7 ديسمبر 2016
من فضل علم محمد ناصر
الدين الألباني
كثيرة
هي الشخصيات العلمية التي تفقد مكانتها العلمية بعد تجاوز عصرها، فكما هو معلوم
فإن العلم يتراكم، وفي هذا العصر تكاثرت المخطوطات التي طبعت، والتي ظهرت، ولم تكن
ميسورة في بداية القرن، ولا نصفه حتى، بل كثير من المخطوطات تكتشف حينًا بعد حين،
ولما يحصل تقييم لرجل عالم في شأن ما، يقولون كثيرًا هذا ما كان ميسورًا في عصره
فهو تحرك في عصره، وقلة هم الذين يحتفظ بجانب كبير من طرحهم بمكانته بعد مضي زمن
لا بأس به على انتشار ما قاموا به والبناء عليه وتجاوزه.
لكن الألباني لا يزال يحتفظ بمكانته العلمية بعد سنوات طويلة من جهوده في الحديث وتصنيفه في العديد من المسائل الفقهية، إن فضل علم الألباني يظهر بشكل أساسي عندما ننظر إلى حال كثير من الأكاديميين في العلوم الشرعية، ولا يزالون يذكون الأقوال المجردة، قال الجمهور وقال أحمد، قال الجمهور قال أبو حنيفة، ويسكتون، هذه الطريقة إلى اليوم تعمل، وخبرتها في كلية الشريعة التي تخرجت منها، لا يكاد يخرج المدرس عن ذكر الأقوال ثم يسكت إلا لمامًا، ونادرًا ما يرجح أو حتى ينبه الطلاب على أهمية الترجيح.
الألباني الذي رفض أن يعرّف بالإمام، أو حتى العالم، بل وصف نفسه بطالب علم، هذه لا نزال بحاجتها إلى اليوم، طلب العلم يعرف أهمية التواضع العقلي، في وقت تتوزع فيه الألقاب العلمية كما وزعت من قبل ألقاب الآغا والباشا والأفندي!.
لقد كشف الألباني عن بؤس عارم في الكليات الشرعية، من حيث عدم الاهتمام بالدليل وأهميته في بناء الأقوال الفقهية، بل لا يزال إلى اليوم من يحمل لقبًا جامعيًا ويقول لك اختلف العلماء ويسكت، دون تمحيص، ودون استدلال، ودون معرفة المآخذ للفقهاء.
يفتي في مسألة فإن طولب بالدليل دهش، وكأن المرء يسأله عيبًا أو سرًا كهنوتيًا!، ولا يقال هنا تبريرًا إن العامي لا يطلب من العالم دليلًا فهو لا يفقهه، فهذه الطريقة تجدها في كليات تدرّس الشريعة، يدرس سنوات ليقول في الختام لا أعلم أنا مجرد مقلد أتبع دكاترتي، وسأتصل بهم!، ولعل الدكتور يقول له عذرًا فشبكة الانترنت منقطعة عندي! ارجع بعد عودتها!
لقد ربط الألباني المسائل الشرعية بكتب العلماء السابقين، وكتب الحديث تحديدًا، وكان هدفه تسهيل هذه العلوم على الناس، وتنبيههم لضرورتها، وكثيرة هي المراجع التي عرفها الطلاب من طريقه، أو نبههم على ضرورة استدلال لترجيح مسألة فقهية.
بهذا الإطار يفترض أن يقارن الألباني، مع كثير من الذين وصفوا بالعلماء في عصره، في وقت انتشرت فيه الأمية الدينية في كثير من المناطق، فالألباني لم يبعث في عصر البخاري ولا أحمد حتى يتم المقارنة بينه وبينهم!، بل بعث في عصر تزج به الأقوال زجًا باسم الله، ولا يحق لأحد أن يطالب القائل مستنده في إثبات حكم لله في هذا! عند كثير من المفتين.
بالنسبة للفقه، فللألباني فضل كبير على المدرسة (السلفية) تحديدًا، في إبراز أقوال لعلماء كادت أن تندثر بين ترجيحاتهم، على سبيل المثال كشف الوجه واليدين للمرأة، له أخطاؤه بطبيعة الحال كأي عالم، ولكن الجهود العظيمة تستلزم دومًا الأخطاء، ويفترض البناء على جهد السابق، ومن هنا يكون قد مهد لمن بعده.
كم هي الأحاديث الموضوعة التي حاربها الألباني، وكانت تقال دومًا على المنابر؟
كم هي الجهود التي نشرها في عز وقت اضمحلالها؟!
والمطالع حولنا يجد أن مكانة الألباني لا تزال حاضرة بقوة، وأعماله لا يمكن تجاوزها لطالب علم، وإن كان لا بد من مقارنة فليقارن بـ (فقهاء عصره) و(محدّثي زمانه).
لكن الألباني لا يزال يحتفظ بمكانته العلمية بعد سنوات طويلة من جهوده في الحديث وتصنيفه في العديد من المسائل الفقهية، إن فضل علم الألباني يظهر بشكل أساسي عندما ننظر إلى حال كثير من الأكاديميين في العلوم الشرعية، ولا يزالون يذكون الأقوال المجردة، قال الجمهور وقال أحمد، قال الجمهور قال أبو حنيفة، ويسكتون، هذه الطريقة إلى اليوم تعمل، وخبرتها في كلية الشريعة التي تخرجت منها، لا يكاد يخرج المدرس عن ذكر الأقوال ثم يسكت إلا لمامًا، ونادرًا ما يرجح أو حتى ينبه الطلاب على أهمية الترجيح.
الألباني الذي رفض أن يعرّف بالإمام، أو حتى العالم، بل وصف نفسه بطالب علم، هذه لا نزال بحاجتها إلى اليوم، طلب العلم يعرف أهمية التواضع العقلي، في وقت تتوزع فيه الألقاب العلمية كما وزعت من قبل ألقاب الآغا والباشا والأفندي!.
لقد كشف الألباني عن بؤس عارم في الكليات الشرعية، من حيث عدم الاهتمام بالدليل وأهميته في بناء الأقوال الفقهية، بل لا يزال إلى اليوم من يحمل لقبًا جامعيًا ويقول لك اختلف العلماء ويسكت، دون تمحيص، ودون استدلال، ودون معرفة المآخذ للفقهاء.
يفتي في مسألة فإن طولب بالدليل دهش، وكأن المرء يسأله عيبًا أو سرًا كهنوتيًا!، ولا يقال هنا تبريرًا إن العامي لا يطلب من العالم دليلًا فهو لا يفقهه، فهذه الطريقة تجدها في كليات تدرّس الشريعة، يدرس سنوات ليقول في الختام لا أعلم أنا مجرد مقلد أتبع دكاترتي، وسأتصل بهم!، ولعل الدكتور يقول له عذرًا فشبكة الانترنت منقطعة عندي! ارجع بعد عودتها!
لقد ربط الألباني المسائل الشرعية بكتب العلماء السابقين، وكتب الحديث تحديدًا، وكان هدفه تسهيل هذه العلوم على الناس، وتنبيههم لضرورتها، وكثيرة هي المراجع التي عرفها الطلاب من طريقه، أو نبههم على ضرورة استدلال لترجيح مسألة فقهية.
بهذا الإطار يفترض أن يقارن الألباني، مع كثير من الذين وصفوا بالعلماء في عصره، في وقت انتشرت فيه الأمية الدينية في كثير من المناطق، فالألباني لم يبعث في عصر البخاري ولا أحمد حتى يتم المقارنة بينه وبينهم!، بل بعث في عصر تزج به الأقوال زجًا باسم الله، ولا يحق لأحد أن يطالب القائل مستنده في إثبات حكم لله في هذا! عند كثير من المفتين.
بالنسبة للفقه، فللألباني فضل كبير على المدرسة (السلفية) تحديدًا، في إبراز أقوال لعلماء كادت أن تندثر بين ترجيحاتهم، على سبيل المثال كشف الوجه واليدين للمرأة، له أخطاؤه بطبيعة الحال كأي عالم، ولكن الجهود العظيمة تستلزم دومًا الأخطاء، ويفترض البناء على جهد السابق، ومن هنا يكون قد مهد لمن بعده.
كم هي الأحاديث الموضوعة التي حاربها الألباني، وكانت تقال دومًا على المنابر؟
كم هي الجهود التي نشرها في عز وقت اضمحلالها؟!
والمطالع حولنا يجد أن مكانة الألباني لا تزال حاضرة بقوة، وأعماله لا يمكن تجاوزها لطالب علم، وإن كان لا بد من مقارنة فليقارن بـ (فقهاء عصره) و(محدّثي زمانه).
مودتي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق