28 أكتوبر 2017
اختصار الموضوع مع شغب المقلّدين، في مسألة القبليات
حتى نختصر الحكاية، وترون حال هؤلاء
المخبصين في نظرية المعرفة، اعترض من جعل من أجازه عكّازه، ليخوض في هذه المباحث،
إثباتًا للمعرفة القبلية بقوله:
"ما معني قول ابن تيمية بان العلوم
بدأها الله في قلب الانسان؟ ((فلا بد من علوم بديهية أولية يبدؤها الله في قلبه))
"
بطبيعة الحال الحوار مع أمثالهم صار تضييغ
وقت، لكن سريعًا إكرامًا للمتابعين:
هذا النص له ما يماثله في كتابات ابن
تيمية، خذ مثلًا:
"وأما البديهيات - وهي العلوم الأولية
التي يجعلها الله في النفوس ابتداء بلا واسطة مثل الحساب وهي كالعلم بأن الواحد
نصف الاثنين"
(مجموع الفتاوى، ج 9، ص 71.)
(مجموع الفتاوى، ج 9، ص 71.)
إذن هناك أوليات بلا واسطة، ما معنى
الواسطة هنا، والمثال المضروب على أنه أولي بديهي مهم جدًا احفظه.
نبدأ بالواسطة:
1- أما الواسطة فالمقصود منها " الحد الاوسط في القياس، وهو ما يقرن باللام في قولك: "لأنه"، وهذا هو الدليل، والدليل هو وسط في الذهن للمستدل ليس هو وسطاً في نفس ثبوت الصفة للموصوف" (الرد على المنطقيين، ص398.)
يعني ليس المنفي هنا توسط الحس، إنما يقصد توسط دليل، وهذه الأوليات تعني أنك تصدق بها دون طلب دليل عليها، بل بمجرد تصور الواحد، والاثنين، تدرك أن الأول نصف الثاني دون واسطة دليل! بخلاف مثلًا رقم من خانات كبيرة، تطلب الدليل عليه وتقوم بعملية حسابه.
1- أما الواسطة فالمقصود منها " الحد الاوسط في القياس، وهو ما يقرن باللام في قولك: "لأنه"، وهذا هو الدليل، والدليل هو وسط في الذهن للمستدل ليس هو وسطاً في نفس ثبوت الصفة للموصوف" (الرد على المنطقيين، ص398.)
يعني ليس المنفي هنا توسط الحس، إنما يقصد توسط دليل، وهذه الأوليات تعني أنك تصدق بها دون طلب دليل عليها، بل بمجرد تصور الواحد، والاثنين، تدرك أن الأول نصف الثاني دون واسطة دليل! بخلاف مثلًا رقم من خانات كبيرة، تطلب الدليل عليه وتقوم بعملية حسابه.
نأتي للمثال المذكور، (الواحد نصف الاثنين)
هل هذه قبلية بمعنى تسبق أي تجربة؟
يقول ابن تيمية في نفس المثال:
يقول ابن تيمية في نفس المثال:
2- "حتى مثل علمه بأن الواحد نصف
الإثنين، وأن الضدين لا يجتمعان: هو في ذلك كله قد أدرك بحسه ذلك في بعض الأجسام
والأجساد والألوان المتضادة، وعقل ما لم يحسه مثل ما أحسه في ذلك، وأن الحكم لا
يفترق: واحد وواحد، جسم وجسم ولون ولون، وضد وضد: يحكم بذلك حكماً عاماً كلياً."
(بيان تلبيس الجهمية، ج4، ص169.)
(بيان تلبيس الجهمية، ج4، ص169.)
يعني حتى الواحد نصف الاثنين بدأه بحسه
بداية، في الأجسام، ثم عمم بحكم كلي وهذه قضية كلية، فكل اثنين نصفها واحد، هذا
الحكم الكلي، هل هو قبلي التجربة؟
يقول ابن تيمية:
3-"خاصة العقل معرفة الكليات بتوسط الجزئيات" (الرد على المنطقيين، ص368.)
لاحظ توسط الجزئيات هنا لا نقول توسط الاستدلال.
يقول ابن تيمية:
3-"خاصة العقل معرفة الكليات بتوسط الجزئيات" (الرد على المنطقيين، ص368.)
لاحظ توسط الجزئيات هنا لا نقول توسط الاستدلال.
ويقول:
4-"الكليات في النفس تقع بعد معرفة الجزئيات المعينة" (نفس المرجع ونفس الصفحة.)
4-"الكليات في النفس تقع بعد معرفة الجزئيات المعينة" (نفس المرجع ونفس الصفحة.)
المعينات يعني الموجودات الثابتة المحسوسة،
بعد أن يرى جسمين، مثلًا في الواقع، يعني الواسطة المثبتة، هي واسطة الحس، أما
المنفية هي واسطة الاستدلال.
وبعد هذا يقال: لا تفهمون هذا، هذا شأنكم
لكن حذلقتكم في المسألة بل والتشنيع حد التكفير، يدل على سفاهة أحلام، كما وصفها
خير الورى، وأمثالكم حقيق به السخرية لا الدرس ولا المناظرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق