6.24.2017

منشورات عن القبليات والمادية والمثالية



 2 شتنبر 2015


منشورات عن القبليات والمادية والمثالية


1 العقل لا يجوز تصوره مثل تصور كثير من المتكلمين عن الله!


هناك علم قديم وارادة قديمة (تسبق التجربة) وكيف تقيم علاقة بين القديم والحادث باختراعات كثيرة لانه لا تقوم به الحوادث، ويتم التجريد ليبلغ منتها بتصور ذات حاملة للصفات (والتي هي محض تقدير ذهني)
احدى ميزات الانسان ان علمه ليس قديما هناك عقل في الانسان مبدأ الفكر من الدماغ الذي هو مادة هل يوجد علم يسبق المادة الحامل لها؟ الا اذا اثبت مجردات صور مفارقة! ان كألا اذن هو بعد المادة.
الفكر ما هو؟ تجريد اي وجود ذهني.
هذا الوجود هل يعكس المعين ام توجد موجودات قبلية لا نعرف لربما ازلية عند من يقولون بها وهذا ليس تشنيعا بل لربما لازم قوي؟
هنا مكمن الخلاف، لا يصح حل المسألة وفق. طريقة ابن تيمية بالتفريق بين الصفة القديمة كنوع والحادثة كأفراد لله ببساطة لان الانسألا يوجد فيه علم قديم ازلي: اخرجنا لا نعرف شيئا.
وهذا لا ينفي القدرة على المعرفة بما تهيأ للانسان من الحواس والعقل.
والتجريد كله بعدي الا اذا اثبت مجردات تسبق المعين وهذا مآله الى اثبات كليات خارجية.

2


الرازي في المطالب العالية من القلة الذين تنبهوا لكون حل مشكلة الاختيار في الانسان فلسفيا تعني حل مشكلة صدور المحدث عن الله.
فالانسان كيف سيختار هل له قدرة (مؤثرة) في افعاله ام لا وهل هي محدثة ام لا ونحو هذا.
نفس الشيء يقال عن العقل فكثيرون ينتقدون الحل الاشعري في صدور المحدث عن القديم في الموضوع (الالهي) ويتفننون بنقد مسلمات هذا القول من مقدماته.
لكن لما يصل الامر لعلاقة الدماغ بالوعي يحلونها وفق كثير من التصور الاشعري. ولو كنت اشعريا ما مرت هذه النقطة مرور الكرام بل ساثبت التناقض عندهم بين الحلين بل وتسليمهم بمقدمات ما ينفونه من الثاني الذي يسلمونه.
فهم يسلمون بوجود معارف (مهما كانت) قبلية، اي سابقة للحس فلا يمكن اختبار صحتها بالحس ثم يحاربون التجريد (باسم التنزيه) بأنه مخالف للعقل المجرد عن الحس.
لكنهم يغفلون ان عندهم ما لا يقبل اختباره بالحس فما المانع من وجود أشياء في الواقع لا يمكن محاكمتها باي شي تجرد عن الحس لا يحاكم الا وفق ما قبل التجربة.
وهنا سيضعونهم بمأزق التفرق بين المعرفتين، وبالضابط في التفريق،
فؤلئك الذين حاربوا التجريد في الاهيات يجعلون في الدماغ معارف قديمة كأن الدماغ والحواس غير موجودة.
ويحاولون تبرير علاقة القديم السابق على التجربة بالمحدث من المعارف.
ولذا لما تسأل عن تلك العلوم القديمة كل يعطيك شيئا غيره ينفيه.
والسؤال اذا كان ابن تيمية يضع المعارف كلها في اطار النسبية الاضافية فهلا وجدتم حلا لجنس المعارف التي هي مجردات ذهنية هل تسبق المعينات ام تتلوها.
هل الوعي يسبق المعين ام العكس تبقى المشكلة الاساسية في الفلسفة وبحلها يحدد المرء موقعه تماما.

3 قليل من الحياء لا الوعي!


بعض الناس ممن استمرأ استغلال التكفير كحق له ولحزبه، إذا سمع من يقول: يولد الإنسان ولا يعرف أي شيء قبلي.
طار مشنعا: هؤلاء عبيد جون لوك فهو يقول هذا.
وآخر يصفه بأنه من صميم قول الملاحدة!
وآخر ينفر كأنك تقول الكفر بعينه!
مع ان الله عز وجل يقول بصريح النص:
والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا
لا: نفي، شيئا: نكرة، والنكرة في سياق نفي تعم أي لا يعلم أي شيء، فهذا نص ظاهر قبل أن يولد جون لوك!
لكن أبدا، فتجد بعض من تخصصه تتبع الألفاظ المحتملة من الناس ويتحذلق فيها يبرر هنا قول من قال عن هذا: من صميم أقوال الملاحدة.
ومن عجائب الدهر: أن نرى بعض من انتسب لابن تيمية يلزمه القول بأن ظاهر القرآن كفر أو باطل محض على الأقل ويلزم تأويله!!
نعم الإخوة لكم الأشعرية إن كان لهم كل مرة ولكم كل حلوة!
وترى جرأة أخرى عجيبة على التأويل وكأن هذه الآية غير موجودة في القرآن ويرمون الأقوال دون أي مراعاة للنص هذا وأمثاله، وأقصى ما هنالك الاستدلال بالفطرة على ان الفطرة في النصوص لا يوجد فيها اثبات علم قبلي منفي في تلك الآية.
وهنا قول من يقول يوجد علم لكن الانسان لم يشعر به.
فيقال فهب ذلك فهل الله لم يعلم به حتى ينفيه؟
فمتى قال لكن الاية لم تنف كل علم التحق بمن يتوقف في العموم، وان قال بل عارضه نص الفطرة فيقال له بل عارضته فلسفتك انت المستلة تارة من كانط وتارة من افلاطون!
فليس في نص الفطرة اثبات اي علم قبلي.
فقبل الحذلقة والرمي بالقدح والتكفير المبطن، قليل من الحياء فقط.

4


اريد أسأل سؤالا لو ان واحدا صور مذهب ابن تيمية بقوله ان عنده:
طرق اﻟﻌﻠﻢ ﺛﻼث: أﺣﺪﻫﺎ: اﻟﺤﺲ اﻟﺒﺎﻃﻦ واﻟﻈﺎﻫﺮ، وﻫﻮ اﻟﺬي ﺗﻌﻠﻢ ﺑﻪ اﻷﻣﻮر اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﺑﺄﻋﻴﺎﻧﻬﺎ.
واﻟﺜﺎﻧﻲ: اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ واﻟﻘﻴﺎس، وإﻧﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﺲ، ﻓﻤﺎ إﻓﺎده اﻟﺤﺲ ﻣﻌﻴﻨﺎ ً ﻳﻔﻴﺪه اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻘﻴﺎس ﻛﻠﻴﺎ ً ﻣﻄﻠﻘﺎ، ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻢ ﺷﻲء ﻣﻌﻴﻦ، ﻟﻜﻦ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺨﺎص ﻋﺎﻣﺎ ً، واﻟﻤﻌﻴﻦ ﻣﻄﻠﻘﺎ ً، ﻓﺈن اﻟﻜﻠﻴﺎت إﻧﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ، ﻛﻤﺎ أن اﻟﻤﻌﻴﻨﺎت إﻧﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎس.
واﻟﺜﺎﻟﺚ: اﻟﺨﺒﺮ، واﻟﺨﺒﺮ ﻳﺘﻨﺎول اﻟﻜﻠﻴﺎت واﻟﻤﻌﻴﻨﺎت واﻟﺸﺎﻫﺪ واﻟﻐﺎﺋﺐ، ﻓﻬﻮ أﻋﻢ وأﺷﻤﻞ، ﻟﻜﻦ اﻟﺤﺲ واﻟﻌﻴﺎن أﺗﻢ أﻛﻤﻞ.

ماذا سيكون موقف المؤولين لكلامه والمتعلقين بشيء هنا وآخر هناك من عباراته! التي ترتبط بقواعد المعرفة عنده، انك تقول هنا انه لا يقول بأوليات عقلية تسبق التجربة، لكنها تتبع الحس! انه يجعل الوعي بعد الشيء المعين المنقول بالإحساس!
انهم يريدونه مثاليا فهذا النص لو قدر المكابر منهم على محوه لفعل!
انه يقول صريحا: اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ واﻟﻘﻴﺎس، وإﻧﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﺲ.
انه بعدي وليس قبليا يا سادة!
والنص هذا من (درء ج 7 ص 324.)

5


بعضهم: اكتشف ان ابن تيمية يقول بوجود اوليات تسبق التجربة لا يحس بها الانسان (لكنها موجودة) قبل اي تجربة.
بعضهم: فرق بين الكليات الذهنية واصلها ابتدائي يسبق التجربة وبين الكليات التي تدل على موجود في الواقع.
بعضهم: جعله يقول بقوانين ارسطو ابتداء! الهوية، النقيضألا يجتمعان، الثالث المرفوع، السببية قبل اي حس.
ومتوقع ان تطول الحلول المهم عندهم ان يظل مثاليا يقول بالوعي قبل اي حسي!
لكنه يقول لهم الكليات بعد الحس، ويحصر طرق العلم في ثلاثة:
1-
الحس (وهذا هو القبلي بالنسبة للبشر) وهو الذي ينقل الموجود المعين.
2-
كلي (وهو لاحق، بعدي، بعد التجربة)
3-
خبري وهو ينقل المعرفة لجنس البشر فلا يشترط ان يدخل كل انسان بالتجربة الحسية.

واي تقسيم لدرجات المعرفة (ضروري، بديهي، يقيني، ظني) يحاولون اخراجه عن التقسيم الثلاثي السابق.
لكن ابن تيمية يقول لهم هذا نسبي اضافي ليس راجعا لنفس المعلومات بل لنفس العالم بها!
اي لا تخرج المعرفة عن القسمة السابقة.

لكن هذا كأنه غير موجود، ايها السادة لعلكم تخلطون بين اقوال ابن تيمية ونظرية المعرفة عند ابن سينا فحسب!

6


ابن سينا من الأشخاص الذين أحبوا تغليف الموروثات الفلسفية اليونانية بصبغة دينية، فلا عجب ان سمى الاسكندر الاكبر بذي القرنين حتى يقول بان ارسطو معلم ذي القرنين!
ومن تلك التسميات التي اطلقها على محتويات ارسطية وافلاطونية (الفطرة).
فجعل القول بوجود اوليات عقلية غير التالية للحسيات هي الفطرة!
فهي مقدمات البرهان، اولية فطرية (بذلك المعنى)
الطريف ان يسقط بعضهم نصوص ابن تيمية على هذا الاصطلاح! وبعدها يقول لك نحن لسنا مقلدين!!

7


الاستدلال بالفطرة على من انكر معارف قبلية مصادرة عن المطلوب.

فالفطرة وهي اصل الخلقة يقول من اثبت معارف بعد التجربة ان وجود المعرفة الكلية بعد الحس انما هو (بطبيعة التكوين الانساني).
وان تلك الكليات مأخوذة عن الحسيات ويجردها العقل.
ومن زعم غير هذا فقد خالف التكوين الانساني، وهذا التكوين (يوجب) المعرفة وفق هذه الطريقة، فهو يستلزم ويوجب المعرفة لا انها موجدة قبله تحت اسم (أوليات).
وهذا التكوين هو الفطرة، والمخالف يزعم ان المعرفة السابقة على الحس هي الفطرة ويريد ان يشنع بان غيره مخالف للفطرة! على ان خصمه يرميه بهذا!
وهي النتيجة التي لا يصح جعلها مقدمة.

8 اتحاف العباد بقبلية معرفة الاستحداد!(12 شتنبر 2015)


عندما كان ابن تيمية ينقد ارسطو كان بنظر اتباعه ينقد العقل! ولذا لا عجب ان يقول الصفدي كامتداد للتاثر بتسليم العقل لارسطو بان عقل ابن تيمية اصغر من علمه!
على اي حال، نفس الشي اليوم فيما يتعلق بـ (الفطرة) التي يحاول المتأثرون بأفلاطون وصولا إلى الحل الكانطي جعل الفطرة هي كل معرفة تسبق التجربة، فهناك مثلا كلية وضرورة قبلية! زمان ومكان قبلي عند كانط، اي معارف معينة قبلية يسمونها فطرية.
ومتى وجدوا نصا فيه فطرة او معرفة فطرية قالوا وجدناها انه يقصد معرفة قبلية تسبق اي تجربة، ولد بها الانسان!
لا اعرف تماما الى اي درجة يمتد بهم التاويل، فالفطرة تعني اصل الخلقة اي تكوين الانسان والمعرفة المتسقة مع التكوين الاصلي هي فطرية والمعارف العقلية كلها بعدية.
لكن عند هؤلاء الفطرة = معرفة قبلية.
ثم يحاول مشغبهم التشنيع بالنصوص، على ان النصوص ليست في صالحه!
مثلا من الفطرة الاستحداد بالنص! فهل الاستحداد قبلي؟
نتف الابط، قص الشارب، هذه فطرية بعدية ام ان المرء يولد وهو يعرف انه سيكون له لحية وشارب وسيحف شاربه ويستحد وينتف ابطه او يحلقه الى اي درجة يبعث هذا التصور على الضحك؟!!
لكن المعصوم يسميها فطرة فهل يفهم عاقل انه يقصد قبلية!! وهذا يرينا الى اي مدى تصل المثالية ان تمسحت بالنصوص.
فهذه معارف بعدية وهي من الفطرة، فلم الحذلقة وتاويل اية صريحة (اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا) من اجل ود المثالية؟ بل ونسبة ذلك الى النصوص.
من اجل جعلهم فطري = قبلي!
!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق