7 أبريل 2017
قراءة سريعة لكتاب (الدولة المستحيلة، وائل حلاق)
يقع في 340 صفحة.
الكتاب بدأ بأطروحة بأن الدولة الإسلامية مستحيلة لأسباب، منها أن مصطلح دولة أصلا هو مصطلح حديث لا يوجد قبل العصر الحديث وله تاريخه حتى ارتبط بالدولة القومية، وبالتالي فلا يوجد في الإسلام دولة، يوجد حكم إسلامي فحسب.
الدولة القومية دولة منفصلة عن الأخلاق بالمعنى الإسلامي وبالتالي يصعب توظيفها لحكم إسلامي بنظره، ويقول بان الدولة ليست محايدة كما يظنها الإسلاميون، لكن وأنا أقرأ كلامه، ذكرت التحليل اللينيني للدولة بأنها ليست محايدة ويمكن توظيفها عكسيا بطريقة غير محايدة أيضا، ما وجدته ناقش هذا الطرح.
ثم أسهب في نقد الحداثة الغربية، وأنها قامت على عقلية التسلط والقوة ونحو هذا، هذا سيطول معه، ثم تكلم عن الأخلاق في الدين الإسلامي وأن الأخلاق لا تنفصل عن القانون، إلخ، آخر 50 صفحة تحدث عن صعوبات تواجه أي تغيير في المجتمعات في ظل الهيمنة العالمية، ركز في ذلك على 3 تحديات:
1.النفوذ الرأسمالي.
2.النفوذ الثقافي للرأسمالية.
3.قدراتها العسكرية التي يمكن أن تحطم أي مخالف لها.
وقال بأن هذه التحديات لا تخص الحكم لإسلامي فحسب، بل أي توجه للخروج عن الإطار الرأسمالي الحديث، وينهي كتابه بأنه يجب توجيه النقد للحداثة، أخلاقيا، ومساهمة المسلمين بأخلاق عصرية جديدة، ونحو هذا، ويقول بأن هذا الطرح قد يكون طوباويا، ولكنه يراهن عليه.
هذا مجمل طرح الكاتب..
وبنظري الكتاب اعتراه حشو ممل جداً، تكلم عن الزكاة عن الصلاة، الحج، الجهاد إلخ، لدرجة أنه خيل إلي أنه يستعرض معلوماته عن الإسلام فحسب، كما أن الكاتب خلط في عدة مواضع بين الشريعة بوصفها منهجا ومعرفة وقانونا وأخلاقا ونحو هذا، وبين الممارسة الواقعية للمسلمين، هناك عبارة للفقهاء يقولون (الشرع عيار على الناس لا العكس) هذه تجده يتجاوزها أحيانا ويخلط بين ما هو موجود وما هو جائز أو مشروع، غاص في العديد من التفاصيل التي قد تكون مملة، مثل التفريق بين المفتي والقاضي، كما أنه عرض ما كان مطبقا قديماً في المجتمعات الإسلامية بطريقة ساذجة مقارنة مع التطورات اليوم، وكأنه يلمّح إلى استحالة تطبيق السابق حرفياً بكل تركته التاريخية، وهذا صحيح، ولكن السابق خليط بين تطبيق في ظرف تاريخي وبين حكم قد يمتد الحكم لواقع تكون الآليات أعقد تحت إطار شرعي عام.
بالنسبة لعرضه لكثير من أفكاره فيها نقص أو خطأ في العرض، يعتمد على كتابات إسلاميين في القرن 20، وقد يستغرب القارئ أنه يعكس وجهة نظر لتيارات معينة داخل التيارات الإسلامية ويستبعد غيرها دون تدليل كاف لماذا قام بهذا، وهي قراءة معينة تحتاج إلى البرهنة، إنه لم يتجاوز مربع قراءات الإسلاميين في القرن 20 للتاريخ، واستشراف المستقبل بمشاريع واضحة.
وله تخليطات في مجال علم الكلام والفلسفة داخل الحضارة الإسلامية، تدل على قصور فظيع في التحصيل في هذا الجانب.
كان فيه بعض النقد الجيد، مثل غياب رؤية فلسفية واضحة للتيارات الإسلامية في الساحة، وينتقد العديد من أطروحاتهم، لكن كخط عام لم يكن يخرج عن السائد والمتعارف عليه (حركيا وحزبيا في التيارات الإسلامية).
بالنسبة لما ذكره من تحديات فهو مسبوق به في الأدبيات الماركسية، حتى نقده الكثير للحداثة والرأسمالية والعولمة فيه نفس يساري يمكنني تصنيفه بالساذج، فلما يقدم الحل كنقد أخلاقي هذه مثالية وعظية.
بالمناسبة كان أبو قتادة معجبا بالكتاب، لدرجة مبالغ فيها، فيقول:
" كل فقرة فيه اضطررت أن أكتب عليها مهمة، ما وجدت فقرة فيه من الحشو، وأي فقرة يلغيها القارئ لهذا سيفوته خير كثير "
الكتاب بدأ بأطروحة بأن الدولة الإسلامية مستحيلة لأسباب، منها أن مصطلح دولة أصلا هو مصطلح حديث لا يوجد قبل العصر الحديث وله تاريخه حتى ارتبط بالدولة القومية، وبالتالي فلا يوجد في الإسلام دولة، يوجد حكم إسلامي فحسب.
الدولة القومية دولة منفصلة عن الأخلاق بالمعنى الإسلامي وبالتالي يصعب توظيفها لحكم إسلامي بنظره، ويقول بان الدولة ليست محايدة كما يظنها الإسلاميون، لكن وأنا أقرأ كلامه، ذكرت التحليل اللينيني للدولة بأنها ليست محايدة ويمكن توظيفها عكسيا بطريقة غير محايدة أيضا، ما وجدته ناقش هذا الطرح.
ثم أسهب في نقد الحداثة الغربية، وأنها قامت على عقلية التسلط والقوة ونحو هذا، هذا سيطول معه، ثم تكلم عن الأخلاق في الدين الإسلامي وأن الأخلاق لا تنفصل عن القانون، إلخ، آخر 50 صفحة تحدث عن صعوبات تواجه أي تغيير في المجتمعات في ظل الهيمنة العالمية، ركز في ذلك على 3 تحديات:
1.النفوذ الرأسمالي.
2.النفوذ الثقافي للرأسمالية.
3.قدراتها العسكرية التي يمكن أن تحطم أي مخالف لها.
وقال بأن هذه التحديات لا تخص الحكم لإسلامي فحسب، بل أي توجه للخروج عن الإطار الرأسمالي الحديث، وينهي كتابه بأنه يجب توجيه النقد للحداثة، أخلاقيا، ومساهمة المسلمين بأخلاق عصرية جديدة، ونحو هذا، ويقول بأن هذا الطرح قد يكون طوباويا، ولكنه يراهن عليه.
هذا مجمل طرح الكاتب..
وبنظري الكتاب اعتراه حشو ممل جداً، تكلم عن الزكاة عن الصلاة، الحج، الجهاد إلخ، لدرجة أنه خيل إلي أنه يستعرض معلوماته عن الإسلام فحسب، كما أن الكاتب خلط في عدة مواضع بين الشريعة بوصفها منهجا ومعرفة وقانونا وأخلاقا ونحو هذا، وبين الممارسة الواقعية للمسلمين، هناك عبارة للفقهاء يقولون (الشرع عيار على الناس لا العكس) هذه تجده يتجاوزها أحيانا ويخلط بين ما هو موجود وما هو جائز أو مشروع، غاص في العديد من التفاصيل التي قد تكون مملة، مثل التفريق بين المفتي والقاضي، كما أنه عرض ما كان مطبقا قديماً في المجتمعات الإسلامية بطريقة ساذجة مقارنة مع التطورات اليوم، وكأنه يلمّح إلى استحالة تطبيق السابق حرفياً بكل تركته التاريخية، وهذا صحيح، ولكن السابق خليط بين تطبيق في ظرف تاريخي وبين حكم قد يمتد الحكم لواقع تكون الآليات أعقد تحت إطار شرعي عام.
بالنسبة لعرضه لكثير من أفكاره فيها نقص أو خطأ في العرض، يعتمد على كتابات إسلاميين في القرن 20، وقد يستغرب القارئ أنه يعكس وجهة نظر لتيارات معينة داخل التيارات الإسلامية ويستبعد غيرها دون تدليل كاف لماذا قام بهذا، وهي قراءة معينة تحتاج إلى البرهنة، إنه لم يتجاوز مربع قراءات الإسلاميين في القرن 20 للتاريخ، واستشراف المستقبل بمشاريع واضحة.
وله تخليطات في مجال علم الكلام والفلسفة داخل الحضارة الإسلامية، تدل على قصور فظيع في التحصيل في هذا الجانب.
كان فيه بعض النقد الجيد، مثل غياب رؤية فلسفية واضحة للتيارات الإسلامية في الساحة، وينتقد العديد من أطروحاتهم، لكن كخط عام لم يكن يخرج عن السائد والمتعارف عليه (حركيا وحزبيا في التيارات الإسلامية).
بالنسبة لما ذكره من تحديات فهو مسبوق به في الأدبيات الماركسية، حتى نقده الكثير للحداثة والرأسمالية والعولمة فيه نفس يساري يمكنني تصنيفه بالساذج، فلما يقدم الحل كنقد أخلاقي هذه مثالية وعظية.
بالمناسبة كان أبو قتادة معجبا بالكتاب، لدرجة مبالغ فيها، فيقول:
" كل فقرة فيه اضطررت أن أكتب عليها مهمة، ما وجدت فقرة فيه من الحشو، وأي فقرة يلغيها القارئ لهذا سيفوته خير كثير "
(مناقشة
كتاب الدولة المستحيلة، أبو قتادة الفلسطيني، مؤسسة التحايا، ص 5.)
ويقول:
" تصوره لدولة الإسلام تصوراً صحيحاً، ص 66."
" تصوره لدولة الإسلام تصوراً صحيحاً، ص 66."
علما أن الحلاق لا يعتبر أن في الإسلام
دولة، ويعتبر (الدولة مصطلح حديث مرتبط بتاريخ نشوء الأمة القومية).
ويقول:
" لا توجد جملة أو فقرة في الكتاب إلا ولها قيمة." ص 12.
هذه طبيعة قراءة الفلسطيني للكتاب وهذا يعكس الى اي درجة هناك تماه بين الرؤيتين!.
بنظري: الكتاب كعنوان ودعوى أكبر من مضمونه، واعتراه من الحشو والتشتت في الطرح الشيء الكثير، وسمعة الكتاب وضجته أكبر من محتواه المعرفي.
مودتي.
" لا توجد جملة أو فقرة في الكتاب إلا ولها قيمة." ص 12.
هذه طبيعة قراءة الفلسطيني للكتاب وهذا يعكس الى اي درجة هناك تماه بين الرؤيتين!.
بنظري: الكتاب كعنوان ودعوى أكبر من مضمونه، واعتراه من الحشو والتشتت في الطرح الشيء الكثير، وسمعة الكتاب وضجته أكبر من محتواه المعرفي.
مودتي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق