12.17.2017

المشكلة في التنمية البشرية.

 17 أكتوبر 2017

المشكلة في التنمية البشرية.


كثيرون يعترضون على ما يسمى (بالتنمية البشرية) دون وعي بالضبط أين الإشكال الفلسفي في أطروحاتها، بل بعضهم يجعلها علمًا يتنافس فيه على الترقي ما بين مدرب، ومحاضر، إلى صاحب كتاب.
وبعضهم يحصل شهادات من بعض المراكز الغربية، فيضحي معه دكتوراه في التنمية البشرية، وهي في الواقع مربحة ولها سوق عمل، حيث إن العديد من الشركات الرأسمالية، تعقد لموظفيها دورات في التنمية البشرية، مما يحفز عملهم، ويقلل من استيائهم، ونظرتهم السودواوية لواقع العمل في إطارها.
وكثيرًا ما يخرج الموظف وقد امتلك من الثقة ومن طرد الأفكار السلبية، نشيطًا، معطيًا بشكل أكبر في عمله، وفي المقابل فإن الشركة تدفع مبالغ لا بأس لها لأولئك المدربين.
بداية فلسفيًّا، فإن الخطين الرئيسيين في الفلسفة مادية، ومثالية، المادية تنطلق من الواقع الموضوعي المحسوس، بخلاف المثالية التي تنطلق من الوعي به، وهذا الوعي ينقسم إلى مدرستين رئيسيتين:
1 –
الوعي الموضوعي: بزعم المثالي أن أفكاره هي موجودة بشكل موضوعي ومستقل عن ذاته.
2 –
الوعي الذاتي: حيث يزعم أنها مرتبطة بوعيه هو.
هذا التقسيم للتسهيل وإلا فكثيرًا ما تتقاطع الذاتية والموضوعية في الفلسفات المثالية.
نرجع لموضوعنا:
التنمية البشرية تقوم على جعل إدراك العالم تابع لتصوراتنا نحن، فإن كانت إيجابية، رأينا الواقع بصورة مختلفة عنه بشكل سلبي، وتستعين لتحسين صورة العالم بعدة طرق:
1 –
منها بعض الحجج المنطقية، وأخرى خطابية.
2 –
شيء من علم النفس المعاصر.
وكيفما دار فهي في المحصلة النهائية تدور في فلك تحسين صورة أداء الموظفين والعاملين في قطاع ما، ولذا تجد على سبيل المثال على أحد أشهر كتب التنمية البشرية وهو كتاب (العادات السبع) لآرسين آر كوفي، أن الشركات وجدته خير معين لتحسين أداء الموظفين فيها.
وبالتالي فالتنمية البشرية تدور في حقل المثالية الذاتية، بإخراج أي تذمر على المنظومة الرأسمالية في قطاع الموظفين في الدرجة الأولى، بطبيعة الحال قد يستعملها البعض على شكل مواعظ بديلة (ليوم الأحد في الكنائس) في الغرب، بعد تهافت الطرح الديني هناك بالأمر بالصبر على مظالم الإقطاع فيما كانت تستعمله في القرون الوسطى لكن هذه المرة في العلاقات الاجتماعية.
فالتنمية البشرية خليط من الفلسفة والخطابة وشيء من نظريات علم النفس، وهي في المحصلة لا تشكل علمًا بقدر كونه علمًا زائفًا، يحاول تحسين النظرة إلى الواقع، دون فلسفة متسقة، وإن كان في المحصلة النهائية يدور في فلك المثالية الذاتية.
كن أفضل!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق