21 ماي 2016
عمر محمود عثمان (أبو قتادة) وجماعة التبليغ
قرأت انتقادات السوري على أبي قتادة، وكان
مما قاله أن الرجل كان من جماعة التبليغ، لكن ذلك لم يكن شيئاً قوياً لإمكان أن
تكون المسألة من الشائعات التي لم يتيقن منها السوري، لكن بعد مطالعة فن القراءة
لعمر محمود (أو أبو قتادة) ذكر أنه كان يخرج مع التبليغ، وبقيت قسمات التبليغي
كأنها منحوتة في صورته كبقاء احتفاظه بطريقتهم في كور العمامة، بعد تشكله فكرياً
بشيء يوحي إلى درجة ما أنه انفصل عنهم ولكن لي رأي مختلف في هذا سأتعرض له في
هذا المقال.
كاتب آخر قرأت له كتابا قبل فترة بعنوان " جماعة التبليغ: تجربة ذاتية، وأحداث حقيقية مأساوية "، وهو أسامة بن عبد الرحيم بن محمود العطياني انتهى به الأمر لأفكار تتقاطع مع أبي قتادة، وبطبيعة الحال غيرهم الكثير، فما سر هذا؟
أحسب أن النواة التي تقوم عليها مخيلة التبليغي مهمة جدا لفهم عقلية مماثلة لابي قتادة، فالتبليغ تعزز عدة أطروحات منها:
1-الدعوة الداخلية بين المسلمين، مع استحضار صور الدعوة الأولى التي كانت مع المشركين، هذا بحد ذاته عنصر أساسي في تفكير أبي قتادة فيما بعد مع دفع له لأقصى نتائجه المنطقية.
2-التركيز على التميز عن المحيط حتى بالشكل، كالعمامة في مجتمعات لا تلبسها مثل المجتمع الفلسطيني، واعتبار الأمر سنة، والمخالف يعرف بالزي، مثلا عقلية التبليغي لا تكاد تتفهم وجود عالم شرعي بدون العمامة واللحية الكثيفة، فلو قابله لدعاه إلى الصلاة والخروج.
3-تسطيح كل المسائل واختزالها بالدين بطريقة ساذجة، وهذا نجده حاضرا بقوة في خطابات ابي قتادة وأمثاله.
4-التركيز على العمل، فالمهم هو الدعوة والعمل والخروج وكلما زاد المرء في هذا عندهم ارتقى في سلم المشيخة، وهذا بحد ذاته يكشف ضعف اي اطار نظري او قدرة سياسية عندهم، ويمكن به استشفاف مواقف أمثال ابي قتادة.
5-الفراغ الفكري مما يفتح الأمر لأن يملأ بسهولة بأي طرح يسد مسد هذا الفراغ، فالفكر لا يعرف الفراغ كما قال هيجل، والامر مجرد انتقال من موضع الضغط المرتفع الى المنخفض دون مهلة.
طبعا قد يأتي من يقول لكنهم طيبون، ولا يؤذون أجدا، ويعززون موضوع التربية والعبادة، والأخلاق والسلوك، الموضوع ليس بهذه الصورة تماما، فهذا كله حلقة في سلسلة ونحن لا نحاكم الحلقات واحدة واحدة، بل نقول هذا التسلسل سيصل إلى أين؟
مودتي.
كاتب آخر قرأت له كتابا قبل فترة بعنوان " جماعة التبليغ: تجربة ذاتية، وأحداث حقيقية مأساوية "، وهو أسامة بن عبد الرحيم بن محمود العطياني انتهى به الأمر لأفكار تتقاطع مع أبي قتادة، وبطبيعة الحال غيرهم الكثير، فما سر هذا؟
أحسب أن النواة التي تقوم عليها مخيلة التبليغي مهمة جدا لفهم عقلية مماثلة لابي قتادة، فالتبليغ تعزز عدة أطروحات منها:
1-الدعوة الداخلية بين المسلمين، مع استحضار صور الدعوة الأولى التي كانت مع المشركين، هذا بحد ذاته عنصر أساسي في تفكير أبي قتادة فيما بعد مع دفع له لأقصى نتائجه المنطقية.
2-التركيز على التميز عن المحيط حتى بالشكل، كالعمامة في مجتمعات لا تلبسها مثل المجتمع الفلسطيني، واعتبار الأمر سنة، والمخالف يعرف بالزي، مثلا عقلية التبليغي لا تكاد تتفهم وجود عالم شرعي بدون العمامة واللحية الكثيفة، فلو قابله لدعاه إلى الصلاة والخروج.
3-تسطيح كل المسائل واختزالها بالدين بطريقة ساذجة، وهذا نجده حاضرا بقوة في خطابات ابي قتادة وأمثاله.
4-التركيز على العمل، فالمهم هو الدعوة والعمل والخروج وكلما زاد المرء في هذا عندهم ارتقى في سلم المشيخة، وهذا بحد ذاته يكشف ضعف اي اطار نظري او قدرة سياسية عندهم، ويمكن به استشفاف مواقف أمثال ابي قتادة.
5-الفراغ الفكري مما يفتح الأمر لأن يملأ بسهولة بأي طرح يسد مسد هذا الفراغ، فالفكر لا يعرف الفراغ كما قال هيجل، والامر مجرد انتقال من موضع الضغط المرتفع الى المنخفض دون مهلة.
طبعا قد يأتي من يقول لكنهم طيبون، ولا يؤذون أجدا، ويعززون موضوع التربية والعبادة، والأخلاق والسلوك، الموضوع ليس بهذه الصورة تماما، فهذا كله حلقة في سلسلة ونحن لا نحاكم الحلقات واحدة واحدة، بل نقول هذا التسلسل سيصل إلى أين؟
مودتي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق