4.14.2017

الله أعلم.



 8 شتنبر 2015

من الأمور الملاحظة عند كثيرين أنه إذا جهل أمرا يقول: الله أعلم.

وهذا صحيح وهو اعلم سواء عرفت الجواب ام لم تعرفه.
كون الشي مجهولا يدفع كثيرين إلى البحث فيه بطريقة تدفعه الى الحيدة عن الموضوع الى البحث في الله!
هذه الحيدة تكون وصفة أفيونية عندما تتركب مع عدم التفريق بين فعل الله ومفعوله.
فمتى حصل البحث في الثاني يتوجه المجيب الى الاول!
وهذا كمن تبحث معه وجود طبقات في المجتمع كأثر للإقطاع أو الرأسمالية، فيكون الجواب الله كتب الأرزاق، وهذا صحيح ولكنه بحث في فعل الله والكلام عن مفعوله.
فالله كتب كل شيء فما معنى تخصيص الرزق بالكتابة هنا!
ولو طردنا هذا المنطق الى اخر نتائجه لكان الطب الحديث عبارة عن فرع في الكليات الشرعية.
وتذهب إلى الطبيب لتسأله عن حالتك فيكون الجواب: الله كتب الأعمار والصحة والمرض الخ!
ولعله يعطيك وصفة من الأذكار.
لا أناقش هنا في الأذكار ولا كون الله كتب، بل توظيف هذا لترقيع = جهل الطبيب في الحالة.
هذا الزج هو ما دفع بعضهم ان يقول عن الله تلك فرضية لم أحتج لها في بحثه العلمي! كمقابل للزج بالإلهيات في بحوث تتعلق بمفعولات الله.
وهذا يتعقد أكثر في المجال السياسي عندما يكون برنامجه كأنه = قول الله = لا فهمه هو وتطبيقه وإدارته!
وسيكون كل نقد عليه محاربة لشرع الله، بالمناسبة سيوجد من يعمل وفق ذات المنطق: بما انك لم تفرق بين فعل الله ومفعوله سيوجد المقابل المضاد الذي لا يفرق ويكون ملحدا من باب المعارضة السياسية!
ومحاربة الالحاد هذا ستكون لمصلحة غير المفرق ذلك، يتم توظيف حرب الالحاد ليصب كل معارضة (لحكمه) على انها معارضة (لحكم الله).
وتتعقد المسألة أكثر عندما تكون المعارضة من قوم لهم شعارات دينية!
وتحتكم لنفس المنطق! وقتها سيكون الامر مختصرا بالتالي (اما هذا حكم الله فانت معه) او انه (ضد حكم الله) فهو كفر، فسق، ظلم!
ولذا فهذه الاحزاب الدينية لن تعرف سوى المحافظة او الثورية باسم الله.
لا انه اخطأ هنا واصاب هناك.
بل البرامج تتحول اما الى كتب مقدسة، او كفر مدنس لا وسط ولا نسب مئوية في الموافقة او المعارضة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق