6.24.2017

عن كتاب (ثلاث رسائل في الإلحاد والعلم والإيمان) لعبد الله الشهري



 22 مارس 2016

عن كتاب (ثلاث رسائل في الإلحاد والعلم والإيمان) لعبد الله الشهري

1

انهيت قراءة هذه الرسائل.. جذبني للنهاية بشكل كبير وفيه لفتات مفيدة وتعليقات نافعة.
انصح بقراءته.
واخالفه في بعض المسائل والتي كنت اود لو توسع في طرحها لتتضح بشكل اكبر رؤيته خصوصا رسالته في العقل.

2

من المسائل التي تحسب للشهري وسعدت جدا لتنبهه لها نظرته بان النظرة للعقل تؤثر على النظرة للإله.

3

بالنسبة لموضوع العقل هل هو جوهر ام لا وهي مسالة بحثها الشهري.. ومن قبله ابن تيمية.
على اي حال فالفاربي ينصر ان الاول عقل نص على هذا في بداية المدينة الفاضلة.. وهناك عقول مجردة وهي التي يزعم ابن سينا انها الملائكة.
وكيف يفكر الانسان عند هؤلاء؟ مثلا ابن سينا.. عن طريق الفيض فيفيض العقل على الانسان من الخارج.
ونفس الانسان المدركة لها تعلق بالعقل الذي يفيض من الخارج.
ونظرية الفيض تبلورت من الفارابي عن افلوطين.
ارسطو نفسه عنده العقل ياتي الانسان من الخارج.
طبعا الشهري يوافق ابن تيمية على ان العقل ليس موجودا مجردا بل الكلام عن عرض اي انه يقوم بالجسم.
لكن ما هو منشا التفكير: الدماغ ابن تيمية.
اما الشهري فعنده الدماغ مجرد الة تخدم العقل.
وهذه نقطة خلافية مع الشهري.. نقاشها سيطول..

4

هل كان داروين ملحدا ام لا.. طبعا الشهري اعتمد كلام داروين في انه يثبت خالقا ورجح هذا.
وهذا سجله داروين في اخر اصل الانواع.
لكن ارجح انه كان ملحدا لانه في اصل الانسان يعتبر ان الاله الواحد فكرة تم تطويرها عن تعدد الالهة التي تطورت عن الاشباح ومخاوف وامال البشر.
احسب ان هذا ادق ويعكس داروين بصورة متسقة.
وهذا حاصله الالحاد اذ الاله فكرة اختلقها الانسان.. شبيه بنظر فيورباخ وماركس.
ولعل كلام داروين عن الاله كان للظروف المحيطة به ولا يريد ان يستعدي رجال الدين كما فعل ماركس مثلا.

5

الشهري ينتقد بعنف تصور العقل عند ديكارت وهذا صحيح ويبين انعكاس هذا على تصوره للاله.
وهذا ايضا صحيح لكنه لا يفطن لتصور كانط عن الاله الذي يتقاطع مع ديكارت في مثاليته فيتأول لكانط ما لا يفعله مع ديكارت ويعتبر ان كانط لم يلغ قدرة العقل على الاستدلال على الخالق والواقع ان كانط مثالي في تصوره عن الاله وهو امتداد في هذا الشق لديكارت.
بل هو اخطر من ديكارت كونه متنكر على تعبير نيتشه.
او مفوض بالتعابير لكلاسيكية وهو اخطر من المعطل بمعيار ابن تيمية.

6

لا بد ان ننقل عن ابراهيم عقيلي ان ابن تيمية لم يقل بقبليات معرفية.
وجيد ان وجدنا الشهري يتحدث عن العقل كعرض وانه يقوم بالجسد ورفض فكرة التعقل من الخارج.
هؤلاء يقبل منهم هذا.. وقد سبق ان رفضه كثيرون لما قيل لهم بلا واسطة ولا كلفة احالات على غير ابن تيمية.
على اي حال هذا تقدم في النظر لابن تيمية وان لم يكن هو المطلوب لكنه افضل من القبليات والاسرار اللاهوتية المتعلقة بالتفكير التي كان يدندن حولها كثيرون يتكلمون باسم ابن تيمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق