقاء، متى حمل التطور هنا على تلك النظرية.
 ونظرية داروين لا تجعل التطور يتبع قفزة مباشرة، ورد داروين في كتابه (أصل الأنواع) على هذا التصور وقال بان التطور يسير ببطؤ وتدريج، ثم إن التطور يكون في النوع، لا أن التطور من فرد كـ آدم، وأعقبه نسل مختلف عن سابقه، أما في النصوص فذا ظاهر جدًا.

10 " الحرية حق طبيعي "

Haut du formulaire
 (الرسالة الثانية من الإسلام، محمود محمد طه، الطبعة الثالثة، 1969، ص 142.)
يذكرني هذا الكلام برسالة عدنان إذ يدور حول ما سمي بقانون الحق طبيعي!، وهو دأب الفلسفات التي نصرت البرجوازية ككانط وروسو ولوك، وغيرهم فترة من الدهر، على أي حال كنت بالأمس قد نقدت هذا المبدأ في أحد الحوارات، وأعيده هنا:
1-إن تقييم أفعال الإنسان وأقواله من ناحية أخلاقية = بالرد إلى ما هو طبيعي وغير طبيعي مشكل جدا، ويتجاوز مفهوم التطور والتغير في نظرة الإنسان وظروفه، فما يعتبر طبيعيا يوما لا يعتبر طبيعيا في غيره، فليس من الطبيعي في فترة ما من حياة البشر طبخ اللحم! وإلى اليوم توجد قبائل تأكل اللحم كما هو، كما حصلته من الطبيعة، فما المعيار، اليوم نقول من الطبيعي أن نطبخ الطعام، إذن هناك تطور وتغير في نظرة الإنسان، فاعتبار فعل ما طبيعي أزلا وفي كل حين، يسقط من اعتباره التطور والتغير الذي يجري على حياة البشر.
 
وقد كان كثير من الفلاسفة الذين يخدمون البرجوازية يصورون الأمر وكأن الحق الطبيعي ذا شيء ثابت أزلا وسيظل أبدا، وهنا تكمن المشكلة، إذ إن مبررات الثورة البرجوازية كانت على السلطة المطلقة، التي كانت تتبجح بالحق الإلهي وتعتبره شيئا أزليا وسيظل دائما، ولكن هذا لم يسعفها، فجاءت الثورة البرجوازية متمثلة في الثورة الفرنسية 1789، لتطيح بالنظام الملكي، وتدحر السلطان الكنسي، وتبين كذب فلسفات الحكم القديم، لكنها هي نفسها لما تسلك نفس التبرير بالحق الطبيعي، هو وجه آخر لما سمي (بالحق الإلهي) في الحكم الذي لم يستمر أبدا، ولا تسعفه الشواهد التاريخية أنه كان أبديًا مدى العصور.
2-قد يكون الشيء طبيعيا، ولكنه غير صحيح أخلاقيا! فمثلا عندما تنكسر يد إنسان، ليس من الطبيعي أن نرجع الكسر! فالوضع الطبيعي أن نبقيه كما هو، لكننا نغير الطبيعة لتحصيل الجيد، وهذا أمر عام في كثير من تصرفاتنا، يحدث حريق، أو فيضان، نسارع بتغيير ما يمكن تغييره مما حصل من الطبيعة ونعتبر أن وقوف إنسان يتفرج على آخر يغرق بأنه يسلك سلوكا غير أخلاقي مهما تعلل بأن ما يحدث شيء طبيعي (فطبيعي أن يموت ناس عند ارتفاع المد، أو عندما يضرب الساحل موجة تسونامي)! فلا نريد أن نخلط بين الواجب والواقع، هذا كله إذا سلمنا الواقع.

11

لنرى كيفية تعامل محمود طه مع النصوص والإسلام الذي يتكلم باسمه انظر ماذا يقول:
"
الجهاد ليس أصلا في الإسلام"!
(
الرسالة الثانية من الإسلام، محمود محمد طه، الطبعة الثالثة، 1969، ص 142 )
لماذا؟ 
يجيب:
"
الحرية حق طبيعي "
إلى أن يقول: " هذا الأصل هو أصل الأصول".
 
فانظر كيف يتعامل، يؤصل فلسفيا لقضية، ثم ينسبها إلى الإسلام دون حاجة لإثبات ذلك بأي نص، ثم يأتي للمنصوص عليه، ويخرجه على قواعده التي أصلها، وهذا إشكال يقع فيه أهل الهوى.

12

" الحجاب ليس أصلا في الإسلام، والأصل في الإسلام السفور "
(الرسالة الثانية من الإسلام، محمود محمد طه، الطبعة الثالثة، 1969، ص 158 )
لا مقدمات ولا أي بحث، محمود يعطي آراءه، ويقول هي الأصل في الإسلام!

13

" المسلمون كأمة لم يجيئوا بعد "!
(الرسالة الثانية من الإسلام، محمود محمد طه، الطبعة الثالثة، 1969، ص 168.)
ابتكار للإسلام، ثم النتيجة الحتمية تكفير من لم يقل بقوله!

14

محمود محمد طه، يعتبر الاشتراكية التي يدعو لها هي اشتراكية علمية، بخلاف ماركس فقد وقع في أخطاء في تحليله بنظره، واشتراكيته العلمية = ادركها أصحابنا الصوفية! على قوله.
اشتراكيته زيادة خبرة = عدالة في التوزيع!
 
قمة الأفيونية في الطرح، طوباوية قليل عليها.. كأنه يوجد هناك خلاف بين كائنين عاقلين على الخبرة والعدالة، السؤال ما هي!

15 الاشتراكية العلمية الجديدة، عند محمود طه:

 " الاشتراكية هي ثمرة النزاع الطويل بين العندهم والما عندهم، في الصعيد المادي، فإن الديمقراطية هي نتيجة الصراع بين العندهم والما عندهم في الصعيد السياسي."
(الرسالة الثانية من الإسلام، محمود محمد طه، الطبعة الثالثة، 1969، ص 181 )
وانت من اللعندهم ولا الما عندهم!

16

" الإسلام سلّم لولبي، أوله عندنا في الشريعة الجماعية، وآخره عند الله، حيث لا عند، وحيث لا حيث."
(
الرسالة الثانية من الإسلام، محمود محمد طه، الطبعة الثالثة، 1969، ص 2033 )

أي كلام والسلام!
يعني لو واحد قال هو مثلث لولبي أو دائرة مخروطة ينفع أيضا ً!؟
طيب ركز على قوله آخره = عند الله.
بعدها استدرك: حيث لا عند!
بعدها استرك: حيث لا حيث!
 
طيب قلت الجملة لماذا من البداية بما أنك لست مقتنعًا بها!؟ ثم تنفيها بالاستدراكات
!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق