6.24.2017

عن كتاب (منهج ابن تيمية المعرفي) لعبد الله بن نافع الدعجاني



 9 غشت 2015

عن كتاب (منهج ابن تيمية المعرفي) لعبد الله بن نافع الدعجاني

1

يذكر الدعجاني الكتب التي تعرضت لفلسفة ابن تيمية ومنها: كتاب عبد الكريم أجهر " ابن تيمية واسئتاف القول الفلسفي في الإسلام " وقال: " لم يجاوز شرح بعض تصوراته الفلسفية الإلهية."
(منهج ابن تيمية المعرفي: قراءة تحليلية للنسق المعرفي التيمي، عبد الله بن نافع الدعجاني، تقديم: عبد الله بن محمد القرني، تكوين للدراسات والأبحاث، الخبر – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1435 هـ - 2014 م، ص 25.)
هذا قصور في نقد الكتاب المذكور، ولا أعرف إن كان المؤلف قرأ الكتاب أم مجرد مطالعة... باختصار الكتاب هذا ضعيف ويكفي أنه يعتمد كلام ابن بطوطة في نسبة قول لابن تيمية وتصويره، وهو ما لا يصمد عند أدنى نقد.

2

" جاءت واقعية ابن تيمية ردا على تلك الواقعيات الزائفة، إذ انطلقت من مبدأ استقلال الوجود عن إدراكنا، كما يصرح به في مواضع عدة من كتبه.
 
لكنه لم يكن غارقا في واقعيته، بل كانت رؤيته الواقعية متوسطة بين المثالية الحالمة المنفكة عن الواقع الخارجي، والمادية التي لا ترى في الوجود سوى المادة وتجلياتها، ويظهر ذلك في توازنه بين الوجود الذهني والوجود الخارجي، وتلك قضية مركزية في فكره."
(منهج ابن تيمية المعرفي: قراءة تحليلية للنسق المعرفي التيمي، عبد الله بن نافع الدعجاني، تقديم: عبد الله بن محمد القرني، تكوين للدراسات والأبحاث، الخبر – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1435 هـ - 2014 م، ص 60 - 61.)
بدأنا هنا بمواضيع (الإنشاء الظريفة)!
 
واقعية = هذه ما معناها تحديدا! لا تعرف بالضبط المقصود من المؤلف مع أنه يسهب في تفسير كلمات مفسرة أصلا (نسق، منهج.. إلخ) أما هنا فلا تحديد حتى الآن.
ليس مغرقا في واقعيته مع أنه واقعي = صورة فنية جميلة لكن ما معنى هذا!؟
إنه يجعله وسطا بين المثالية والمادية = والطريف أنه يقول بأنه انطلق من مبدأ استقلال الوجود عن إدراكنا = أفلاطون يسلم بهذا بالمناسبة! ولا يجعل هذا القسمة مثالي مادي واقعي! بل أفلاطون كان مثاليا موضوعيا لأنه يسلم باستقلال الوجود (العالم، الموضوع) عن إدراكنا لكنه يجعله تابعا للكلي (الروحي، المثل الأزلية) وهذا ما يجعله مثاليا.
أما توازن ابن تيمية في الذهني والوجود الخارجي! توازن؟ ما معناها؟ إنه يجعل الذهني تابعا للخارجي.
 
المشلكة أن هذه الأمور لا مجال فيها للتوسط إما الوجود بداية الخارجي أو الذهني! أما توسط فهذا تهوس بهذه الكلمة في غير موضوعها.

3

اجد أن المؤلف (الدعجاني) يلقي كلاما في نصوص ابن تيمية، بدل أن يجعلها هي تتكلم ويبرز ما فيها! إنه يجعل ابن تيمية متحدثا عنه لا العكس! حتى الآن.
أول 100 صفحة من منهج ابن تيمية المعرفي

4

من الأمثلة التي يستهل فيها الكتاب نقد ابن تيمية على الفلاسفة ما يصوغه المؤلف بالعبارة التالية:
" إخضاع الحقائق الشرعية إلى حكم العقل المجرد، والأمثلة كثيرة، أبرزها التفسير الفلسفي للنبوة، حيث فسروا حقيقة النبوة تفسيرا عقليا "
(منهج ابن تيمية المعرفي: قراءة تحليلية للنسق المعرفي التيمي، عبد الله بن نافع الدعجاني، تقديم: عبد الله بن محمد القرني، تكوين للدراسات والأبحاث، الخبر – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1435 هـ - 2014 م، 88).
هل (الكاتب) هضم منهج ابن تيمية بحق؟ هذه العبارة تشيء بالنفي!
بل الكاتب هنا يسير بفلك رفض (العقلانية)! الأمر الذي يذكرني بكتاب علي الحلبي: "العقلانيون أفراخ المعتزلة العصريون "!!
 
وابن تيمية لم يسلم للفلاسفة أصلا بأن تفسيرهم عقليا صحيح! فكيف يقال بأنه انتقدهم بأنهم فسروا النبوة عقليا! ولماذا صنف ابن تيمية الصفدية إذن؟ ما فعل إلا ليبين تهافت الصرح المنسوب زورا إلى العقل! فلا يقال انتقد تفسيرهم للنبوة عقليا.
 أما موضوع إخضاع الحقائق الشرعية للعقل فهذه غير سليمة البتة بل باطلة في كتاب يفترض أن يعكس فهم ابن تيمية لا فهم الكاتب، فابن تيمية ما عاب عليهم هذا بل بين أن ما يسمونه بالعقل مجرد سفسطة ومغالطات.
 
وألف ابن تيمية (درء تعارض العقل والنقل) فعنده العقل الصحيح يوافق النقل الصريح، والحق في العقليات سيسلم بصحة الشرعيات وإلا فالخلل في العقل!
 
الكاتب هنا يقدم تنازلا لم يقدم عليه ابن تيمية باعترافه بعقلية ما تم طرحه من خصوم ابن تيمية.

5

يتردد في كتاب (منهج ابن تيمية المعرفي) المنهج الفلسفي ـ الفلاسفة، نقد ابن تيمية الفلاسفة!
كأن الأمر تفريغ لرفض الفلسفة باسم الرجل!
ابن تيمية كثيرا ما يعبر عنهم بالمتفلسفة كما كان عنوان كتابه (بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة...)
 
ولما سمى بعض الناس فقهاء الحنفية بالمتفقهة نقده قطلوبغا نقدا شديدا في رسائله، إذ يعني هذا أنهم يتكلفون الفقه وليسوا فقهاء.
 
كان بودي لو أن الكاتب بين هذا بدل الاندفاع فيما يطرحه، فضلا عن ان ابن تيمية عنده اللام للعهد ابتداء لا للجنس، فهو يتحدث عن قوم معينين من الفلاسفة وقد نص على هذا صراحة في منهاج السنة، وبين من يقصدهم الغزالي في التهافت، الغزالي نفسه بين انه يتحدث عن ابن سينا والفارابي، كان يفترض أن يبين هذا الكاتب قبل الشروع.

6 يزج الكاتب تصوره زجا في طرح ابن تيمية 

" هل الفطرة المعرفية متوقفة على الواقع الخارجي، أو مكتفية بنفسها مستغنية عنه في تحصيل معارفها؟
 
طرح ابن تيمية هذا السؤال المعرفي وأجاب عليه بتأكيد افتقار الفطرة المعرفية إلى انتفاء المانع الخارجي، واستغنائها عن وجود الشرط في الواقع الخارجي، فهي كافية بذاتها لحصول المعرفة، مستغنية عن الأدلة والشروط الخارجية، لكن بشرط زوال المانع "
(منهج ابن تيمية المعرفي: قراءة تحليلية للنسق المعرفي التيمي، عبد الله بن نافع الدعجاني، تقديم: عبد الله بن محمد القرني، تكوين للدراسات والأبحاث، الخبر – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1435 هـ - 2014 م، 106).
هذا كلام غير صحيح، ببساطة لأن ابن تيمية يقول بأن الإنسان يولد ولا يعلم شيئا، والإسلام المقصود إنما هو الاستعداد والقابلية له، والمانع المذكور في الحديث هو عائق (أيدلوجي: يهودانه – ينصرانه)، ثم إن الواقع المقصود لا يقتصر على دين بل يشمل كل المدخلات الحسية، وابن تيمية أسهب في دور تلك المدخلات في تشكيل الكليات التي عمل بها التفكير. في عدة كتب منها الجواب الصحيح، وبيان التلبيس وغيرها!
 
باختصار ما يذكره الكاتب هنا يجب أن يوضع في شرح نظرية أفلاطون لا ابن تيمية!

7

كثيرة هي النقول عن ابن تيمية في الكتاب المذكور، وكثير هو التوظيف المغلوط للكاتب لها، ولكن لكثرة تلك النقول يمكن أن يقال بأن قراءتها لوحدها تكفي في رد ما يلقيه الكاتب على لسان ابن تيمية، وسأقتبس عنه شيئا من اقتباساته تلك مع اختلاف التوظيف:
" معلوم أن الحقائق الخارجية المستقلة عنا لا تكون تابعة لتصوراتنا، بل تصوراتنا تابعة لها "
(منهج ابن تيمية المعرفي: قراءة تحليلية للنسق المعرفي التيمي، عبد الله بن نافع الدعجاني، تقديم: عبد الله بن محمد القرني، تكوين للدراسات والأبحاث، الخبر – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1435 هـ - 2014 م، ص 188 – عن ابن تيمية: الرد على المنطقيين ص 113).

8

سأعرض بعض نصوص ابن تيمية الواردة في الكتاب المذكور، وليقارن الباحث بينها وبين عملية توظيفها في الكتاب إذ يشبه الكاتب نظرية ابن تيمية بالكوجيتو الديكارتي! التي تملؤها المثالية! وإن كان فيها شقا مادية (تسمى ثنائية).
*" الفرق بين البديهي والنظري إنما هو بالنسبة والإضافة "
(منهج ابن تيمية المعرفي: قراءة تحليلية للنسق المعرفي التيمي، عبد الله بن نافع الدعجاني، تقديم: عبد الله بن محمد القرني، تكوين للدراسات والأبحاث، الخبر – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1435 هـ - 2014 م، ص 188 – عن ابن تيمية: الرد على المنطقيين ص 192.)
*" بين كون القضية أولية أو غير أولية فرق إضافي بحسب أحوال الناس "
(منهج ابن تيمية المعرفي: ص 193، عن الرد على المنطقيين ص 444.)
*" كون المسألة قطعية أو ظنية ليس هو صفة ملازمة للقول المتنازع فيه "
(منهج ابن تيمية المعرفي: ص 193، عن مجموع الفتاوى 19 - 211.)
" ان الموجودات المتصورة، إما أن يتصورها الإنسان بحواسه الظاهرة... وإما أن يتصورها بمشاعره الباطنة... مثل الجوع والشبع والحب... "
(منهج ابن تيمية المعرفي: ص 205، عن الرد على المنطقيين ص 52 - 53.)
" معلوم أن الحقائق الخارجية المستقلة عنا لا تكون تابعة لتصوراتنا، بل تصوراتنا تابعة لها "
(منهج ابن تيمية المعرفي: ص 188 – عن ابن تيمية: الرد على المنطقيين ص 113.)
"لا يلزم من كونهم مولودين على الفطرة أن يكونوا حين الولادة معتقدين للإسلام بالفعل، فإن الله أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا، ولكن سلامة القلب وقبوله وإرادته للحق الذي هو الإسلام بحيث لو ترك من غير مغير لما كان إلا مسلما، وهذه القوة العلمية والعملية التي تقتضي بذاتها الإسلام ما لم يمنعها مانع "
(منهج ابن تيمية المعرفي: ص 105، عن مجموع الفتاوى ج 4، ص 227.)
*"فإن أصل الفطرة التي فطر الناس عليها إذا سلمت من الفساد إذا رأت الحق اتبعته وأحبته.
إذ الحق نوعان:
حق موجود: فالواجب معرفته والصدق في الإخبار عنه، وضد ذلك الجهل والكذب.
 
وحق مقصود: وهو النافع للإنسان، فالواجب إرادته والعمل به، وضد ذلك إرادة الباطل وإتباعه."
(منهج ابن تيمية المعرفي: ص 105، عن مجموع الفتاوى ج 4، ص 241.)
*" الحسن والقبح من أفعال العباد يرجع إلى كون الأفعال نافعة لهم وضارة لهم "
(منهج ابن تيمية المعرفي: ص 214، عن الرد على المنطقيين ص 214.)
*" المراد بقولنا حسن أنه ملائم نافع، والمراد بقولنا قبيح أنه ضار مؤذ، وهذا أمر فطري "
(منهج ابن تيمية المعرفي: ص 214، عن الرد على المنطقيين ص 474.)

9

"مبدأ الفكر والنظر في الدماغ "
(منهج ابن تيمية المعرفي: قراءة تحليلية للنسق المعرفي التيمي، عبد الله بن نافع الدعجاني، تقديم: عبد الله بن محمد القرني، تكوين للدراسات والأبحاث، الخبر – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1435 هـ - 2014 م، ص 285 – عن مجموع الفتاوى، ابن تيمية ج 9، ص 303 - 304.)
المنهج الميتافيزيقي يرفض هذا فالوعي عنده متعلق بشيء ما ورائي روحاني نفس بدون مكان! والدماغ مادة فعندهم عقدة من هذه يريدون، حول هذا يدور كتاب الصدر (فلسفتنا)، لكن نظرية ابن تيمية في فصام تام مع المثالية.

10

" العلم له طرق ومدارك وقوى باطنة وظاهرة في الإنسان، فإنه يحس الأشياء ويشهدها ثم يتخيلها ويتوهمها ويضبطها بعقله، ويقيس ما غاب على ما شهد "
(منهج ابن تيمية المعرفي: قراءة تحليلية للنسق المعرفي التيمي، عبد الله بن نافع الدعجاني، تقديم: عبد الله بن محمد القرني، تكوين للدراسات والأبحاث، الخبر – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1435 هـ - 2014 م، ص 302 – عن بيان تلبيس الجهمية 1 / 434.)
جزئي = ينتقل بالحس.
ثم...
مجردات، كليات = عقل
 
العمليات الذهنية قياس وغيرها..
المادي أم الوعي عنده!؟ أم موضوع الإنشاء الطويل وقد وازن بين الوعي والمادة!
 
ثم تفيد ترتيب مع تراخي على ما أظن!

11


"
العقل خاصة القياس والاعتبار والقضايا الكلية، فلا بد له من الحسيات التي هي الأصل ليعتبر بها."
(منهج ابن تيمية المعرفي: قراءة تحليلية للنسق المعرفي التيمي، عبد الله بن نافع الدعجاني، تقديم: عبد الله بن محمد القرني، تكوين للدراسات والأبحاث، الخبر – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1435 هـ - 2014 م، ص 303 – عن مجموع الفتاوى 13 / 75-76.)
الحسيات هي الأصل..

12


"
الإنسان يشهد بحسه الباطن والظاهر أمورا معينة جزئية على صفات ثم يعقل بما يجعله الله في عقله من العبرة والقياس."
(منهج ابن تيمية المعرفي: قراءة تحليلية للنسق المعرفي التيمي، عبد الله بن نافع الدعجاني، تقديم: عبد الله بن محمد القرني، تكوين للدراسات والأبحاث، الخبر – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1435 هـ - 2014 م، ص 303 – عن بيان تلبيس الجهمية 4/ 619.)
جزئي ثم كلي...
 
حسي ثم عقلي

13

(منهج ابن تيمية المعرفي: قراءة تحليلية للنسق المعرفي التيمي، عبد الله بن نافع الدعجاني، تقديم: عبد الله بن محمد القرني، تكوين للدراسات والأبحاث، الخبر – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1435 هـ - 2014 م، ص 304 – عن بيان تلبيس الجهمية 4/ 621.)
لاحظ ضروري او غير ضروري = الكلي أصله حسي لكن تم الاعتبار بعملية قياس إلى غيره...
 

14

(منهج ابن تيمية المعرفي: قراءة تحليلية للنسق المعرفي التيمي، عبد الله بن نافع الدعجاني، تقديم: عبد الله بن محمد القرني، تكوين للدراسات والأبحاث، الخبر – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1435 هـ - 2014 م، ص 304 – عن مجموع الفتاوى 9/ 71 – 72.)
 

15

(منهج ابن تيمية المعرفي: ص 307، عن الرد على المنطقيين ص 413.)
الرد على المنطقيين من أواخر ما كتب ابن تيمية إن لم يكن آخره فقد قرئ عليه في عام وفاته كما سجل الناسخ آخره.
على أي حال أين كانط بالموضوع! لكنها المثالية المتربعة في عقول القوم!
 

16

(منهج ابن تيمية المعرفي: ص 331، عن الدرء 299/10.)
هذا الكلام يصلح كرد على أمثال كتاب (العقلانيون: أفراخ المعتزلة العصريون)، وعلى إعابة تفسير النبوة (عقليا)! ويبين أن الاعتذار عن الكاتب في هذا من بعض الإخوة لا وجه له هنا، ببساطة لأننا لا نطالب الكتاب المذكور إخبارنا عن منهج المؤلف بل منهج ابن تيمية هو المقصود... ولو غير العنوان إلى نظرتي في ابن تيمية لكان للأمر وجه!
 

17

"القول بفطرية تلك المبادئ (العقلية يقصد) وقبليتها لا يتنافى مع كونها تتشكل من الخارجي "
(منهج ابن تيمية المعرفي: ص 331)
قبليتها هذه من كيس المؤلف! ويقول لك لا تناقض بين كون المعارف الأولية (قبلية) = يعني تسبق أي تجربة، وبين كونها تتشكل بداية من التجربة! لا تناقض أبدا!!!
والرجل في نفس الصفحة ينقل عن ابن تيمية هذا الكلام التالي الذي ينسف (خيالاته المثالية) لكنه يراه يعزز كلامه!
ثم يختم خرافته تلك بقوله " وتلك جوهر رؤية الفيلسوف (كانت) "!
لا يا شيخ! كانط المبادئ القبلية عامة تسبق أي تجربة عنده، وفقط المعين منها تشهده التجربة، الأمر مثل العموم والخصوص، العموم موجود قبل التجربة، والمعين (الخاص) بالتجربة! (كما في نقد العقل المحض)
أما ابن تيمية فالعام لا يسبق أي تجربة! بل يأتي بعد التجربة.
 

18

المؤلف يستدل على ان ابن تيمية يقول بوجود معارف قبلية (تسبق أي تجربة) برد ابن تيمية على من جعل العقل صفحة بيضاء! والرجل لم يفهم كلام ابن تيمية البتة!
باختصار رد ابن تيمية على من جعل الانسان صفحة بيضاء كان للوازم هذا القول، وهو أنه يجعل العقل البشري قابلا لأي شيء يوضع فيه صحيح أم خطأ، ويجرد الدماغ عن القدرة على معرفة الصواب! فرد ابن تيمية عليه بأن فيه قوة أي الدماغ يقدر على معرفة الحق.
وإلا فلو قيل بالقول الأول لأمكن السفسطة بأن العقل لا يعرف الحق فقط يعرف ما تم تلقينه.
وإلا فابن تيمية يسلم بولادة الإنسألا يعرف شيئا (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا).
لا أقدر على تتبع كل زلات المؤلف، إنما هذه إضاءات تسقط قيمة الكتاب كليا (باستثناء الاقتباسات طبعا ههههه).

19

الكاتب هنا يتفطن أخيرا لمثالية كانط في الأخلاق ويجعله نقيضا لابن تيمية فيها، ولا يفطن المؤلف أن هذا انسجام كانط مع نظريته في المعرفة! لكنه يجعل نظرية ابن تيمية في المعرفة = جوهر نظرية كانط.
نظريتان منسجمتان في الأصل لكن يتصارعان كليا في الامتداد! كيف يفسر هذا! لا يوجد أي نظرة عامة عند المؤلف تجعله يفطن لأصل الخلاف الكامن في نظرية المعرفة بينهما.
(منهج ابن تيمية المعرفي: قراءة تحليلية للنسق المعرفي التيمي، عبد الله بن نافع الدعجاني، تقديم: عبد الله بن محمد القرني، تكوين للدراسات والأبحاث، الخبر – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1435 هـ - 2014 م، ص 394.)
 

20

يسمي المؤلف مذهب أفلاطون بالمذهب الفلسفي الواقعي! (منهج ابن تيمية المعرفي: ص 468)
ويقول بأن ذلك المذهب الوقعي (كذا)! يقول بأسبقية الكليات على الجزئيات..
هذا يرينا لأي مستوى يضطرب الكاتب! فمذهب أفلاطون واقعي! فلسفي..
ومن أمثلة ما في الكتاب:
"
إطار الوجود الذهني واسع جدا، وهو غير مشروط بالواقع الخارجي..... لكن حرية الوجود الذهني مقيدة بالمحسوس، مادة الوجود الخارجي "!! (ص 447.)
هل بقي شيء لم يغالط فيه المؤلف؟!

21

كتاب الدعجاني رغم ضعفه قيمته في فهم ابن تيمية، لكن له قيمة كبيرة في فهم فئات كثيرة تتناول ابن تيمية.
انه يكشف تلك المثالية المتحكمة في تصوراتهم الفلسفية..
وقد سبق ألاحظت أن علي الحلبي = كان قد مال إلى كانط.
والكاتب هنا نفس الشيء.
على اختلاف المدرستين لكن هنا زاوية تلاق بينهما، في تأويل ابن تيمية..
هوس بالقبليات الذهنية السابقة على التجربة (التي تفتح مجالا رحبا للاهوت، والخرافات...)
وفي نفس الوقت تسمح بتبرير أي واقع بسفسطة مثالية.

22

" الحس به تعرف الأمور المعينة، ثم إذا تكررت مرة بعد مرة، أدرك العقل أن هذا بسبب القدر المشترك الكلي، فقضى قضاء كليا أن هذا يورث اللذة الفلانية، وهذا يورث الألم الفلاني "
(منهج ابن تيمية المعرفي: قراءة تحليلية للنسق المعرفي التيمي، عبد الله بن نافع الدعجاني، تقديم: عبد الله بن محمد القرني، تكوين للدراسات والأبحاث، الخبر – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1435 هـ - 2014 م، ص 530. عن الرد على المنطقيين: 431.)
كل هذه النصوص التي يقتبسها الكاتب ولا توحي له بشيء يناقض مثاليته!

23

بالنسبة لكتاب الدعجاني...
لمحبي الفلسفة: هناك شيء اسمه مثالية، وشيء آخر اسمه مادية، وبينهما مسألة تعرف بـ (المسألة الأساسية في نظرية المعرفة)!
فليحاول المرء أن يقرأ فيها من باب المطالعة يعني، قبل أن يفرغ حمولته في 800 صفحة!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق