2.02.2017

بين النظرة الميتافيزيقية وبين النظر إلى الحركة والتلازم.

بين النظرة الميتافيزيقية وبين النظر إلى الحركة والتلازم.


 كثيرا ما يتم التعامل مع المسائل بنظرة تجريدية بعيدة عن اللوازم، والنظر إلى الأمور وفق تفاعلاتها وحركتها ولوازمها، وينتج من ذلك نتائج خطيرة، ولرفض تلك النتائج يحصل صراع طويل ونقاش كثيف في الموضوع، لتجنب تلك المزالق، ولكن يغفل المجادلان، عن منهجية النظر إلى الأمور، فيدوران في فلك الميتافيزيقا بدل النظر إلى الحركة والتلازم ولبيان ذلك أبين المقصود بالاصطلاحين، وشيئًا من المثال في هذا.
النظرة الميتافيزيقية لا يقصد بها أبدا النظر العقلي هنا، أو الفلسفي، أو الكليات كما قد يفهم ذلك من يتسرع، إنما يقصد بها عزل الأمور عن ظروفها وسياقها وتفاعلاتها.
 
أما النظر إلى الحركة والتلازم، فقد سعى له المنهج الديلكتيكي أو الجدلي، ووصل إلى نتائج جيدة، ولكنه لم يسلم من انتقادات ولذا لن أسلك طريق الديلكتيك بحرفية، إنما أعبر عنه بطريقة الحركة والتلازم.
نأخذ مثالا على هذا.
قوم ظلمهم إنسان طاغية، وفرض عليهم مكوسًا (رسوما أو ضرائب بغير حق) وإلا عاقبهم معاقبة شديدة.
وليسوا في حال قدرة على منازعته، وكان قد سن عليهم قانونًا بأن يدفعوا عن كل واحد مثلا 100 دينار.
فجاء إنسان ونظر لموازين الأمور، ثم فاوض وسلك كل طريق إلى تخفيفها عنهم، والتزم أن يدفعوا 700 دينارًا بمعنى أنه كسب لهم 30 دينارًا.
النظرة الميتافيزيقية:
ستقول بأن هذا الحاكم طاغية ظالم، وسن تشريعًا لا يوافق الشرع، وبالتالي فهو ظالم، ومن سن 700 أيضا طاغية مثله، فالمبدأ واحد، وهو سن مكوس على الناس، فهو كمن سن 70 ابتداء، فالعلة ليست تحريم سن 100، بل تحريم الظلم وهو موجود في 100، وفي 1.
نظرة التلازم:
أن من سن 70 سنها في إطار أنه لو لم يفعل لفرض عليهم 1000، وبالتالي فهو دفع أكبر الضررين بالتزام أدناهما، ولا يمكن أن يعامل مثل الأول إلا بطريقة تجريدية تعزله عن ظروفه وعن اللوازم لو لم يفعل.
 
أحسب أن كثيرًا من النقاشات تدور اليوم في فلك المنهج الميتافيزيقي، دون نظرة التلازم وهي أساس أصيل في عقم حواراتها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق