2.02.2017

عن كتاب (أباطيل وأسمار)

عن كتاب (أباطيل وأسمار)


قرأت باهتمام كتاب محمود شاكر (أباطيل وأسمار)، ومع أن عنوانه لم يدلني على فحواه، إلا أنني وجدت فخامة في العبارة، وفصاحة في البيان، وفيه حافز تشويق يدفعك حتى نهايته، إلا أنني للأفكار أصيد مني لما يعبر به عنها من الكلمات، ويهمني أن نستفيد من الكاتب قدر الإمكان في هذا العصر، ومحاولة تجاوز بعض ما سلكه غيرنا إلى ما هو أقرب منه، الكتاب عبارة عن مقالات في الأصل قبل جمعها، وهذا ظهر في الجمع بحيث تكررت بعض الأفكار أكثر من مرة.
رأيت بعض ما يوهن المحاججة، مثل الاعتماد على قصص غير موثقة في كتاب وهو يرد على الخصم، وهذه يفترض تجاوزها في المحاججات، مثل قال لبعض الناس، أو حدثني بعضهم، فهذه لا تصح إلا عند تسليم الخصم بالنقل، ويفترض عدم فتح هذا الباب في المحاججة.
 
كذلك فيه شيء أدبي من التعبير عن أمور ذاتية أيضا توهن المحاججة، مثل سرده لما اختلج في صدره وتعبيره عن مشاعره وهو يقرأ لخصمه فهذه طالت في الكتاب، وكان حري به أن لا يطيل النفس في ذا، كذلك تجنب الهجوم على الخصم بألفاظ فيها بلاغة لكنها لا تحمل فكرة عند الحجاج، فالنقاش في كثير من القضايا يفترض أن يكون معنويا، بحيث لو ترجم إلى لغة أخرى لم يسقط من مضمونه حجة، وما زاد فذا لا يستكثر منه إلا تطعيما فحسب.
 
أما بعض الأفكار التي يعتمدها المؤلف فقد سبق أن تعرضت لها عند حديثي عن رسالته (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا) ومما قلته وقتها: إنها حافلة بنظرية المؤامرة للغرض الديني وهذا ما نقده "سعد مصلوح" واجاد.
 
لكن هناك نقطة غفل عنها الناقد والمؤلف او بالأحرى لم يجيدا فيها، فمصلوح تكلم عن الاستفادة من الآخرين كما فعل أسلافنا بترجمة كتب اليونان.
 
اما شاكر فقد هالتني ألفاظه التي يصف بها بعض المعاصرين كوصفهم بالمدجنين لأخطاء ليست ‍في مستوى تلك التي وقعت بها بعض الشخصيات التي يمجدها كابن سينا الذي يقرن اسمه بابن تيمية من حيث الحرص على الدين وعدم التماهي مع الاخر أي المناعة الثقا‍فية!!
 
‍في الواقع إن ابن سينا الذي كان ‍في عصر حافل بامتداد المسلمين وقوة شوكتهم لا أعرف مبررًا واحداُ ليمجده شاكر ويحط على كتاب معاصرين لامور دونه بمراحل.
ألأجل أنه عبر عن الارسطو ط‍اليسية بيراع عربي فصيح!
 
لا أحبذ أن يكون الطرح النقدي شبيها بالخطاب القومي التَعْبَوي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق