1.30.2017

وثائقي هيروشيما

 19 يونيو 2016

وثائقي هيروشيما


شاهدت وثائقي هوروشيما من إنتاج بي بي سي، وهو في حلقتين يحكي قصة أول ضربة للبشر بالسلاح الذري، وتزدحم فيها الأحداث بالأسئلة السياسية والفلسفية الأخلاقية، فمن وجهة نظر اليابانيين كانت القنبلة غير مبررة أبدا، بل قمة البشاعة لبلد حوصر من العالم، ولم يكن له مجال أن ينتصر إنما كان يخشى من نتائج ما بعد الهزيمة فسعى لتحسين شروط وضع السلاح، إن القنبلة – كما يعلق أحد الأطباء الذين شاهدوها – كانت تجربة!
لقد امتنع الحلفاء عن قصف هيروشيما بأي قذيفة قبل القنبلة الذرية، لمجرد أنهم يريدون أن يرصدوا أثر القنبلة على المناطق السليمة!، من وجهة نظر قائد الطائرة الذي ألقت القنبلة على هوروشيما كان فرحا أنه أنجز مهمته بنجاح! ولما سئل عن أخلاقية فعله قال بأنها قلصت إنهاء الحرب لـ 6 شهور ووفرت دماء اليابانيين والأمريكان، إن الشعب الياباني كان كله جاهزا للقتال، ومستعداً للموت فداء للامبراطور، وفي حال حصل الاجتياح البري فإن مذبحة كبرى سوف تحصل، خصوصاً مع وجود الانتحاريين (الفدائيين) اليابانيين، هذه النظرة لم تكن لتظهر البتة في خطاب ترومان الذي اتخذ قرار القصف وبرره بأنه سيحقن دماء الأمريكيين (هكذا فقط في خطابه بعد إلقاء القنبلة ووعد إن لم تستسلم اليابان أن تمطر السماء عليها لهيب الحرب التي لم تعرفها البشرية من قبل ).
 
إن إلقاء القنبلة لا زال من يوجد من يدافع عنه بقوة في الوسط الأمريكي والغربي عموماً، وأيضا دول الحلف فليست أمريكا وحدها من عرف بإلقاء القنبلة وباركه قبل العملية، فستالين بارك الأمر، وتشرتشل كذلك، ولا غضاضة من التماس الأعذار السياسية والأخلاقية له! هؤلاء من يسعى بعض المسلمين لنفي كثير من الشرائع لأجلهم وكل الفتوحات الإسلامية لا تبلغ عشر ما حصل في اليابان من أهوال - فقد صدق ترومان وهو يقول بأنها شيء لم تعرفه الأرض من قبل - فهوروشيما لم يتم رصد عدد دقيق للضحايا فيها!، ولكن نستطيع أن نتخيل أن الإصابة كانت فيها مباشرة، وفي ذروة النشاط البشري فيها، في حين أن نكازاكي ضربت بقنبلة وكانت الإصابة غير دقيقة بل نزلت في منطقة نائية تقريبا وكان الضحايا فيها تقريبا 50 ألف نسمة من القتلى فضلا عن المشوهين والمصابين بعد بتأثير الإشعاع!.
من القصص الإنسانية الملهمة في تلك الفاجعة تلك العجوز التي تبلغ 800 عاما وتبرز في الفلم لتؤدي شهادتها، كانت تحت الإنفجار تماما! وعاشت، كانت في مبنى البنك المصمم للصمود أمام الزلازل، وبالتالي لم يسقط، ونجت
!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق