12.17.2017

الفلسفة الإلهية

 24 أكتوبر 2017

الفلسفة الإلهية


لما دخل ابن تيمية في الفلسفة عاب توغله فيها كثير من محبيه، وضاق صدرهم باصطلاحاته وبحوثه، حتى احتد بعضهم في الإنكار عليه، وهذا القسم امتد فيما بعد، فظل يصور ابن تيمية على أنه دخل ليعترض، وأن مجمل بحوثه لم يخرج فيها عن حيز الهدم، وقسم آخر اعتقد ثم نسب إليه ما رآه، والأخير هو الذي جرأ غيرهم عليهم، فرموهم بعدم فهمه.
أشهر خط اليوم في تصوير ابن تيمية سلسلته الذهبية عند التحليل كالتالي:
الدعجاني، القرني، الكردي، الصدر.
بحيث لو قرأت الصدر في فلسفتنا لقدرت على التنبؤ بمحتوى هذه الكتب التالية عليه، والحل الصدري كان بالتالي:
تقسيم الفلسفة إلى 3 أقسام:
1
مادية 2 مثالية 3 إلهية.
وعلى هذا النحو صار هناك فلسفة تسمى إلهية على أنها مستقلة، وفرح بذا إسلاميون كثر وطاروا به كل أفق، وهي في الواقع لا تخرج عن المثالية.
أما في نظرية المعرفة فابتدأ الصدر بمعرفة قبلية كانت بالقوة وتصير بعد الولادة بالفعل.
وهذا ينسحب على الكتب التالية عليه.
تم تركيب ابن تيمية على هذه المنظومة، على أن هناك مجموعة كتب أخرى لما بحثت في ابن تيمية لم تخرج بأنه يقول بالمعرفة القبلية، وميزتها التي تبعد الظنون حولها ابتعادها عن أي تطويع صدري لمقالات الرجل.
كيفما كان فقد لوحظ ضيق عطن كثيرين وبعدهم عن البحث العلمي حينما بدأوا يطعنون بإسلام من يقول بالمعرفة البعدية وينسبونها إلى ابن تيمية، ورميهم بالمتأسلمين، وهذا لا يدل إلا على غلو هؤلاء، وتكفيرهم بالجهل لا العلم.
وإنه لأمر يدعو إلى الطرافة أن يصير البحث الفلسفي، بوجود هذا الصنف يشبه أي شيء إلا الفلسفة، ومع إدمانهم لنوعية من الكتب المعاصرة، بتراجم لا فائدة من ورائها، ففلان مجروح وفلان مبتدع، تدفع القارئ لهم ليتخيل أن هؤلاء لو ترك لهم مجال لجمعوا تراجم الفلاسفة بما يخالف معاجم الأرض.
فتقرأ مثلا: ماركس كان يهوديًا ملحدًا معًا، ودعمه أهل البروتوكولات، جرحه باكونين، وعدله إنجلز، والجرح مقدم على التعديل، وإنجلز متهم بولائه للرجل فتعديله لا يقبل!.
فهذا مستواهم المعرفي، وذا مضمار سباقهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق