24 ماي 2016
مناقشة لموضوع الانكسار النفسي في كتاب: سلطة الثقافة الغالبة.
يطرح المؤلف في كتابه فكرة أساسية وهي
الانهزام النفسي أمام السلطة الثقافية الغالبة، والتي تتمثل اليوم بالثقافة
الليبرالية الغربية، ويعتمد على اقتباس عن ابن خلدون يقول فيه ان الأمم المغلوبة
تقلد الغالبة ويمتدح جدا ابن خلدون بهذه النظرة، ويمتدح دور المودودي في مواجهة
هذا الضعف او الشعور بالنقص، كذلك يقتبس عن مالك بن نبي ما يوافقه في هذا، بعدم
الشعور بالنقص.
هذا الانهزام هو الذي يفسر – بنظره – ظاهرة تأويل النصوص، ونحو هذا.
لكن هل هذا التفسير حقيقي؟ الهزيمة النفسية أمام سلطة ثقافية لأمة غالبة، هل يفسر ظاهرة تأويل النصوص القديمة جدا قبل ولادة الغرب بشكله الحديث، بل إن تأويل المسائل الفقهية لا يقارن بالتأويل في مسائل عقدية قديمة، فإن كان التأويل الذي يتذمر منه وصل اليوم إلى مواضيع كالجهاد وحد الردة، فالتأويل الأول بحث في الصفات والبعث والنشور !
فإن كان موضوع الهزيمة النفسية هو العلة في التأويل فيفترض أن لا يوجد تأويل في وقت الشوكة والمنعة، ولكن الواقع لا يقول هذا، فالتأثير كان في عز المسلمين، في فترة المأمون مثلا، فأين الأمم الغالبة؟ في الأندلس وشروح ابن رشد لأرسطو وتماهيه معه، من الغالب وقتها؟ ما الذي يفسر هذا؟ أين الهزيمة النفسية؟.. أعجبني مثلا استشهاده بكلام للغزالي عن الذين تجملوا بالكفر في ذمه للتأثر بالفلسفات الواردة، حسن، الغزالي نفسه ما الذي يفسر تأثره الكبير بالفلسفات الواردة إلى حد إيجابه تعلم المنطق الأرسطي، في مقدمته لأصول الفقه ! في المستصفى.
فالموضوع النفسي هذا مشكل جدا، ثم ان اختزال الإشكالية فيه معضلة تتجاوز الوقائع، لنأخذ مثال:
الدرر السنية مؤلفوه في معزل مفترض عن الخضوع للثقافة الغالبة، ونجد في الدرر بيت الشعر القائل:
ما للنساء وللكتابة والرعاية والخطابة *** هذا لنا ولهن منا أن يبتن على جنابة
كذلك حربهم على تحديد ساعات العمل، والاجازات، بل والزام رب العمل بالاسعافات ونحو هذا.
فلما يعترض الناس، ليس الموضوع مجرد هزيمة نفسية، بل لأن هذا المطروح باسم الشرع لا يحقق مطالبها، ولا يتجاوب مع الوقائع كما هي !
ان موضوع الهزيمة النفسية يتجاوز إشكالية تجاهل المتحدثين أمامهم باسم الشرع مطالبهم وآمالهم، فشيء طبيعي أن الناس ستبحث عن البدائل الفكرية، التي تساعدها، موضوع العبيد مثلا !
شراؤهم بيعهم، هبتهم إلخ، هذا هل تعتقد أن تركه كان لمجرد الهزيمة النفسية مثلا، أم لظروف واقعية تجعل وجوده مستحيلاً، في وقت يتحدث فيه بعض المشايخ عن الحاجة إليه وأنه مصلحة وأن القانون الطبيعي أن يكون للمرء خادم يكفيه (للشيخ أحمد شاكر كلام في هذا) هذا الأمر كان يفترض بالكاتب التركيز عليه..
هذا الانهزام هو الذي يفسر – بنظره – ظاهرة تأويل النصوص، ونحو هذا.
لكن هل هذا التفسير حقيقي؟ الهزيمة النفسية أمام سلطة ثقافية لأمة غالبة، هل يفسر ظاهرة تأويل النصوص القديمة جدا قبل ولادة الغرب بشكله الحديث، بل إن تأويل المسائل الفقهية لا يقارن بالتأويل في مسائل عقدية قديمة، فإن كان التأويل الذي يتذمر منه وصل اليوم إلى مواضيع كالجهاد وحد الردة، فالتأويل الأول بحث في الصفات والبعث والنشور !
فإن كان موضوع الهزيمة النفسية هو العلة في التأويل فيفترض أن لا يوجد تأويل في وقت الشوكة والمنعة، ولكن الواقع لا يقول هذا، فالتأثير كان في عز المسلمين، في فترة المأمون مثلا، فأين الأمم الغالبة؟ في الأندلس وشروح ابن رشد لأرسطو وتماهيه معه، من الغالب وقتها؟ ما الذي يفسر هذا؟ أين الهزيمة النفسية؟.. أعجبني مثلا استشهاده بكلام للغزالي عن الذين تجملوا بالكفر في ذمه للتأثر بالفلسفات الواردة، حسن، الغزالي نفسه ما الذي يفسر تأثره الكبير بالفلسفات الواردة إلى حد إيجابه تعلم المنطق الأرسطي، في مقدمته لأصول الفقه ! في المستصفى.
فالموضوع النفسي هذا مشكل جدا، ثم ان اختزال الإشكالية فيه معضلة تتجاوز الوقائع، لنأخذ مثال:
الدرر السنية مؤلفوه في معزل مفترض عن الخضوع للثقافة الغالبة، ونجد في الدرر بيت الشعر القائل:
ما للنساء وللكتابة والرعاية والخطابة *** هذا لنا ولهن منا أن يبتن على جنابة
كذلك حربهم على تحديد ساعات العمل، والاجازات، بل والزام رب العمل بالاسعافات ونحو هذا.
فلما يعترض الناس، ليس الموضوع مجرد هزيمة نفسية، بل لأن هذا المطروح باسم الشرع لا يحقق مطالبها، ولا يتجاوب مع الوقائع كما هي !
ان موضوع الهزيمة النفسية يتجاوز إشكالية تجاهل المتحدثين أمامهم باسم الشرع مطالبهم وآمالهم، فشيء طبيعي أن الناس ستبحث عن البدائل الفكرية، التي تساعدها، موضوع العبيد مثلا !
شراؤهم بيعهم، هبتهم إلخ، هذا هل تعتقد أن تركه كان لمجرد الهزيمة النفسية مثلا، أم لظروف واقعية تجعل وجوده مستحيلاً، في وقت يتحدث فيه بعض المشايخ عن الحاجة إليه وأنه مصلحة وأن القانون الطبيعي أن يكون للمرء خادم يكفيه (للشيخ أحمد شاكر كلام في هذا) هذا الأمر كان يفترض بالكاتب التركيز عليه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق