28 أبريل 2017
حول (مراجعات لا تراجعات) لمحمد رفيقي
1
قرأت (23 حلقة ) لـ محمد رفيقي، المكنى بأبي حفص، كان
قد سجن لسنوات بسبب قضية إرهاب، وأطل علينا بسلسلة حملت عنوان (مراجعات لا
تراجعات).
وتعليق سريع عليها، بداية حملت عنوان المراجعة لا التراجع، فأي مراجعة هذه التي لا تفيد تراجعاً عن موقف، ولم التشديد على أنها مجرد مراجعة ليست تراجعاً؟ يفترض تسمية الأمور بمسمياتها برأيي أليس كذلك؟
كان هناك حديث طويل منه عن تاريخ الجهاديين، وتطورهم ونحو هذا، جميل أن يكون له رؤية في التاريخ، لكن في موضوع تجربته الشخصية، يفترض أن نسمعه هو، لا أن نسمع حديثاً طويلاً عن غيره، وإلا فيمكن أن يؤلف كتاباً في رؤيته التاريخية.
بدأ في الحديث عن المراجعة، وتغيير الأقوال ونحو هذا فيقول:
" ولا زال علماء المسلمين المبرزين في كل الأبواب يغيرون أقوالهم ومواقفهم وتصوراتهم تبعاً لتفاعلهم مع محيطهم وواقعهم المتغير، فمذهب الشافعي في مصر غير مذهبه في العراق "!.
إلى أي درجة هذه المقارنة مجحفة للأئمة؟! فقول الشافعي القديم كان ناشئاً عن اجتهاد وكان وقتها أهلا للاجتهاد الشرعي، ولما قال بغيره كان أهلا للاجتهاد، في حين أنه يصف هو نفسه أبناء تياره السابقين بقوله:
وتعليق سريع عليها، بداية حملت عنوان المراجعة لا التراجع، فأي مراجعة هذه التي لا تفيد تراجعاً عن موقف، ولم التشديد على أنها مجرد مراجعة ليست تراجعاً؟ يفترض تسمية الأمور بمسمياتها برأيي أليس كذلك؟
كان هناك حديث طويل منه عن تاريخ الجهاديين، وتطورهم ونحو هذا، جميل أن يكون له رؤية في التاريخ، لكن في موضوع تجربته الشخصية، يفترض أن نسمعه هو، لا أن نسمع حديثاً طويلاً عن غيره، وإلا فيمكن أن يؤلف كتاباً في رؤيته التاريخية.
بدأ في الحديث عن المراجعة، وتغيير الأقوال ونحو هذا فيقول:
" ولا زال علماء المسلمين المبرزين في كل الأبواب يغيرون أقوالهم ومواقفهم وتصوراتهم تبعاً لتفاعلهم مع محيطهم وواقعهم المتغير، فمذهب الشافعي في مصر غير مذهبه في العراق "!.
إلى أي درجة هذه المقارنة مجحفة للأئمة؟! فقول الشافعي القديم كان ناشئاً عن اجتهاد وكان وقتها أهلا للاجتهاد الشرعي، ولما قال بغيره كان أهلا للاجتهاد، في حين أنه يصف هو نفسه أبناء تياره السابقين بقوله:
"
يكفيك من ذلك أن تحفظ بعض ما كتبه أبو قتادة أو
المقدسي أو سيد إمام، وبعض ما سطره أبو بصير في رده على الألباني، لتتصدر المجالس،
ويشار إليك بالبنان، وتسلط عليك ألقاب المشيخة
"!
فمن كان هذا حاله، لا يقال فيه الشافعي كان على مذهب قديم وصار إلى جديد!، أو أن أحمد له أقوال في المسألة، فهذا عامي لا يقارن بالمجتهدين.
لكن أبا حفص يحدثنا فضلاً عن كونه كان قارئاً نهماً، فقد كان حافظاً بذاكرة عجيبة، فيقول:
" حفظت كتب العثيمين وشروحاته عن ظهر قلب، خاصة شرحه على (زاد المستقنع) "
طبع شرح العثيمين على الزاد المسمى (الشرح الممتع) في (15) مجلداً،وشرحه على البخاري في (100) مجلدات، وشرحه على مسلم في (7) مجلدات، وجاء مجموع فتاواه ورسائله في (26) مجلداً، نتحدث هنا عن 60 مجلداً تقريباً يفترض بأبي حفص أن يكون حفظها عن ظهر قلب!!
فمن كان هذا حاله، لا يقال فيه الشافعي كان على مذهب قديم وصار إلى جديد!، أو أن أحمد له أقوال في المسألة، فهذا عامي لا يقارن بالمجتهدين.
لكن أبا حفص يحدثنا فضلاً عن كونه كان قارئاً نهماً، فقد كان حافظاً بذاكرة عجيبة، فيقول:
" حفظت كتب العثيمين وشروحاته عن ظهر قلب، خاصة شرحه على (زاد المستقنع) "
طبع شرح العثيمين على الزاد المسمى (الشرح الممتع) في (15) مجلداً،وشرحه على البخاري في (100) مجلدات، وشرحه على مسلم في (7) مجلدات، وجاء مجموع فتاواه ورسائله في (26) مجلداً، نتحدث هنا عن 60 مجلداً تقريباً يفترض بأبي حفص أن يكون حفظها عن ظهر قلب!!
2
يتحدث رفيقي عن نشأته الدينية، والده كان متشبعاً
بالتصوف، ثم سافر إلى الحج فعاد " متشبعاً بأصول المنهج السلفي، القائم على
محاربة التصوف، وما يرونه بدعاً وانحرافاً عن الجادة " يقول: عاد والدي
متأثراً بكل ذلك معلناً حربه على زوار الأضرحة والحاجين لها " المهم يقول إنه
نشأ في هذا الجو، وصار يحضر دروس المسجد للسلفيين، " وقراءة كل ما يهديه لنا
الدكتور تقي الدين الهلالي"
ثم بعد هذا يحدثنا عن زيارته للمدينة المنورة فيقول " قررت بعد زيارة الجامعة الإسلامية وانبهار بإمكانياتها وقربها من قبر النبي صلى الله عليه وسلم تحويل الوجهة نحو الدراسة الشرعية ".
يعني بعد كل التأثر من أبيه وحربه على القبوريين إلخ، وأنه هو نفسه بدأ يحضر دروسهم ويقرأ كتبهم، قرر الدراسة في الجامعة لقربها من قبر النبي؟
ما علينا، يقول " بولوجي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.... تلقيت كل معالم المنهج السلفي وأصوله، كل أبجدياته وتفاصيله "
هو درس هناك باكالوريا، يعني لنقل 44 سنوات، كان درس كل شيء من المنهج السلفي، كنت أسأل في ذهني وماذا سيدرس هناك الناس بعد 4 سنوات وقد انتهوا من (كل) المنهج السلفي؟! في الباكالوريا.. يقدمون ماجستير معتزلة مثلاً؟
في الجامعة يقول " توطدت علاقتي بالتيار المدخلي " وزار الشيخ ربيع المدخلي ووجد نفسه "مجبراً على الولاء للرجل"، وكان له صديق اسمه حسن " بلغه تأثري بالمداخلة فراسلني في ورقات طوال وسطور تتطاير غضبا، يحاول ثنيي عن ذلك وإقناعي بالرجوع عن ذلك المسلك " يقول أبو حفص:" رددت عليه في رسالة أطول منها مبرراً قناعاتي ".
ورغم كل هذا الذي كتبه، يقول عن ربيع المدخلي:" الرجل لم يقنعني يوماً، ولا رأيت فيه ما يعجبني "، ويقول:" لم أقتنع يوماً بمنهج ربيع ".
ولا أي يوم؟ ولا نصفه؟ ولا نصف ساعة طيب؟ ولا حتى "يوم أصبحت مدخلياً"
ولا حتى لما أجبرت على الولاء له؟
ولا حتى لما رددت على صديقك حسن برسالة طويلة؟ ويوم توطدت علاقتك بالتيار كنت تمدح مثلا سيد قطب لا المدخلي حينها؟
ثم بعد هذا يحدثنا عن زيارته للمدينة المنورة فيقول " قررت بعد زيارة الجامعة الإسلامية وانبهار بإمكانياتها وقربها من قبر النبي صلى الله عليه وسلم تحويل الوجهة نحو الدراسة الشرعية ".
يعني بعد كل التأثر من أبيه وحربه على القبوريين إلخ، وأنه هو نفسه بدأ يحضر دروسهم ويقرأ كتبهم، قرر الدراسة في الجامعة لقربها من قبر النبي؟
ما علينا، يقول " بولوجي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.... تلقيت كل معالم المنهج السلفي وأصوله، كل أبجدياته وتفاصيله "
هو درس هناك باكالوريا، يعني لنقل 44 سنوات، كان درس كل شيء من المنهج السلفي، كنت أسأل في ذهني وماذا سيدرس هناك الناس بعد 4 سنوات وقد انتهوا من (كل) المنهج السلفي؟! في الباكالوريا.. يقدمون ماجستير معتزلة مثلاً؟
في الجامعة يقول " توطدت علاقتي بالتيار المدخلي " وزار الشيخ ربيع المدخلي ووجد نفسه "مجبراً على الولاء للرجل"، وكان له صديق اسمه حسن " بلغه تأثري بالمداخلة فراسلني في ورقات طوال وسطور تتطاير غضبا، يحاول ثنيي عن ذلك وإقناعي بالرجوع عن ذلك المسلك " يقول أبو حفص:" رددت عليه في رسالة أطول منها مبرراً قناعاتي ".
ورغم كل هذا الذي كتبه، يقول عن ربيع المدخلي:" الرجل لم يقنعني يوماً، ولا رأيت فيه ما يعجبني "، ويقول:" لم أقتنع يوماً بمنهج ربيع ".
ولا أي يوم؟ ولا نصفه؟ ولا نصف ساعة طيب؟ ولا حتى "يوم أصبحت مدخلياً"
ولا حتى لما أجبرت على الولاء له؟
ولا حتى لما رددت على صديقك حسن برسالة طويلة؟ ويوم توطدت علاقتك بالتيار كنت تمدح مثلا سيد قطب لا المدخلي حينها؟
3
يقول أبو حفص واصفاً حال التيار الذي كان فيه:
" يستطيع المنتمي للتيار بكل سهولة تسلق الدرجات، والانتقال من مرتبة فرد عادي متعاطف إلى درجة شيخ ".
فكيف برجل درس شريعة في المدينة؟ ووالده سافر أفغانستان بمهمة إغاثية، وهو نفسه زارها في العطلة الصيفية يوم كان (16) ولم يشترك بأي عمل قتالي، لكن هذا الماضي مع ما يذكره أبو حفص يبين إلى أي درجة كانت مرتبته.
كان بنظره مؤهلاً " لممارسة دور التأطير والتعليم ".
وبدأ يعطي دروسا في الفقه، وكان لا يحضرها "إلا أبناء التيار السلفي الجهادي"، لكنه من البداية كان يخالفهم! لكن خلافه " لا يظهره طبعاً خوفاً من تفرقهم عني".
يعني ما سألوك؟ ما قالوا لك رأيك في قضاياهم الأساسية؟ هل كانوا أي واحد يعطي درساً في الفقه يتجمعون حوله؟!
يقول:
1 - " كنت لا أكفر الحكام عيناً، كما هو أحد أصول الجهاديين، فلذلك كنت أتحاشى خوض هذا الموضوع، نظراً لحساسيته عند القوم، ومركزيته في الرؤية والتصور "
22 - " كنت لا أقبل أبداً ذلك الهجوم الكاسح على كبار علماء التيار السلفي التقليدي... كنت.... حريصا على ترسيخ فكرة الاحترام للعلماء مهما كان الاختلاف "
3 - " كنت أشدد في مسألة التفريق بين المجتهد والمتبع والمقلد "
4 - كان يحارب "تصدي الشباب للإقتاء "
55 - ولما قرأ الكثير من كتاب "الجامع في طلب العلم الشريف" لسيد إمام، قال:" هذا كتاب يجب أن يحرق، الشيء الذي لم يستسغه كثير من الجهاديين "
6 - " كان اخياري للمتن المالكي مقصودا، لتكسير ما دأب عليه السلفيون من احتقار الفقه المذهبي "
7 - " حاولت التخفيف من موجة التكفير "
وأنا أسمع لهذا الكلام، كنت أتساءل، هل كان وقتها مثلا يشرح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أيضا في حلقاتهم؟ وهل كان يرى وقتها التشديد على محاربة الإرهاب والتطرف والغلو وكل هذه الأشياء؟ أو كان يأخذهم مثلا لجنازة رجل من الدولة، ويقول لهم هذا من إخوة المنهج ويصلون عليه جماعة دون أن يعلموا؟!
الأمر الذي يدعو إلى التساؤل عن نسبة الليبراليين في التيار الجهادي؟!!
" يستطيع المنتمي للتيار بكل سهولة تسلق الدرجات، والانتقال من مرتبة فرد عادي متعاطف إلى درجة شيخ ".
فكيف برجل درس شريعة في المدينة؟ ووالده سافر أفغانستان بمهمة إغاثية، وهو نفسه زارها في العطلة الصيفية يوم كان (16) ولم يشترك بأي عمل قتالي، لكن هذا الماضي مع ما يذكره أبو حفص يبين إلى أي درجة كانت مرتبته.
كان بنظره مؤهلاً " لممارسة دور التأطير والتعليم ".
وبدأ يعطي دروسا في الفقه، وكان لا يحضرها "إلا أبناء التيار السلفي الجهادي"، لكنه من البداية كان يخالفهم! لكن خلافه " لا يظهره طبعاً خوفاً من تفرقهم عني".
يعني ما سألوك؟ ما قالوا لك رأيك في قضاياهم الأساسية؟ هل كانوا أي واحد يعطي درساً في الفقه يتجمعون حوله؟!
يقول:
1 - " كنت لا أكفر الحكام عيناً، كما هو أحد أصول الجهاديين، فلذلك كنت أتحاشى خوض هذا الموضوع، نظراً لحساسيته عند القوم، ومركزيته في الرؤية والتصور "
22 - " كنت لا أقبل أبداً ذلك الهجوم الكاسح على كبار علماء التيار السلفي التقليدي... كنت.... حريصا على ترسيخ فكرة الاحترام للعلماء مهما كان الاختلاف "
3 - " كنت أشدد في مسألة التفريق بين المجتهد والمتبع والمقلد "
4 - كان يحارب "تصدي الشباب للإقتاء "
55 - ولما قرأ الكثير من كتاب "الجامع في طلب العلم الشريف" لسيد إمام، قال:" هذا كتاب يجب أن يحرق، الشيء الذي لم يستسغه كثير من الجهاديين "
6 - " كان اخياري للمتن المالكي مقصودا، لتكسير ما دأب عليه السلفيون من احتقار الفقه المذهبي "
7 - " حاولت التخفيف من موجة التكفير "
وأنا أسمع لهذا الكلام، كنت أتساءل، هل كان وقتها مثلا يشرح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أيضا في حلقاتهم؟ وهل كان يرى وقتها التشديد على محاربة الإرهاب والتطرف والغلو وكل هذه الأشياء؟ أو كان يأخذهم مثلا لجنازة رجل من الدولة، ويقول لهم هذا من إخوة المنهج ويصلون عليه جماعة دون أن يعلموا؟!
الأمر الذي يدعو إلى التساؤل عن نسبة الليبراليين في التيار الجهادي؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق