3.15.2017

نفي مفهوم السببية موضوعيًا..

17 شتنبر 2016

نفي مفهوم السببية موضوعيًا.. 

هو أكبر مؤثر في عقلية البلاهة التصوفية التي تحيط بكثير من المنتسبين إلى العمل الإسلامي، بحيث لو استغله غيره لما افترض أصلًا وجود من يستغله، فمن يدخل آلة رصد للمعادن، ويكون محملًا بالأدوات المعدنية، ولا تزعق الآلة عليه، بل قد تكون مفصولة عن الكهرباء لتشغيلها، سيفترض بداية أن الله منعها من العمل كرامة له، ولن يفكر مرتين في افتراض وجود من يوظف عمله، ومن يريده أن يعمل!
إن دعمه الأمريكان قال بهائم سخرها الله! ونحن ندرك أن واحدًا منهما تم تسخيره!
إن تجاوز كافة الحدود سيقول أعماهم الله، ولن يفترض وجود من يريد لهم التعامي في واقع الحال!
فالإنارة دون كهرباء = كرامة = كفرضية أولية!
فمن الذي ساهم في هذا؟
 
يقول البيجوري:
" من اعتقد أن الأسباب العادية كالنار والسكين والأكل والشرب تؤثر في مسبباتها كالحرق والقطع والشبع والري بطبعها وذاتها فهو كافر بالإجماع، أو بقوة خلقها الله فيها ففي كفره قولان، والأصح أنه ليس بكافر بل فاسق مبتدع "
(حاشية البيجوري على جوهرة التوحيد، حققه وعلق عليه: علي جمعة، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى: 1422 هـ - 2002 م، ص 168.)
هذا وأمثاله بعث الملاحدة على التذمر الذريع من وصف الإيمان، كمرادف للبلاهة، وتحديدًا البلاهة السياسية، ومن هنا يقول نيتشه:
"الكاهن يعرف خطرا واحدا فقط: العلم، والمفهوم السليم للسبب والنتيجة."
(عدو المسيح، فريدريك نيتشه، ترجمة جورج ميخائيل ديب، دار الحوار، الطبعة الثانية، ص 139.)

ومن هذا المعنى حكم ماركس أن الدين أفيون الشعوب!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق