1 يناير 2017
عن النظرة الواقعية
الإلهية عند باقر الصدر
1
كتب العديد من المعاصرين في نظرية المعرفة
وما يتصل بها من النظرة إلى الوجود، ويظهر في كثير من ما كتبوه ذلك الحرص على تجنب
المادية في نظرياتهم بل ومصادمتها لإنقاذ تصوراتهم الدينية، لتغلب عليهم محاولات
التوسط، أو الحلول الاعتباطية في التعامل من المسألة الأساسية في الفلسفة،
ليترنحوا بين المثالية والمادية أحيانًا، أو ينحازوا إلى المثالية بشكل صريح مع تغيير
في المصطلحات، مع إبقائهم على محتواها، في تجاهل للحرب على المثالية التي أعلنها
ابن تيمية، ومن سبقه كذلك، أو تجاهل ما قرره المثاليون أنفسهم الذين زعم هؤلاء
الكتاب بأنهم يخالفون أطروحاتهم،أو أنهم يطرحون حلًا مختلفًا عما سبق تقريره من
المثاليين.
ومن الأمثلة على ذلك ما سطره محمد باقر الصدر في كتابه (فلسفتنا) للرد على المادية بشكل أكبر من غيرها، ويبين الصراع بين المادية من جهة، وما سماه بالإلهية من جهة أخرى، ليخلص إلى وجود فلسفة واقعية غير الواقعية القائمة على الأساس مادي، ويجعلها حلًا مختلفًا عن المادية والمثالية فيقول:
" بين أيدينا مفاهيم ثلاثة للعالم: المفهوم المثالي، والمفهوم الواقعي المادي، والمفهوم الواقعي الإلهي ".
وليخفي مثاليته، يحاول حصر المثالية هنا في المثالية الذاتية، التي تجعل "الأنا هو الأساسي" ، فما هي النظرة الواقعية الإلهية؟
يقول:
" المفهوم الواقعي الإلهي الذي يعتقد بواقع خارجي للعالم والطبيعة، ويرجع الروح والمادة معًا إلى سبب أعمق فوقهما جميعًا."
إن " الفلسفة الواقعية تؤمن بواقع خارج حدود الشعور والذهن " ، لكن ما هذا الواقع عند الصدر هل يمكن الإحساس به، أم هو مجرد لا يمكن الإحساس به؟
أليس هو نفسه لما تحدث عن مثالية أفلاطون الذي أعاد الوجود إلى المثل، قال:
" كان أفلاطون فيلسوفًا مثاليًا، ولكن مثاليته لم تكن تعني إنكار الحقائق الملموسة.... غير أنه ذهب إلى أكثر من ذلك، فاعتقد بموضوعية الإدراكات العقلية التي هي أعلى درجة من الإدراكات الحسية ".
فبماذا تختلف فلسفته التي يسميها الواقعية الإلهية عن مثالية أفلاطون إذن؟!
لقد ذهب الصدر بدل الإجابة عن أمثال هذا السؤال، إلى تشويه مذهب خصمه ليسهل عليه نقده والتندر بإلزاماته، فيقول في تصوير المادة في الفلسفة المادية:
" المادة إذا كانت تعبيرًا مساويًا للواقع الموضوعي المستقل، وكانت خصيصتها الوحيدة اللازمة لها هي موضوعيتها ووجودها بصورة مستقلة عن وعينا، فالفلسفة الميتافزيقية الإلهية تكون فلسفة ماديّة تمامًا باعتبار هذا المفهوم.... فالفيلسوف الإلهي الذي يؤمن بما وراء الطبيعة يقول نفس الكلمة تمامًا عن العالم.... وليس المبدأ الإلهي الذي تعتقد به الفلسفة الميتافيزيقية إلا واقعًا موضوعيًا مستقلًا عن وعينا."
فبمجرد أن يزعم أن المبدأ الإلهي عنده مستقلٌ صار وجوده موضوعيًا بهذا، وبالتالي يلزم منه أن تكون فلسفته واقعية تضاهي الواقعية المادية، على أنه يغفل عن قول الماديين بأن الوجود الموضوعي ضابطه أنه يقبل الحس! لينفصل عن المثل الأفلاطونية، وما نحا نحوها، فحتى يلزم خصمه يفترض أن ينقل كلامه ويتصوره كما هو، لا أن ينسب إليه ما يسهل عليه إلزامه به، فيقول بأن الخصيصة الوحيدة هي استقلال الواقع عن وعينا، فأين كلامهم عن كون يقبل الحس؟.
إنه يرجع الطبيعة والروح إلى سبب يصفه بالأعمق، ذلك الذي يقول فيه:
"وجود الله تعالى لا يمكن التعرف عليه بالحس والتجربة ".
إنه محض تجريد لا يقبل الحس، مثل مجردات أفلاطون، وإله أرسطو، والصدر نفسه يقول بأن أفلاطون قال بموضوعية الإدراكات العقلية، مع أن أفلاطون يزعم أنها مجردة مستقلة تمامًا عنا، وليست مجرد أفكار لذهنه، فبماذا يفترق عنه وهو يرد الواقع إلى مجردات لا تختلف عن المثل الأفلاطونية إلا بالأسماء؟.
وهو القائل: " إن التلاعب بالألفاظ لا يجدي شيئًا "، فيتلاعب هنا مسميًا مثاليته بالواقعية، وكما قال إنجلس:
" التلاعبات في أصل الكلمات تؤلف آخر مخرج للفلسفة المثالية".
وليصل إلى ذلك المجرد الذي لا يقبل الحس، ويرد الواقع المحسوس إليه، سينطلق من أسس عقلية لا تمر عن طريق الحس، كما فعل أسلافه المثاليين، يقول الصدر:
" الدليل الفلسفي هو الدليل الذي يعتمد لإثبات واقع موضوعي في العالم الخارجي على معلومات عقلية (المعلومات العقلية هي المعلومات التي لا تحتاج إلى إحساس وتجربة )".
وما سمح به الصدر في فلسفته من رؤية للواقع والطبيعة ما هو إلا عدم اتساق مع رؤيته المثالية في رد الكون الى المجرد اللا محسوس، كما هو حال الأكويني، ومن قبله أرسطو.
وليتوصل إلى تلك المجردات، يقفز عن الحس، ليقول:
" تستخلص النظرية الفلسفية من المعارف العقلية القبلية " .
ومن الأمثلة على ذلك ما سطره محمد باقر الصدر في كتابه (فلسفتنا) للرد على المادية بشكل أكبر من غيرها، ويبين الصراع بين المادية من جهة، وما سماه بالإلهية من جهة أخرى، ليخلص إلى وجود فلسفة واقعية غير الواقعية القائمة على الأساس مادي، ويجعلها حلًا مختلفًا عن المادية والمثالية فيقول:
" بين أيدينا مفاهيم ثلاثة للعالم: المفهوم المثالي، والمفهوم الواقعي المادي، والمفهوم الواقعي الإلهي ".
وليخفي مثاليته، يحاول حصر المثالية هنا في المثالية الذاتية، التي تجعل "الأنا هو الأساسي" ، فما هي النظرة الواقعية الإلهية؟
يقول:
" المفهوم الواقعي الإلهي الذي يعتقد بواقع خارجي للعالم والطبيعة، ويرجع الروح والمادة معًا إلى سبب أعمق فوقهما جميعًا."
إن " الفلسفة الواقعية تؤمن بواقع خارج حدود الشعور والذهن " ، لكن ما هذا الواقع عند الصدر هل يمكن الإحساس به، أم هو مجرد لا يمكن الإحساس به؟
أليس هو نفسه لما تحدث عن مثالية أفلاطون الذي أعاد الوجود إلى المثل، قال:
" كان أفلاطون فيلسوفًا مثاليًا، ولكن مثاليته لم تكن تعني إنكار الحقائق الملموسة.... غير أنه ذهب إلى أكثر من ذلك، فاعتقد بموضوعية الإدراكات العقلية التي هي أعلى درجة من الإدراكات الحسية ".
فبماذا تختلف فلسفته التي يسميها الواقعية الإلهية عن مثالية أفلاطون إذن؟!
لقد ذهب الصدر بدل الإجابة عن أمثال هذا السؤال، إلى تشويه مذهب خصمه ليسهل عليه نقده والتندر بإلزاماته، فيقول في تصوير المادة في الفلسفة المادية:
" المادة إذا كانت تعبيرًا مساويًا للواقع الموضوعي المستقل، وكانت خصيصتها الوحيدة اللازمة لها هي موضوعيتها ووجودها بصورة مستقلة عن وعينا، فالفلسفة الميتافزيقية الإلهية تكون فلسفة ماديّة تمامًا باعتبار هذا المفهوم.... فالفيلسوف الإلهي الذي يؤمن بما وراء الطبيعة يقول نفس الكلمة تمامًا عن العالم.... وليس المبدأ الإلهي الذي تعتقد به الفلسفة الميتافيزيقية إلا واقعًا موضوعيًا مستقلًا عن وعينا."
فبمجرد أن يزعم أن المبدأ الإلهي عنده مستقلٌ صار وجوده موضوعيًا بهذا، وبالتالي يلزم منه أن تكون فلسفته واقعية تضاهي الواقعية المادية، على أنه يغفل عن قول الماديين بأن الوجود الموضوعي ضابطه أنه يقبل الحس! لينفصل عن المثل الأفلاطونية، وما نحا نحوها، فحتى يلزم خصمه يفترض أن ينقل كلامه ويتصوره كما هو، لا أن ينسب إليه ما يسهل عليه إلزامه به، فيقول بأن الخصيصة الوحيدة هي استقلال الواقع عن وعينا، فأين كلامهم عن كون يقبل الحس؟.
إنه يرجع الطبيعة والروح إلى سبب يصفه بالأعمق، ذلك الذي يقول فيه:
"وجود الله تعالى لا يمكن التعرف عليه بالحس والتجربة ".
إنه محض تجريد لا يقبل الحس، مثل مجردات أفلاطون، وإله أرسطو، والصدر نفسه يقول بأن أفلاطون قال بموضوعية الإدراكات العقلية، مع أن أفلاطون يزعم أنها مجردة مستقلة تمامًا عنا، وليست مجرد أفكار لذهنه، فبماذا يفترق عنه وهو يرد الواقع إلى مجردات لا تختلف عن المثل الأفلاطونية إلا بالأسماء؟.
وهو القائل: " إن التلاعب بالألفاظ لا يجدي شيئًا "، فيتلاعب هنا مسميًا مثاليته بالواقعية، وكما قال إنجلس:
" التلاعبات في أصل الكلمات تؤلف آخر مخرج للفلسفة المثالية".
وليصل إلى ذلك المجرد الذي لا يقبل الحس، ويرد الواقع المحسوس إليه، سينطلق من أسس عقلية لا تمر عن طريق الحس، كما فعل أسلافه المثاليين، يقول الصدر:
" الدليل الفلسفي هو الدليل الذي يعتمد لإثبات واقع موضوعي في العالم الخارجي على معلومات عقلية (المعلومات العقلية هي المعلومات التي لا تحتاج إلى إحساس وتجربة )".
وما سمح به الصدر في فلسفته من رؤية للواقع والطبيعة ما هو إلا عدم اتساق مع رؤيته المثالية في رد الكون الى المجرد اللا محسوس، كما هو حال الأكويني، ومن قبله أرسطو.
وليتوصل إلى تلك المجردات، يقفز عن الحس، ليقول:
" تستخلص النظرية الفلسفية من المعارف العقلية القبلية " .
2
نظرية الصدر الواقعية! تمتد إلى اعتباره
لـ(المهدي) كما هي الرؤية الشيعية فكرة واقعية تمامًا، فيقول: " لم يعد
المهدي (عليه السلام) فكرة تنتظر ولادتها، ونبوءة نتطلع إلى مصداقها، بل واقعًا
قائمًا ننتظر فاعليته وإنسانًا معنا يعيش بيننا بلحمه ودمه نراه ويرانا".
ويكرر فكرته عن المعارف السابقة على الحس ليتجاوزه، فيقول لتسويغ واقعية فكرة وجود ذلك الإنسان "الذي بلغ عمره الشريف فعلًا أكثر من ألف ومائة وأربعين سنة ".
بقوله:" لا يوجد لدى العقل وفق ما يدركه من قوانين قبلية – أي سابقة على التجربة- ما يبرر رفض الشيء والحكم باستحالته."
فهذه هي واقعيته التي تزاحم الرؤية المادية والتي يفترض بالمادية أن تتوسع لتصل إليها!.
ويكرر فكرته عن المعارف السابقة على الحس ليتجاوزه، فيقول لتسويغ واقعية فكرة وجود ذلك الإنسان "الذي بلغ عمره الشريف فعلًا أكثر من ألف ومائة وأربعين سنة ".
بقوله:" لا يوجد لدى العقل وفق ما يدركه من قوانين قبلية – أي سابقة على التجربة- ما يبرر رفض الشيء والحكم باستحالته."
فهذه هي واقعيته التي تزاحم الرؤية المادية والتي يفترض بالمادية أن تتوسع لتصل إليها!.
3
هذا ما يتفضل به الصدر لإعلامنا بضرورة
استيراد مولود قبل أكثر من ألف سنة!.. يفترض أن نستورد من هرب من دولة عباسية من
ذلك القرن في عصر السيف والرمح والقرطاس والقلم، واستتر، ومن يومها يظهر أنه في
كربة، ويقولون عجل الله فرجه!، لكنه سيظهر لربما في عصر الدول النووية بكل بسالة
ويقول ها أنا ذا.
إن النواح الذي يعقده هنا الصدر يذكرنا
بكلمات نيتشه عن القساوسة، لا يمكنهم أن يقولوا شيئًا خارج العقل والمنطق، إلا
بالنحيب على مآسيك!، واللعب على دموعك.
إنه يطرح تصورًا دينيًا بحد وصف ماركس: بحر الدموع!.. هذا البحر من الدموع يفترض بالسامع أن يسلم نفسه إلى غسيل الدماغ الذي يطرحه الصدر.
إنه يطرح تصورًا دينيًا بحد وصف ماركس: بحر الدموع!.. هذا البحر من الدموع يفترض بالسامع أن يسلم نفسه إلى غسيل الدماغ الذي يطرحه الصدر.
على فكرة يقدر يطلب بحق اللجوء السياسي في
أفخم دولة أوربية!، يعمل حساب على تويتر، يعمل أي حركة...
إنها النظرية (الواقعية الإلهية) كما يحلو
للصدر تسميتها.
4
في جواب عن سؤال لماذا لم يظهر مهدي الشيعة
طول فترته السابقة التي تجاوزت ألف سنة، رغم أنه حي يرزق بنظرهم، يقوم الصدر بنسخ
ولصق من كتب المادية الجدلية ويحدثنا عن ظروف موضوعية للثورة، وكأنك تقرأ لماركس
عن التغيير الاجتماعي!.
طيب اعمل حاشية وضع المصدر بأنه مسروق من كتب الماديين الكفرة!.
الحقيقة أطرف نص مر معي من فترة.
طيب اعمل حاشية وضع المصدر بأنه مسروق من كتب الماديين الكفرة!.
الحقيقة أطرف نص مر معي من فترة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق