6.24.2017

نصوص ابن تيمية في الأشعري وتحسين الظن به



 6 يناير 2016

نصوص ابن تيمية في الأشعري وتحسين الظن به

1  

أعرف نصوص ابن تيمية في الأشعري وتحسين الظن به ونحو ذلك.. لكن هذا كله لا يجعلني أتعامى عن نصوص أخرى لغيره افترضت أنه كان له لسانان واحد للعامة وآخر للأحباب!
اقرأ ببساطة موقفه في مقالات الإسلاميين!
الإبانة الكوثري نفسه يقول لك كتبها لتأليف الحنابلة يعني لسانان يا عم!
ثم اقرأ مقالاته التي يحكيها ابن فورك!
طبعا الأشعري (رجل مبالغ فيه) يعني تراثه الذي وصلنا (وقد قرأته) لا يجعلك ترى أي مسحة عبقرية، ترى مماحكات والتزامات، وأقوالا متعارضة، وأخرى متناقضة..
كأنه كان يعلق على كل مسألة بما يعن له!
لا أنه عكف على تكوين منظومة، ثم جاء من بعده ورتبوا هذه الفوضى بطريقة متحذلقة أحيانا تحتاج إلى شرح، وهيبة المتن تفرض وكأنه كتاب نزل من السماء!

2

باختصار نصوص ابن تيمية في الأشعري وتحسين الظن به ونحو ذلك لا بد أن تقرأ في سياقها التاريخي، فلا يلزم من مخالفتها مخالفة ابن تيمية بالضرورة، ببساطة لأن الإخوة رحمهم الله كفروه واستحلوا دمه، وأكرهوه على توقيع شيء يوافق الأشعري = مثل عمار بن ياسر الحكاية.
وتعاملوا معه في سجنه بطريقة أسوأ من اليهود والنصارى كما قال هو.
فنحن هنا أمام معرض إكراه، والرجل كل فترة كان يشرف عندهم، والتحقيق معه من خصومه!
وكانوا على عجلة لإنهاء ملفه، لدرجة أنه لما سألوه وبدأ بالحمد، اعترض القاضي هل تريد أن تخطب!
يعني بالعربي: أسرع، إما نقطع رقبتك أو تغير أقوالك.
منع فتوى، تضييق، واتهموه بالتقية (على أساس أنه لو صرح فهو مسموح له)!
على أي حال لا تعيبه التقية تحت السيف فقد فعلها من هو خير منه (عمار)، طبعا تبلغ قلة الحياء ببعضهم أن يأتيك بنصوص له في معرض التحقيق الفظ، وهو يقول بأنه أعظم الناس تقديرا للأشعري ليثبت أنه لا خلاف بين الأشعرية، مع أن هذه النصوص نفسها تدينهم تماما، فهو ما قالها في غير محنه، وحكم ذبح الرجل بات قاب قوسين أو أدنى.
ثم إن السلطة الحاكمة أحالته إلى قاض مالكي، يعني موضوع ذبح المبتدع سدا للذريعة هذا ولا أسهل منه في مالكية ذلك العصر (وهو الذي نقده الذهبي في زغل العلم) يعني لو الجماعة أرادوا قليلا من التفاوض لربما أحالوه إلى قاض غير المالكي (مع احترامي للمالكية).
طبعا حتى لا تحدث ضجة مع الحنابلة كألا بد من زج قاض حنبلي (أي يأكل من مال الأوقاف الحنبلية) ولا يشترط علو شأنه في المذهب! ليقال أشركناهم في صنع القرار وهذا رجل شاذ عن باقي الحنابلة ولا نريد أن نصادمكم.
غير الملاحقة لكتبه، التي اضطرت إلى وضعها في كتب بعناوين مختلفة (مثل الصفدية كتب عليه مقدمة ابن الصلاح).
على أي حال ابن تيمية رجل ذكي، وعرف أن المصادمة ستكون خاسرة مع (الفقهاء) لذا سيكون الصدام فلسفيا وهو ما سيحتاج قرونا ليفهموه، ويستوعبوه، ويردوا عليه!
لذا تجد الردود عليه من غيره أكثرها فقهية في عصره، أما الفلسفية فحالة مزرية! بيتين للسبكي: يرى حوادث لا مبدأ لأولها.
على رسالة للإخميمي فرح بها فودة وحققها، وهي أصغر من ردود السبكي في الطلاق!
رد الحصني عليه في رسالة أغلبها في الفقه وتعرضه للفلسفة هزيل، فهو ليس متكلما بل فقيه عرف بشرحه كفاية الأخيار، فما باله وبال الفلسفة.
طبعا فرح بها الكوثري فيما بعد ونشرها محققة.
على أي حال، لم يكن هناك أي رد ثقيل العيار، ومات ابن تيمية في السجن، باختصار، أقواله في الأشعري يحفها هذا الظرف الكئيب، وليست القضية مظلومية أبدا، فابن تيمية نفسه أبعد الناس عنها وإلا ما قارع وصادمهم فلسفيا في أهم كتبهم، وليس أضعفها، إنما بيان لهذا الظرف الذي قد يحجب عدم اعتباره الرؤية الحقيقية للأشعري، لأن ابن تيمية قال هناك كلمة، وهنا كلمتين.

هناك تعليق واحد:

  1. https://lata2ef.blog/2024/01/08/%d8%aa%d9%81%d9%86%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d9%84%d8%b6%d9%84%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d8%a8%d9%86-%d8%aa%d9%8a%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af/

    ردحذف