3.15.2017

أفلاطون نفى أن يكون الله يمكن رؤيته بالحس إنما يرى رؤية عقلية

 

10 نونبر 2016

أفلاطون نفى أن يكون الله يمكن رؤيته بالحس إنما يرى رؤية عقلية 

وهذا أثر بعده في الفلاسفة كأرسطو، ثم تمت الترجمة واتحدت بعلم الكلام على يد المعتزلة الذين نفوا رؤية الله يوم القيامة رؤية حقيقة.
وتسلل هذا الموقف إلى الأشعرية والماتريدية..
 
مقطع من كتابي القادم بإذن الله (نظرية ابن تيمية في المعرفة) يبين اضطراب القوم في تعريف العلم حتى لا يكتشف أن مقولتهم في الرؤية مجرد إثبات للعلم:

" كتب الكلام تعبر عن هذا المضمون بعبارات أقل قربًا من النصوص الأصلية في الترجمة، ويظهر أنهم تعلموها من غيرهم، فبـ "انقطاع وجوه الوصول إلى معرفته من طريق الحواس " كانت عبارة الماتريدي، ولما كان "الله يتعالى عن وصف الحد " عنده، وكان يثبت في نفس الوقت أن الله يُرى يوم القيامة مخالفة للمعتزلة، ما هي هذه الرؤية عنده؟ يقول:
 "
يُرى بلا وصف قيام وقعود، واتكاء وتعلق، واتصال وانفصال، ومقابلة ومدابرة، وقصير وطويل، ونور وظلمة، وساكن ومتحرك، ومماس ومباين، وخارج وداخل ولا معنى يأخذه الوهم أو يقدره العقل، لتعاليه عن ذلك."!
 
بمعنى آخر لا يوجد أي مُعطى عن طريق الحواس ولا أي انعكاس في الذهن! ومن نفى الرؤية لا يزيد على هذا المعنى.
 
والماتريدي نفسه يقول: " الأسماء لا منافع لها ولا مضار بها على أهلها، إنما المضار والنافع في حقائق ما لها الأسماء."
 
ويشرح ابن فورك مذهب الأشعري في الرؤية التي يثبتها فيقول في تعريفها: " الرؤية إدراك المرئي على ما هو به، كما أن العلم تبين للمعلوم على ما هو به."
 
وهذا مجرد تنويع في العبارة، فلو وضع تعريفه للرؤية بدل تعريفه للعلم، وبالعكس ما اختلف المعنى، ولقد لمح الأشعري مماثلة قوله في الرؤية للعلم، ولذا قال في تعريفه للعلم: " حقيقته ما به يعلم العالم المعلوم "!.
 
في ابتعاد عن أي تعريف يكشف اتفاق الرؤية التي يثبتها للعلم!، وقد انتصر الجويني لهذا التعريف وقال عنها: " هذا حد للعلم صحيح "، وهو الأمر الذي لم يرض به الغزالي، فقال ناقدًا هذا التعريف:"إنه مساوٍ له في الخلو عن الشرح"، " أما (العالِم) و(يعلم) فهما مشتقان من نفس العلم، ومن أشكل عليه المصدر، كيف يتضح له بالمشتق منه، والمشتق أخفى من المشتق منه؟! وهو كقول القائل في حد الفضة: إنها التي تصاغ منها الأواني الفضية."
 
وقد عرف الجويني العلم في كتاب آخر بقول: " العلم معرفة المعلوم على ما هو به ".
 
في ابتعاد عن استعمال لفظ "إدراك" وإلا اتفق مع معنى الرؤية عندهم، في حين أن شارحه "ابن الفركاح" قال: " يعني أن يدرك الإنسان الشيء إدراكًا مطابقًا لما ذلك الشيء عليه "، وهذا يصدق على تعريف الرؤية عندهم أيضًا، وعليه يصير معنى كل نص فيه علم مرادفًا للرؤية!.
 
أما الرازي فرأى عدم الحاجة إلى تعريف العلم أصلًا، فقال: "الحق أن ماهية العلم متصورة تصورًا بديهيًا جليًا، فلا حاجة في معرفته إلى معرف ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق