9 شتنبر 2016
هل يصح أن يقال إن ابن تيمية فيلسوف؟ وهل توجد فلسفة إسلامية؟
هذا السؤال وجدت الحاجة إلى التركيز عليه،
وتخليصه من بين تراث قد يؤثر على رؤيتنا للمسألة، فقد شاع فترة باسم الفلسفة ان
العقل الفعال يفيض على الإنسان من علومه، وتبنى هذا القول قوم من المتفسفة،
وحاولوا التلفيق بين هذه الرؤية وبين الدين، فوصل بهم الأمر إلى أن قالوا بأن
الأنبياء فلاسفة في الواقع، وأن الوحي تابع لقدرتهم التخيلية، وحاصل هذا أن
الملائكة غير موجودة إلا في أذهانهم، كما أن اعتبار الأنبياء فلاسفة يعني أن
النبوة كسبية، فيمكن لغيرهم أن يتفلسف وبالتالي أن يصير نبيًا، وقد دارت حرب كبرى
معهم فيما سطره ابن تيمية في الصفدية في نقد باطلهم.
فهذه الرؤية لا شك باطلة، فالأنبياء ليسوا فلاسفة، " إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ"، فقد كان يوحى إليهم، ولم يصلوا إلى ذا بتفكير عقلي مجرد، فالوحي ليس من جهدهم الشخصي، فالرسالة اصطفاء من الله.
لكن لما نقول فلان مسلم فيلسوف، هذا لا يفترض فيه أن يستدعي منا ما قيل في الرد على من قالوا بأن النبوة كسبية، وأنها فلسفة!
فالمسلم قد يبدع في جانب فيسمى به.
فابن تيمية " نظر في علم الكلام والفلسفة، وبرز في ذلك على أهله " كما في ترجمته عند ابن رجب، وليس هو نبيًا وكلامه لا يوحى إليه فيه، وإنما يحتكم بكلامه إلى الوحي، والصرح الفلسفي الذي أقامه كان يعكس معاني النصوص الشرعية، ولاحظ هذا فهو مهم، فالنصوص الشرعية، ليست هي فلسفة، لكن يمكن أن توجد فلسفة تعكس معاني النصوص الشرعية تلك، ويكون صاحبها فيلسوفا.
وتعليق على أمر الفلسفة، فقد حرص الفارابي أن يجعل الفلسفة (كلًا لا يتجزأ)، بل كتب كتابه ( الجمع بين رأي الحكيمين) وهي محاولة جمع أقوال أرسطو وأفلاطون بحيث لا تتعارض، وهذا دونه خرط القتاد، واعتمد فيه على كتب منحولة، لمجرد التلفيق هذا، ويعزوا بعض الباحثين هذا الأمر إلى أن الفارابي كان بحكم ثقافته الشيعية ينظر إلى الفلاسفة كأئمة معصومين، وبالتالي لا يفترض التعارض بينهم!
أما ابن تيمية فقد كان يرفض الاحتكار الأرسطي للفلسفة، ويرى أن الفلسفة أعم مما انتشر، بل إن الغزالي لما رد على الفلاسفة كان في الواقع لم يرد إلا على الفارابي وابن سينا!، فهنا يجب التفريق بين موقفين:
موقف التجميع الفارابي الذي يرى أن الفلسفة كل لا يتجزأ، فمن حارب جزءا فكأنما رمى بالفلسفة جميعها!
موقف ابن تيمية، الذي يرى أن الفلسفة لا يجوز احتكارها من أرسطو وأمثاله، يقول:
" " أما نفي الفلسفة مطلقًا أو إثباتها فلا يمكن، إذ ليس للفلاسفة مذهب معين ينصرونه، ولا قول يتفقون عليه في الإلهيات والمعاد والنبوات ولا في الطبيعيات والرياضيات، بل والطبيعيات والرياضيات، بل ولا في كثير من المنطق "
لكن ابن تيمية يرى أن هناك فلسفة صحيحة، فيقول:"الفلسفة الصحيحة المبنية على المعقولات المحضة توجب عليهم تصديق الرسل فيما أخبرت به ".
وذلك أن " فالعقل يدل على صحة السمع، والسمع يبين صحة العقل، و... من سلك أحدهما أفضى به إلى الآخر ".
فهذه الرؤية لا شك باطلة، فالأنبياء ليسوا فلاسفة، " إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ"، فقد كان يوحى إليهم، ولم يصلوا إلى ذا بتفكير عقلي مجرد، فالوحي ليس من جهدهم الشخصي، فالرسالة اصطفاء من الله.
لكن لما نقول فلان مسلم فيلسوف، هذا لا يفترض فيه أن يستدعي منا ما قيل في الرد على من قالوا بأن النبوة كسبية، وأنها فلسفة!
فالمسلم قد يبدع في جانب فيسمى به.
فابن تيمية " نظر في علم الكلام والفلسفة، وبرز في ذلك على أهله " كما في ترجمته عند ابن رجب، وليس هو نبيًا وكلامه لا يوحى إليه فيه، وإنما يحتكم بكلامه إلى الوحي، والصرح الفلسفي الذي أقامه كان يعكس معاني النصوص الشرعية، ولاحظ هذا فهو مهم، فالنصوص الشرعية، ليست هي فلسفة، لكن يمكن أن توجد فلسفة تعكس معاني النصوص الشرعية تلك، ويكون صاحبها فيلسوفا.
وتعليق على أمر الفلسفة، فقد حرص الفارابي أن يجعل الفلسفة (كلًا لا يتجزأ)، بل كتب كتابه ( الجمع بين رأي الحكيمين) وهي محاولة جمع أقوال أرسطو وأفلاطون بحيث لا تتعارض، وهذا دونه خرط القتاد، واعتمد فيه على كتب منحولة، لمجرد التلفيق هذا، ويعزوا بعض الباحثين هذا الأمر إلى أن الفارابي كان بحكم ثقافته الشيعية ينظر إلى الفلاسفة كأئمة معصومين، وبالتالي لا يفترض التعارض بينهم!
أما ابن تيمية فقد كان يرفض الاحتكار الأرسطي للفلسفة، ويرى أن الفلسفة أعم مما انتشر، بل إن الغزالي لما رد على الفلاسفة كان في الواقع لم يرد إلا على الفارابي وابن سينا!، فهنا يجب التفريق بين موقفين:
موقف التجميع الفارابي الذي يرى أن الفلسفة كل لا يتجزأ، فمن حارب جزءا فكأنما رمى بالفلسفة جميعها!
موقف ابن تيمية، الذي يرى أن الفلسفة لا يجوز احتكارها من أرسطو وأمثاله، يقول:
" " أما نفي الفلسفة مطلقًا أو إثباتها فلا يمكن، إذ ليس للفلاسفة مذهب معين ينصرونه، ولا قول يتفقون عليه في الإلهيات والمعاد والنبوات ولا في الطبيعيات والرياضيات، بل والطبيعيات والرياضيات، بل ولا في كثير من المنطق "
لكن ابن تيمية يرى أن هناك فلسفة صحيحة، فيقول:"الفلسفة الصحيحة المبنية على المعقولات المحضة توجب عليهم تصديق الرسل فيما أخبرت به ".
وذلك أن " فالعقل يدل على صحة السمع، والسمع يبين صحة العقل، و... من سلك أحدهما أفضى به إلى الآخر ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق