3.16.2017

عن كتاب (المعرفة في الإسلام مصادرها ومجالاتها) لمحمد القرني

 

16 يناير 2017

عن كتاب (المعرفة في الإسلام مصادرها ومجالاتها) لمحمد القرني

كتب عبد الله بن محمد القرني (المعرفة في الإسلام مصادرها ومجالاتها)، ولما تعرض للمثالية والمادية قال: " الوجود الروحي... ينكره الماديون "، وهذا غير صحيح بل يجعلونه تابعًا للوجود الموضوعي المحسوس الذي يصطلحون عليه بـ "المادة"، ويغفل عن قوله قبل صفحة عن الماديين: " الوجود المادي هو الأصل، وإن الوجود الذهني أو الروحي مجرد انعكاس له"، فأين هذا من قوله ينكرون الوجود الروحي؟ ويحاول إيجاد حل يتجنب فيه الانحياز للمادية أو المثالية، فيقول: " الحقيقة أن القول بأنه لا خيار في تفسير طبيعة المعرفة إلا بالقول بأحد هذين الاتجاهين المثالية أو المادية مجرد مصادرة لا دليل عليها."
 
فكيف سيحل هو هذه المشكلة؟ يختصر الأمر بقوله: " خطأ هذين الاتجاهين في طبيعة الوجود والمعرفة هو إنكارهم لوجود الخالق، فإن حل ما وقعوا فيه من إشكال واضطراب إنما يكون بالإقرار بوجوده تعالى، بحيث يكون الوجود المادي والذهني مخلوقان لله تعالى فلا يفسر وجود أحدهما برده إلى الآخر، وإنما يفسر وجود كل منهما بكونه مخلوقًا لله تعالى، وعلى هذا الأساس تنتفي شبهة كل من المثاليين والماديين ".
 
فمجرد الإقرار بوجود الله يفترض أن تتهافت دعاوى المثاليين والماديين، ويغفل عن قوله في نفس الصفحة: " ذهب الفارابي وابن سينا إلى تفسير الوجود تفسيرًا مثاليًا، حيث أنكرا أن يكون لله وجود متعين "، فها هي المثالية تطل من جديد وإن اعترفت بوجود الله عز وجل، وليس الأمر خاصًا بالفارابي وابن سينا حتى يضع قيدًا يقول: " أنكرا أن يكون إيجاد الله للكائنات عن إرادة واختيار، بل هو عندهم بطريق الفيض الضروري، فلا يكون الله على هذا خالقًا للكائنات "، فهذا محض إلزام، يمكن أن يلزم به غيرهما ممن قال بعدم قيام الحوادث بالله، ولازم المذهب ليس بمذهب، والمثالية كثيرًا ما آمنت بوجود إله من أفلاطون وأرسطو إلى هيجل، فهل بمجرد اعتقادهم بوجود إله سينفي عنهم مثاليتهم!، والمثالية كثيرًا ما لبست لباس الإيمان سواء في فرق إسلامية، أو حتى نصرانية، وهذا لم ينف عنها مثاليتها، ولم يكن الإله الذي زعمته سوى إلها مثاليًا وجوده في الأذهان الأعيان، فلا تحل المشكلة الأساسية في الفلسفة بحل اعتباطي يزعم أن الإيمان بالله سيحل الأمر كما زعم القرني.
...

عبد الله القرني يحل المشكلة الاساسية في الفلسفة بالنزاع بين الحل المثالي والمادي بحل سحري: الله خلقهما، وبذا تنتهي الحكاية.
 
ويكفي لتصور جدية حلّه للمشكلة الفلسفية بتصور قوم اختلفوا أيهما يسبق الآخر نوح أم عيسى، فيقول تحل المسألة بقولنا خلقهما الله!، ثم اختلفوا هل وجود الله يقبل الحس أم لا؟ الله خلق الحس وعدمه، هل هكذا تبحث المسائل الفلسفية؟!
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق