4.14.2017

وتبقى مثالية



10 شتنبر 2015

وتبقى مثالية!

قبل ان تنتشر مسألة الخلافات مع الشيعة كانت هناك أحزاب كاملة تقيم تصوراتها المثالية بأن الأمة المسلمة أمة واحدة، في اعتقاداتها، وكل الخلافات فرعية ثانوية.
فهي انطلقت من المفهوم بقطع النظر عن الواقع، فالناس مسلمون اذن هم امة واحدة اذن لا خلاف في العقائد.
ثم بدأ التركيب على هذه المثالية بافتراضات كثيرة منها:
الامة تتوق الى الإسلام وتحكيم شرع الله لولا فئة من الذين يجبرونها على الحكم بغيره!
ومتى خليت الأمة ستختار الإسلام، ثم بما أنهم حزب إسلامي فغرضهم الوصول الى الحكم لخير الامة الواحدة تلك.
ثم فجأة يكتشفون وجود فرقة بملايين لن تقف معهم بل تصوراتها مختلفة كليا عنهم.
ويبدأ العجز المثالي في التبرير:
1-هؤلاء لا يمثلون الشيعة بل فرقة منهم قليلة والباقون اقرب لنا.
2-تكذيب الوقائع.
3-نظرية المؤامرة ان هؤلاء اصلا ليسوا مسلمين = حتى يظل مفهوم الامة الواحدة سالما.
وفي جانب ذلك الاختراع المثالي كان هناك اختراع آخر = الحركة الإسلامية!
هذه مفهومها يتغير ففي وقت شمل ما اصطلح عليه (كل العاملين لإقامة حكم الله) سواء بالعنف او الدعوة او غيرها.
ثم اكتشف ان بعضهم سيقتلون الآخر، وبعضهم مستعد للتحالف مع اي دولة للقضاء على الآخر!
كانت نظريات الفرق مهمة جدا لإخراج مفهوم الحركة الإسلامية او اي عنوان يدل على نفس المنطق، الدعاة، العاملون للإسلام سمهم ما شئت = ابناء المنهج!
فهذا خوارج = متطرف
نحن اهل السنة = وسطي
مرجئة = انهزامي
مهما تبدلت العبارات المعنى يدور في نسق واحد.
كان بعضهم يطلقه تحديدا على جماعته كالإخوان، واخترعت مفاهيم وقواعد مثل اجمعت الحركة الإسلامية على جواز العمل البرلماني، او عدم تكفير الحاكم او العنف المسلح.
اجماعات وحجيات تدور في ذلك الفلك.
علما انها ليست اجماعات شرعية لكن المثالية قد تدرور حول نفسها كثيرا!
تخترع قواعد كاملة لتعطيل النقد، البحث، التفكير خارج الاطار مثل = لا يفتي قاعد لمجاهد، اهل مكة ادرى بشعابها، نجتمع على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، الثقة بالقيادة، الصدق والاخلاص والطاعة للجماعة، عند حزب التحرير الالتزام بتبني افكار الحزب وارائه حتى الفقهية!
افتراض ان الناس يمكن ان يقفوا ضدهم = غير مفكر فيه.
ان كثرة يمكن ان تنبذهم مع التزامها بالإسلام كدين = غير مفكر فيه، بل لابد ان يكونوا مبتدعة او منحرفين او اي امر يمس دينهم!
على اي حال هناك مسلمات مثالية تدور حولها افكار كثير من الإسلاميين ممن يتم افرازهم حديثا كمثقفين الا انها تدور في نسق ما تم انتاجه سابقا، وتفقد اي قدرة نقدية حقيقية للنسق العام بقدر الجزئيات الثانوية التي مهما تبدلت يظل النسق هو هو.
مع فارق ادخال بعض المصطلحات التقنية، او الاخذ بالاعتبار بانتقادات الجماعات على بعضها ومحاولة الحفاظ على النسق الذي يجمعها كخطوط عريضة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق