14 نونبر 2017
بعض اللفتات في الأزمة السورية.
بقطع النظر عن الميول السياسية للمتابع
للشأن السوري، أظن أننا بحاجة للفهم، أكثر من صيحات الولاء وصرخات الإدانة، وبقطع
النظر عن التقييم الأخلاقي سأتحدث سريعًا عن بعض المناورات السياسية، والإخفاقات
التي يفترض أن يستنبط العاقل منها شيئًا.
النظام السوري عندما بدأت المظاهرات والمسيرات كان في أسوأ أحواله وهو يشاهد سلفًا تحركات في دول عربية عديدة تؤذي أنظمة، وإن لم تكن منظمة، ولا يقودها توجه حزبي معين.
قتل المتظاهرين السلميين كان واحدًا من أخطر المناورات السياسية التي يمكن أن تعصف بالنظام برمته، وأكسبت خصومه حشد الرأي العام معهم، وتجلى ضعف النظام بصراخ حسون بتهديد الدول الأوروبية بعنف أهوج.
إلا أن النظام حاول تصوير خصومه دومًا على أنهم مجموعات إرهابية بخلفيات دينية، بمعنى ليس الظرف السياسي هو ما دفعهم للخروج، ولا لهم أهداف سياسية، إنما هوس ديني تحركه أيد خارجية.
بطبيعة الحال كان النظام يحتفظ (في سجونه) بعناصر إسلامية يعرف مقدرتها السياسية بأنها مهزلة، وتقودها الحماسة الدينية، ولا أملك معلومات كافية بهذا الصدد لكن يمكن القول إن مصلحته كانت بإطلاق سراح تلك الفئات لصبغ الخصوم بما سوق له باكرًا.
وبحق هذا ما حصل، فعدد كبير ممن كان له سابقة اعتقال في سجونه قاد تحركات عسكرية وبهيئة نمطية تعزز الصورة للعالم، الموضوع ليس عمالة بقدر ما هو استغلال أوراق.
تحول الثوار إلى ملتحين وشعور مرخاة، وتعارضت صور قصف البراميل بحرق الأحياء وقطع الرؤوس كإصدارات منشورة، ورغم أن النظام استقدم عناصر طائفية شيعية للقتال إلى جانبه باكرًا إلا أن الفصائل المعارضة لم يتسع خطابها وأيدلوجياتها للمعارضة من خارج طائفتها إلا بشكل إعلامي هزيل وبذا تمكن النظام من تحزيب الطوائف والتي يوجد فيها معارضة معه من باب أقل الأضرار لها كالعلويين والدروز.
الفصائل المعارضة تم صبغها بأغلبية هائلة بخطاب أقل سياسية من الموالين للنظام، وغلب عليها الحشد العاطفي واللغة الطائفية، وبذا تمكن النظام من إظهار أن المشكلة ليست سياسية بل طائفية أي ليست مرهونة به، بل ستحصل مهما فعل.
كان باستهداف عدة مناطق في المنطقة والعالم بالعنف الأهوج ورقة رابحة للنظام، إذ أظهر أنه صمام أمان لمصالح خصومه، ومقدرته على ضبط عناصره، بخلاف المحسوبين على معارضته، إذ لا يقدرون على كبح جماح عنفهم الأهوج.
كما إن روسيا تدخلت بثقلها وفق لغة مشتركة قدمها النظام، إلا أن المعارضة لم تستطع تقديم لغة تشملها لتحالف خارجي، وإن تم تقديم بعض السلاح لفصائل قليلة هناك، إلا أنها لم تكن تمثل إلا نسبة قليلة من المعارضة، ومع مجيء ترامب صرح بأنه سيسمح بالنفوذ الروسي ويعتبر النظام أقل الأضرار.
النظام السوري عندما بدأت المظاهرات والمسيرات كان في أسوأ أحواله وهو يشاهد سلفًا تحركات في دول عربية عديدة تؤذي أنظمة، وإن لم تكن منظمة، ولا يقودها توجه حزبي معين.
قتل المتظاهرين السلميين كان واحدًا من أخطر المناورات السياسية التي يمكن أن تعصف بالنظام برمته، وأكسبت خصومه حشد الرأي العام معهم، وتجلى ضعف النظام بصراخ حسون بتهديد الدول الأوروبية بعنف أهوج.
إلا أن النظام حاول تصوير خصومه دومًا على أنهم مجموعات إرهابية بخلفيات دينية، بمعنى ليس الظرف السياسي هو ما دفعهم للخروج، ولا لهم أهداف سياسية، إنما هوس ديني تحركه أيد خارجية.
بطبيعة الحال كان النظام يحتفظ (في سجونه) بعناصر إسلامية يعرف مقدرتها السياسية بأنها مهزلة، وتقودها الحماسة الدينية، ولا أملك معلومات كافية بهذا الصدد لكن يمكن القول إن مصلحته كانت بإطلاق سراح تلك الفئات لصبغ الخصوم بما سوق له باكرًا.
وبحق هذا ما حصل، فعدد كبير ممن كان له سابقة اعتقال في سجونه قاد تحركات عسكرية وبهيئة نمطية تعزز الصورة للعالم، الموضوع ليس عمالة بقدر ما هو استغلال أوراق.
تحول الثوار إلى ملتحين وشعور مرخاة، وتعارضت صور قصف البراميل بحرق الأحياء وقطع الرؤوس كإصدارات منشورة، ورغم أن النظام استقدم عناصر طائفية شيعية للقتال إلى جانبه باكرًا إلا أن الفصائل المعارضة لم يتسع خطابها وأيدلوجياتها للمعارضة من خارج طائفتها إلا بشكل إعلامي هزيل وبذا تمكن النظام من تحزيب الطوائف والتي يوجد فيها معارضة معه من باب أقل الأضرار لها كالعلويين والدروز.
الفصائل المعارضة تم صبغها بأغلبية هائلة بخطاب أقل سياسية من الموالين للنظام، وغلب عليها الحشد العاطفي واللغة الطائفية، وبذا تمكن النظام من إظهار أن المشكلة ليست سياسية بل طائفية أي ليست مرهونة به، بل ستحصل مهما فعل.
كان باستهداف عدة مناطق في المنطقة والعالم بالعنف الأهوج ورقة رابحة للنظام، إذ أظهر أنه صمام أمان لمصالح خصومه، ومقدرته على ضبط عناصره، بخلاف المحسوبين على معارضته، إذ لا يقدرون على كبح جماح عنفهم الأهوج.
كما إن روسيا تدخلت بثقلها وفق لغة مشتركة قدمها النظام، إلا أن المعارضة لم تستطع تقديم لغة تشملها لتحالف خارجي، وإن تم تقديم بعض السلاح لفصائل قليلة هناك، إلا أنها لم تكن تمثل إلا نسبة قليلة من المعارضة، ومع مجيء ترامب صرح بأنه سيسمح بالنفوذ الروسي ويعتبر النظام أقل الأضرار.
بالمختصر يمكن الحديث هنا عن عدة مفاصل
بقوة أي تحرك سياسي:
1.إخضاع
العنف للتقييم المصلحي واستعماله كوسيلة ضغط سياسي (حتى ولو لم يكن أخلاقيًا)، لا
مجرد عنف أهوج (أي لا يظهر له هدف سياسسي حتى ولو كان أخلاقيًا) يقوي القيادة
السياسية.
2.التركيز
على عدو واحد يقوي التحرك السياسي، مع خطاب دعائي موحد.
3.إمكانية
ضبط العناصر تشكل قوة للقيادة السياسية بخلاف تفلتها.
4.إعطاء
خطاب مشترك مصلحي أو ضمان أقل الخسائر في أسوأ الأحوال للدول المحيطة يقوي القيادة
السياسية.
5.تصدر
العناصر العاطفية للمشهد السياسي يودي بالتحرك تمامًا.
6.صبغ
مشهد ما بصورة نمطية يدفع إلى التعامل معها بطريقة نمطية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق