2.02.2017

ابن تيمية وفلسفة القرون الوسطى!

10 شتنبر 2016

ابن تيمية وفلسفة القرون الوسطى!


لما نتحدث عن خرق ابن تيمية للسائد في فلسفة القرون الوسطى، لا يرد على هذا بالقول بأن ابن تيمية عاش في القرون الوسطى! فليس المقصود هنا فترة زمنية، بل نوعية من الفلسفة في تلك الفترة، تلك النوعية التي ساد فيها أرسطو، وتزاحمت فيها الأفلاطونية، والأفلاطونية المحدثة، على صياغة الفرق والطوائف، وصارت العقائد الرسمية في الكنيسة بفعل توما الأكويني قريبة جدا مما كان مستقرا عليه علم الكلام والمنطق في المناطق الإسلامية، وبدأ انحلال تلك الفلسفة مع النقد الذي وجه إلى أرسطو بشكل مرير.
كان يقال إن أرسطو حكم العالم بفلسفته ومنطقه 20000 سنة، وكان كالأصل وتلك القرون في جانب الفلسفة تحشية عليه، حتى بدأ النقد، وصرح فرانسيس بيكون في الأورجانون الجديد بتهافت الطرح الأرسطي وقال بان المعرفة تبدأ من الحس والتجربة! كان قد سبقه إلى هذا بقرون ابن تيمية، وسينقد المنطق الأرسطي بشكل أعمق جدا من بيكون، فبيكون رغم ألمعيته في نفض المثالية الأرسطية، إلا أنه بقي تاركا لفراغات في فلسفته تعتبر قاتلة! مما مهد للوضعية فيما بعد، وهذا ما لا يوجد البتة في طرح ابن تيمية.
 
فالخلاصة: النقد لفلسفة القرون الوسطى هو للنمط الذي ساد فترتها من النسخة الارسطية، وليس لعموم ما قيل حينها باعتبار فترتها الزمنية.
 
مودتي
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق