3.16.2017

عملية الاستجداء المعرفي

 

2 مارس 2017

عملية الاستجداء المعرفي  


 كثيرًا ما نسمع هذه الحجة البائسة: الأشعرية كانوا روّاد الحديث، انظر مثلًا تدريب الراوي للسيوطي، والسؤال الذي يطرح نفسه، إلى أي درجة ينبني علم الحديث على الأشعرية (كمجموعة أطروحات كلامية = ولا أقول أطروحة واحدة)؟!
 
بحيث لو أسقطنا أشعرية المرء نفسه، لما نقص ذلك من الموضوع من شيء، مثلًا، النحو، هل يلزم من كون فلان عالمًا بالنحو، أي دلالة على كونه مسلمًا أصلًا، هذا لا يلزم.
ومن نفس المشكاة يقال، السيوطي ألف في كثير من المواضيع، كالوشاح في النكاح، وكذيله نواضر الأيك في معرفة..، وابن كمال باشا ألف (رجوع الشيخ إلى صباه)، وهو ممن يعظمهم متأخرو المنتسبين للأشعري، وفودة له تحقيق على رسالة لابن كمال هذا في الفروق بين الأشعرية والماتريدية جعل كل خلاف حقيقي بينهما مجرد خلاف لفظي، وقد لمزهم بفعله هذه، أن يكون صراعهم لقرون على مجرد خلاف لفظي!، فأي عقلاء هؤلاء الذين يتصارعون بينهم على مماحكات لفظية بل يدونون للأجيال تلك الخلافات!، أي فراغ إذن عاشته عقولهم؟
نرجع إلى الموضوع: هل يلزم من هذه المشاركات أن يكون الأشعرية روّادًا في الأدب الإباحي مثلا؟!
 
كتاب نواضر الأيك ثابت النسبة عن السيوطي، وقد نسبه إلى نفسه في كتابه (المستطرف من أخبار الجواري) فإن كان الموضوع بهذا الاستكثار فليكن في كل وادٍ، وإلا بطل اعتماده كعلامة فارقة على إبداع امرء في الحديث بوصفه أشعريًا!.
 
مودتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق