3.15.2017

ماركس ابن كلب! ولكن...

 

24 أكتوبر 2016

ماركس ابن كلب! ولكن...


 عادة في أي نقاش حول الرأسمالية يبدأ تسميع المحفوظات، الماركسية فشلت في بلدها، ماركس يهودي، بروتوكولات حكماء صهيون قالوا عن الاشتراكية كذا، الإلحاد، جرائم السوفييت، تسمع هذا الكلام من أي رأسمالي.. ويفترض جدًا أن تسمعه من أي إسلامي.
حسن، تبًا لماركس، ولعنه الله وفي الجحيم مقره إلخ! لكن..
 
هذا الرجل قال لنا الأمر كالتالي: الرأسمالية لم توجد صدفة، ولا مرة واحدة، فلم تكن ثروات الأرض عند بداية الرأسمالية موزعة بشكل متساوٍ، وفجأة خرج لنا النظام الرأسمالي!
 
بل اختلال توزيع الثروات في الأرض سبق الرأسمالية بقرون طويلة، من الإقطاعيات والملكيات وقطع الطريق والمتاجرة بالعبيد إلخ، جمعوا ثرواتهم من قطع الطرق والاستعباد للبشر إلخ.. هذا خلق عبر قرون تراكم الثروات بطريقة مهولة، ثم جاءت الرأسمالية وبدأت حيث انتهى النظام الذي يسبقها.
 
رجل سبق ماركس من المسلمين في تفطنه لهذه القضية (أبو معالي الجويني) قال بان الزكاة عطلت قرونا طويلة، وبالتالي لن يكون الحل في توزيع الثروة بمجرد الزكاة، بل يجب ان يتم أخذ ما يعوض الاختلال المهول في توزيع الثروات من الإقطاعيين الذين كدسوا ثرواتهم لقرون! هذا في كتابه (الغياثي) ولا أذكر هذا إلا لتجاوز قضية ماركس اللعين واليهودي إلخ!.
 
إذن الرأسمالية جاءت كوريث لنظام سبقها، وقامت بشيء إيجابي مثل كونها حررت العبيد، لكن هذا الإيجابي كان يحمل في أحشائه معنى سلبيًا حيث لم يتم تحريرهم لسواد بشرتهم! بل لكون الرأسمال الصناعي يحتاج إلى أيدٍ عاملة، وبالتالي يحتاج ضرورة إلى وجود طبقة العمال الذين ينمو ربحه بوجودهم وعلى هذا كانت الحرب الاهلية في الولايات المتحدة، والطريف أن من حرر العبيد أصلًا كان عنصريًا ضد السود! وستبقى العنصرية لسنوات طويلة بعد تحرير العبيد في الولايات المتحدة الأمريكية.
 
بالنسبة للماركسية فشلت، ماركس لم يكتب طويلا في الحل، بل كتب عن المشكلة وهذا كان يستنزف قواه، وبالتالي ما حصل في روسيا، كان قراءة معينة لماركس، وفق ظروف بدائية حيث بدأت الاشتراكية في بلد يستعمل المحراث الخشبي في الزراعة!
 
ثم السؤال وخصوصًا للإسلاميين هل تقبلون بهكذا محاكمات للأنظمة التي توالت على الأمة الإسلامية التي عرفت باسم قبائلها (أموية، عباسية، عثمانية، فاطمية إلخ).
 
فهل تقبل التحاكم إلى التجربة، بالمناسبة فترة قيام الثروة الروسية كانت الخلافة كنظام تتهافت فماذا تستنبط أنت من هذا؟ كونك تستدل لفشل النموذج السوفييتي لإبطال النقد للرأسمالية الذي وجهه ماركس.
 
فالاتحاد السوفييتي قام بدولة متخلفة وانهار مورثًا روسيا دولة بكامل بنية الدولة الحديثة، في حين انهارت الدولة العثمانية مخلفة تركة من الأمية والتخلف الصناعي والاقتصادي، ودراويش الرقص حول القبور!.
 
ماركس يهودي = أولا أبوه حول ديانته إلى النصرانية، وماركس ملحد، والاكتشاف السريع أن ماركس يقول رب اليهود هو المال!، ودعاية هتلر لا مكان لها لمحاكمة نقد الرجل.
لما نجد أن رئيس البنك المركزي يقول بعد أزمة الرهن العقاري 20077 يقول في مقابلة على بي بي سي أنه عاد لماركس ليفهم هذا الحدث ووجد أن التحليل الوحيد الصحيح عرفه ماركس! أعتقد كونه يهوديًا أو لعينا لن ينقض القضية وأنت من أمة تروي عن نبيها صلى الله عليه واله وسلم (صدقك وهو كذوب).. نتحدث عن تحليل ونقد، إن كان النقد خطأ فبينه، وإن كان صحيحا تفضل وقدم طرحك المنافس للنموذج الفاشل السوفييتي!.
 
بالنسبة لبروتوكولات حكماء صهيون، فهي محض هراء، وللتبسيط يقال هذه البروتوكولات من صناعة القيصرية الروسية لتنقذ نفسها أمام الثورة واللعب على وتر العنصرية ضد اليهود حينها، فيفترض تجاوز هذا الأمر بين المثقفين، يمكن مطالعة تفنيد المسيري لهذه البروتوكولات مع أن الامر أوضح من بسطه يكفي أن تقرأها!
 
لا أريد أن أطيل عليكم.. مودتي لكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق