3.16.2017

الحاجّة إلى السّلام

 

17 فبراير 2017

الحاجّة إلى السّلام


من 1953، إلى 1981، قطعت امرأة تطلق على نفسها (الحاجّة إلى السّلام) 255 ألف ميل سيرًا على الأقدام، من أجل (السلام)، خرجت ولم تكن تحمل معها ماءً ولا طعامًا مقسمة ألا تشرب ولا تأكل إلا مما يجود به الناس عليها، لتختبر محبتهم للسلام!، وبحق قطعت مسيرتها، دون أن تجوع أو تظمأ، وتبرع الناس لها بماء وطعام.
 
كتبت كتابًا بعنوان (خطوات نحو سلام داخلي )، ترجم إلى عربية ركيكة لا تعترف بالنحو ولا الصرف، مفاد الكتاب الربط بين السلام الخارجي والسلام الداخلي، بزرع أن الله محبة في قلوب البشر.
 
وألا تفرقهم لا ديانة ولا مذهب سياسي، ولا شيء، الكتاب عبارة عن إعادة صياغة لمواعظ (الأحد) في الكنائس، وأنا أقرأ لها تساءلت، ما العلاقة بين أن تسير 25 ألف ميل سيرًا على الأقدام، وإقرار السلام!؟ تذكرت كلمات نيتشه: الكاهن لا يعرف إلا خطرًا واحدًا: العلم، والعلاقة بين السبب والنتيجة.
 
أما التعلق بالمحبة والسلام، فهي مراهنة كنسية على ما في هذه الكلمة الغامضة في النفس من فعلها، فتعطّل أي عقل نقدي، لحساب مشاعر تغيب العقل تمامًا!، إلى أن تستغل لمآرب حزبية أو سياسية، فرجال محاكم التفتيش كانوا يقولون إن الله محبة أيضًا!.
 
أما أن الناس تصدقوا عليها، فبحق: ما الحاجة لأن تموت عجوز من الجوع والظمأ بقطع النظر عن أي هراء في ذهنها!؟ 
 
فلو كنت هناك حتمًا سأتصدق بشيء، وإن كنت لا أرى أي حاجة لفعلها سوى الطهرانية بالربط بين جلد الذات، وتغيير الوجود!.
تعرفت على سيرتها من أنصار (المعلم): أوشو، فقد احتفوا بفعلها وكتاباتها.
 
لم تكن تقبل صدقات غير الأكل والشرب، مع أنها قبلت أموالًا على حسابها، وقالت إنها ستصرفها على الطباعة والنشر من أجل السلام: كتبها تعني!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق