3.16.2017

منشورات عن الحسين رضي الله عنه

 

11 أكتوبر 2016

منشورات عن الحسين رضي الله عنه

1

مع كامل الاحترام للحسين.
 
لكن هناك مبالغة فظيعة لمجرد مكانته الدينية في اعتبار ما قام به ثورة ووبعضهم يقول تتجاوز الزمان والمكان ودروس كبرى من استشهاده واعتقد هذا النمط في القراءة يكون على حساب الوعي السياسي بشكل فظيع فتتكرر الحكاية بين صلاح شخص وصلاحية خطواته السياسية.
لو حذفنا اسم الحسين ووضعنا مكانه (س) هل سيعتبر الامر ثورة؟ أم يستفاد منها دروس كبرى الخ.
 
هناك مبالغة فظيعة.. وما فعله الحسين كان غير محسوب بشكل جدي.. لا اتكلم هنا عن مكانته الدينية وبطولته وشجاعته ومنزلته الاخروية رضي الله عنه.

2

لما تقيم ثورة لا تقارن الامر بالنظام!.
فالنظام يقارن بنظام والثورة بثورة.
 
هناك ثورة ناجحة واخرى فاشلة والفشل يستتبع دوما المراجعة للخطوات التي وصلت اليها لاستدراكها فالثورات الفاشلة كثيرا ما تكون (بروفة) لأخرى ناجحة اذا تم تقييمها نقديا والتعامل مع الثورة كفن له قواعده واسسه.
 
اما ان تمجد خطوات ارتجالية وتجعلها مقدسة وانها فوق الثورات جميعا لا احسب هذا امرا مجديا الا للمتهوسيين الدينيين الذين يتعاملون مع السياسة وكأنها فرع على تصوفهم الذاتي.

3 ما بعد النصب والرفض والفضائل..

القوالب الجاهزة لا ترصد الحركة الواقعية، وهنا ليس غرضي التقييم بل رصد تلك الحركة.
وكم من فاضل بالغ الفضل لا تجده أهلا للعمل السياسي، أو هو أهل لكن غيره أكثر حنكة منه.
 
المطالع لخلاف علي مع عثمان يجد أن علي بن أبي طالب مع وافر حرصه على الشرع وفهمه له، إلا أن عامل الناس وقته بطريقة قد تكون تستدعي لغة مختلفة عما صدر.
 
مثلا يحصل خلاف مع عثمان بعد شرب الوليد بن عقبة الخمر وصلاته في الناس ويطلب علي إقامة الحد عليه فيقول لهم عثمان أقيموه فيأمر علي ابنه الحسن على ما أظن بذلك فيقول (ول حارها لمن تولى قارها).
بمعنى فليفعل هذا من ولاه!.
هذه لما يسمعها الغوغاء يفهمون منها ماذا؟ يفهمون تحميل عثمان مسؤولية هؤلاء الولاة.
 
لما نجد علي بن أبي طالب يكثر من قوله صدق الله ورسوله عند كثير من خطواته السياسية أو العسكرية يفهم منها الغوغاء ماذا؟ يتم ابتكار مفاهيم كالعصمة والنص عليه في فترة مبكرة..
 
لا نتكلم هنا عن إدانة شرعية حتى يصاح هذا نصب، ولكن نتكلم عن استفادة من لغة أخرى قد تتجاوز الفهم المغلوط وما يمكن تسميته باللغة الدبلماسية التي يفهمها السياسي المخالف، مع تجاوز احتمالية شحن العامة بما قد يفهموه تحريضا.
 
مودتي.

4

يزيد كان سياسيا محنكا.
 
بقطع النظر عن التقييم الديني فإن تعاملنا مع السياسة كعلم وفن يظهر يزيد كمحنك سياسي كبير حتى لو تبنيت معاداته (فنصف السياسة تتعلمها من العدو).
 
قصة قتل الحسين ولا في أسوا الكوابيس لأي سياسي في ظل مجتمع يقدره ويعطيه هيبة دينية، ويتم تجاوزها بمهارة كبيرة هذا ليس بالأمر الهين.
 
بل ويستمر حكم بني أمية بعدها هذا يدل على مهارة عالية يفترض الاستفادة منها وتوظيفها.

5 الإمام الحسين عليه السلام وفلسفة الثورة.

 هذا عنوان قد يكون من أفضل ما يمكنه تحويل السياسة إلى شعارات شعبية، ليختصر الأمر الشاعر الشعبي أحمد نجم (خلاصة الكلام يزيد ولا الحسين).
 
الحديث عن قرابة الدم من الرسول صلى الله عليه واله وسلم لبيان أحقية الحسين بالإمامة ما هي إلا نظرية النص متحولة إلى صيغة بيلوجية!.
 
وأثبتت هذه النظرية فشلها كلما نظرنا للأمر بشكل أوسع بعد انتشار الذرية، فالعباسيون انتسبوا إلى فرع قريب بالدم ولكن هذا نجح جزئيا في الاستيلاء على الحكم، لكنه أبقى السيف داخل العائلة نفسها!.
ولك ان تتخيل عدد المنتسبين اليوم الى ذرية الحسين لتدرك مدى الوعورة التي يحملها هذا المسلك.
 
التعامل مع خروج الحسين وكأنه ثورة بطولية ونموذج ثوري معناه يختصره ابن الجوزي بقوله (العباد مطالبون بالاوامر لا الاقدار) اي رفض تحكيم النتائج بعبارة أخرى.
 
احسب ان الموت كبطل هو عقلية الفدائيين والنبلاء لا السياسيين الذين ينظرون الى السياسة بشكل قريب من الطب.
فكما ان وظيفة الطب علاج المرض فالساسة وظيفتها علاج المشاكل الداخلية والخارجية.
 
يتم التعامل مع ما حصل في عهد يزيد بطريقة طوباوية كجعل يزيد أسوأ من ظهر على البسيطة وبطريقة تراجيدية ينتصر الشر!.
ثم تتسارع الجمل البلاغية لتقول الدم انتصر على السيف!.
 
اعتقد ان هذا يلغي اي مفهوم للهزيمة واي تحاكم للغة الوقائع والارقام (اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند انفسكم ).
 
حسين بتحركه كان قد تحرك كحركة نخبوية بلغة غير مصلحية وهذا لا يكون باي ثورة الا كانت منتحرة سياسيا.
 
التعامل مع الولاءات كمبادئ دون افتراض ضرورة التعبير عن مصالح كذلك كلها كانت ستؤدي للنتيجة نفسها.

6

يتم التعامل مع قضية قتل الحسين بطريقة ميتافيزيقية تجريدية تحصر الأمر بشخصين: يزيد والحسين، في حين أن القضية أعمق من ذلك وفيها ترابط كبير يمتد الى قتل عثمان.
 
علي انتقد عثمان أكثر من مرة وردد النقد ابنه الحسن، النقد الذي طال الولاة الذين تم تعيينهم في عهده، ثم انفلتت الأمور ليتم قتل عثمان بطريقة هزت الوسط الاسلامي.
 
علي قال بأنه لم يأمر بقتله ولم يرض، حسنًا لكن من قتله تحرك باطار الانتقادات التي وجهها علي إلى عثمان، وبالتالي اعتبروا شرعية ما فعلوه معتمدة تماما على كلام علي بل وبيعتهم له فيما بعد.
في الطرف الأموي وهم يمتازون بنظرة واقعية للأمور لم يكن هناك مجال لافتراضات كبيرة تحتم صدق الإمام علي في هذا وهم يشاهدون عدة قرائن:
1-قتل عثمان وعلي بالمدينة ولم يدفع عنه كما يدفع الأنصار عن أميرهم، طبعا كان هناك وصية من عثمان بعدم سل السيف ولكن إن كان قتله حراما فيجب الدفع عنه شرعا ام تطيعه في هذه وتنسى غيرها؟
2-القتلة تحركوا في اطار النقد الذي وجهه علي ثم انهم بايعوه!.
 
وهذه القرائن لو كانت في غير علي لرجحت بشكل كبير تحميله المسؤولية كيف اذا علمنا ان الوسط الشيعي كان محتدا على عثمان فكيف ان سمع معاوية وانصاره شيعيا يتغنى بقتل عثمان او ينسب ذلك الى علي؟.
وبطبيعة الحال لم يقتص من قتلة عثمان.. ولا من اي جهة.
 لكن لما تقرا حدث الحسين، يفترض ان تستشف وجود تعبئة مسترجعة لحدث عثمان فكأن قائلهم يقول ان لم يقتل علي عثمان فكذلك يزيد مع الحسين.
وان قيل فهم ولاته وجنده ولم يقم عليهم الحد فهذه بالأولى.
 تعقيد الامر كان يجعل تحرك شخص الحسين بانتسابه لعلي ضد قوم ينتسبون لخصومة مع ابيه كان يصعب الامر عليه جدا.. ويتناسى ورقة الخلاف القديم بانه قد يرد مماثلا.
 
وكانت جرأتهم على دمه بنظري قد سهلها ذكر امر واقعة الجمل وسقوط طلحة والزبير.

كلامي على صعيد السياسة... ليس على صعيد بيان الموقف الديني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق